ارتبط «دير الأنبا بيشوي» بوادي النطرون بمحافظة البحيرة، بأهم حدثين يتعلقان بالكنيسة الأرثوذكسية في مصر في الشهور الأخيرة، وهما وفاة البابا شنودة، واختيار البابا تواضروس، فالدير يرقد به البابا الراحل، وعاش به البابا الجديد راهبًا.
ويعود تاريخ الدير إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، فتأسس تحت قيادة القديس الأنبا بيشوي كتجمع رهباني، ويشمل كنيسة الأنبا بيشوي، وقلالي الرهبان، وبئر مياه دون أسوار.
وفي أواخر القرن الخامس الميلادي تم بناء الحصن لحماية الرهبان من غارات البربر التي كانت تأتي من غرب مصر، وبالقرن التاسع الميلادي أقيمت الأسوار الحالية للدير على مساحة تقرب من 3 أفدنة، وفي القرن الرابع عشر الميلادي قام البابا بنيامين الثاني البطريرك الـ 82 الذي كان على السدة البطريركية في الفترة من 1327 - 1339م، بعمل ترميمات واسعة للدير بسبب النمل الأبيض الذي عرض سقف الكنيسة للانهيار.
ويضم الدير، كنيسة الأنبا بيشوي، وكنيسة الشهيد أبسخيرون القليني، وكنيسة الأنبا بنيامينا البابا الـ 52 من الجهة البحرية من كنيسة الأنبا بيشوي، وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس من الجهة الغربية القبلية.
كما توجد المائدة القديمة غرب الكنيسة، وبئر الشهداء أمام الكنيسة من الناحية البحرية، وهي التي غسل فيها البربر سيوفهم بعد أن قتلوا 49 من الآباء الرهبان القديسين في دير القديس مكاريوس الكبير أثناء غارتهم الثالثة على البرية سنة 444 م، وتذكار استشهادهم 26 طوبة.
كما يضم أيضًا الحصن الذي بُني في أواخر القرن الخامس الميلادي أثناء حكم الإمبراطور زينون، ويتكون من ثلاثة طوابق وتتوسط الدير حديقة واسعة تحيطها عدة مبانٍ.
ورسم البابا شنودة لدير القديس الأنبا بيشوي، الأنبا صرابامون أسقفًا ورئيسا للدير سنة 1975م ، وأسس مقرًا بابويًا في الدير يقضي فيه بضعة أيام أسبوعيًا تقريبًا، وبفضل صلواتهما وعملهما الدائم زاد عدد الرهبان، كما اهتم بالتعمير والإنشاءات من قلالي «مساكن» للرهبان، ومكتبة ضخمة للاطلاع، وحفر الآبار وعمل الصهاريج لمياه الشرب، والاهتمام بالزراعة وتربية الماشية، وإنشاء مساكن للعمال وتوفير الرعاية الروحية والصحية لهم، وعمل عيادات وصيدلية وقصر بمنارة شاهقة ومضايف وبيوت خلوة للضيوف، كما تم بناء كاتدرائية كبيرة بالدير والتى أقيمت فيها أول صلاة جماعية للمرشحين.