نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، صباح السبت، مقالا تحليليا عن الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، وتساؤلات عن مصير الإسلاميين وقدرتهم على تولى مقاليد الحكم في دول أخرى.
وبدأ المقال بعرض ما وصفه بـ«هدايا رمضان المقدمة لمصر من السعودية والكويت والإمارات»، وهي عبارة عن مليارات الدولارات مكافأة على الإطاحة بمرسي وتوجيه صفعة قوية لجماعة الإخوان المسلمين، حسبما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» على موقعها الإلكتروني.
واعتبرت «جارديان» أن إطاحة مرسي «كانت لحظة مهمة في قصة الثورة المصرية، التي لم تكتمل، ولكنها أيضا تثير التساؤلات حول قدرة الإسلاميين على الاحتفاظ بالسلطة إذا وصلوا إليها»، مضيفة: «هل الانقلاب على رئيس منتخب في أكبر دولة عربية، بغض النظر عن عدم تمتعه بالشعبية أو الكفاءة، يعني أن الآخرين في دول أخرى يمكنهم تجاهل صناديق الانتخاب واللجوء إلى العنف؟».
ونقلت «جارديان» تعليق المؤرخة السعودية، مضاوي الرشيد، التي رأت أن جماعة الإخوان المسلمين أطلقت على ما حدث «نكسة» تشبه عواقب هجمات «11 سبتمبر».
وأضافت «الرشيد» أن «جماعة الإخوان المسلمين استطاعت قولبة نفسها في إطار تيار الإسلام المعتدل، وازدادت الآمال بعد اندلاع الثورات العربية في عام 2011، ولكنها الآن عادت إلى المربع الأول».
ولفتت «جارديان» إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد، حريص على إظهار معارضيه في صورة «الجهاديين المتشددين»، مشيرة إلى أنه رحب بإلاطاحة بمرسي من الحكم مثلما فعلت السعودية، وهو اتفاق نادر بين الطرفين علما بأن السعودية تمول وتؤيد المعارضين لـ«الأسد»، أما في تونس وتركيا حيث يتولى مقاليد السلطة أحزاب إسلامية فقد رفضت الدولتان الانقلاب الذي حدث في مصر، وكذلك فعلت إيران.
وترى «جارديان» أن موقف السعودية بعد الإطاحة بمرسي يعود إلى أسباب استراتيجية وسياسية عدة، فهي تريد لمصر أن تتصدى للمد التابع للنفوذ الإيراني وتظل إلى جانب الولايات المتحدة.
كما يوجد دافع آخر وهو انزعاجها من الجارة قطر، التي لعبت دورا قويا في مصر ودعمت مرسي خلال توليه السلطة، بل واستخدمت قناة الجزيرة لـ«التهليل له».
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن هزيمة الاخوان المسلمين تثير المخاوف من صعود الإسلاميين المتشددين، الذين لا يؤمنون بالديمقراطية أو فكرة صناديق الانتخابات.