«ربنا ينتقم منه.. حوَّل حياتنا إلى جحيم، دهس زوجى بعربيته، وتظاهر أنه يسعى لإنقاذه، وتركنى معه أمام باب المستشفى بحجة ركن السيارة، وهرب، لم نكن نعرف أنه ابن نائب مرشد الإخوان، لكن رجال المستشفى والأهالى تمكنوا من التقاط أرقام سيارته، وكشف المرور أنها مملوكة له، ولا نريد الآن سوى القصاص». هكذا تحدثت ناريمان أبوالسعدات «62 سنة» أرملة الضحية محمد محمود سامى «75 سنة» متهمةً عبدالرحمن محمود عزت، نجل نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، بقتل زوجها بسيارته فى شارع الثورة بمصر الجديدة.
قالت زوجة الضحية لـ«المصرى اليوم»: «لن أترك حق زوجى، الإخوانى اغتاله بدم بارد، كان متوجها للحصول على أموال من البنك الأهلى الذى يبعد خطوات قليلة عن منزلنا، وما إن كاد يعبر الشارع للوصول إلى البنك حتى صدمته سيارة تسير بسرعة جنونية، رغم هدوء حركة سير السيارات التاسعة والنصف صباحاً».
وأضافت زوجة الضحية: «سمعت صراخاً أسفل منزلنا، وصوتاً مدوياً لفرامل إحدى السيارات، فتوجهت إلى شرفة المنزل لاستطلاع الأمر فشاهدت زوجى غارقاً فى دمائه على الأسفلت، وبجواره السيارة التى دهسته فأصابتنى حالة هستيرية، هرولت بملابس المنزل للشارع، وفوجئت بالجيران وأفراد الأمن جاءوا بسائق السيارة الذى حاول الهروب فى بداية الأمر وعندما رأيته لم أعرف هويته».
وتابعت: «لم يكن يهمنى سوى إنقاذ زوجى، ولم أكن أعرف أن الذى كان يقود السيارة هو نجل نائب المرشد، وأصابنى الذهول أكثر عندما أصر السائق المتهم على حمل جثة زوجى إلى داخل سيارته بحجة إسعافه، وتركه له أمام مستشفى فلسطين وفراره هارباً، إلا أن رجال الأمن بالمستشفى تمكنوا من التقاط أرقام السيارة».
وأوضحت زوجة المجنى عليه: «أهالى المنطقة التقطوا أرقام السيارة التى من خلالها تعرفنا على شخصية الجانى، ووضعوا زوجى فى غرفة العناية المركزة، نتيجة إصابته بحالة إعياء شديدة وبالكشف عليه تبين وجود نزيف بالمخ وكدمات بالصدر وبالساقين، كان فى حالة غيبوبة كاملة، وحالته غير مستقرة، وتم وضعه على جهاز تنفس صناعى». وشددت: «لو جاءنا مقراً بخطئه، طالباً العفو، بدلاً من الهرب لسامحناه امتثالاً لأخلاق الإسلام».
وقالت نهى محمد محمود، الابنة الوحيدة للضحية، التى تعمل بإحدى شركات السياحة: «عندما ذهبت إلى نقطة ألماظة بمصر الجديدة، لتحرير محضر بالواقعة، طلبت من مأمور القسم طلباً واحداً وهو لقاء الجانى ولو لثانية واحدة، لأعرف لماذا تركه مضرجاً فى دمائه يصارع الموت وفر هارباً، رغم أنه المخطئ، لماذا لم يشعر بأى مسؤولية تجاهه؟ لماذا لم يشعر بأى أسف أو ندم على ما فعلت يداه».
أضافت: حين علمت بالخبر الكارثة رجعت على أول طائرة عائدة من عمان إلى القاهرة، ورغم صدمتى وحزنى الشديد على رحيل والدى اعتبرت الأمر قضاءً وقدراً، مثل حوادث السيارات التى لا تتوقف، لكنى بعدما علمت بفرار الجانى هرباً من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه ضحيته قررت ألا أتنازل عن حقنا فى القصاص العادل بالقانون من مرتكب الجريمة، خاصة بعدما عرفت تفاصيل الحادث، ورعونته فى قيادة السيارة بهذه السرعة الجنونية فى مثل هذه المنطقة الهادئة، وحين تبين لى أنه إخوانى، قتله بدم بارد».
وروى ياسر محمد على، أحد شهود العيان، تفاصيل الحادث: «شاهدت الواقعة عن قرب، كان المجنى عليه يعبر الشارع الهادئ فى الصباح، متوجهاً إلى فرع قريب جداً لأحد البنوك ليسحب أموالاً منه، كما عرفت فيما بعد، وفوجئت بسيارة هيونداى مندفعة بشدة، لونها لبنى فاتح، يستقلها شاب فى الأربعينيات من عمره تصدمه بقسوة، حتى إن الضحية طار جسده فى الهواء ثم هوى على زجاج العربة الأمامى ليحطمه من شدة الصدمة». يواصل الشاهد: كان المشهد مروعاً حتى إننى ظللت ساكناً دون حركة حتى أستوعب مشهد الدماء التى غطت الأسفلت والجزء الأمامى من السيارة، والمكان كله، وحين انتبهت من الصدمة لاحظت أن الجانى يريد الهرب، فهرولت مع عدد من الأهالى لمنعه من الفرار بسيارته، فاضطر للتوقف، ونقلنا الجسد الغارق فى الدماء للسيارة، متوجهين إلى مستشفى فلسطين، وهناك زعم أنه سيركن السيارة ويعود، وهرب، وعرفنا فيما بعد ان اسمه هو عبدالرحمن محمود عزت، وأنه نجل نائب مرشد الإخوان».
وقال محمد صلاح، عامل بإحدى الصيدليات، أحد شهود العيان: «رأيت المجنى عليه فى حالة إعياء شديد، وينازع الموت جراء إصابته الخطيرة فى منطقة المخ بالرأس، وتهشم جميع عظام جسده الواهن، ثم رأيت الجانى يهرب بسيارته مسرعاً، ربما اعتقاداً منه أن منصب والده سيساعده على التخلص من جريمته».
وكانت نقطة شرطة ألماظة بمصر الجديدة قد تلقت بلاغاً من مستشفى فلسطين بوفاة المجنى عليه محمد محمود سامى «75 سنة» جراء صدمه بسيارة نجل نائب المرشد، متأثراً بجراحه فى منطقة المخ، وفى باقى أنحاء جسمه.
أخطرت النيابة العامة، التى أمرت بضبط وإحضار «عبدالرحمن محمود عزت»، نجل نائب مرشد جماعة الإخوان.