قال الفنان صلاح السعدني، إن زواج والدته وهي ابنة 12 عامًا، كان أحد الأسباب الهامة التي جعلته يتحمس لتجسيد شخصية «عبدالقوي» في مسلسل «القاصرات» الذي يهوى الزواج من البنات الصغيرات، مشيرًا إلى لأأنه كان يشعر بالغثيان عندما كان يقف أمام الطفلة «ملك» ليصور مشهدًا، مشيرًا إلى أنه لم يخش من تجسيد هذه الشخصية على الشاشة، لأنه يثق في جمهوره، إضافة إلى أنه يرى أن قضية زواج القاصرات كان يجب أن يتم طرحها دراميًا بشكل تفصيلي كما حدث في المسلسل.
■ ما الذى شجعك على تقديم مسلسل «القاصرات»؟
ـ شعرت بحميمية تجاه السيناريو، لأنه يناقش قضية عشتها بنفسي في الواقع، حيث تزوجت والدتي من والدي وعمرها 12 سنة، وأصبحت زوجة وهي طفلة تبحث عن المرح، وأحيانا كانت تنام أثناء زيارة أحد الأقارب، فكان والدي يعود بها إلى المنزل، وهو يحملها على ذراعيه، وشعرت بمدى الكارثة التي عاشتها أمي بعد أن أنجبت 11 طفلاً توفى منهم 4 في سن مبكرة بسبب قسوة الحياة وضغوطها، فهي تحملت المسؤولية في سن صغيرة مثل العديد من الفتيات في مصر والعالم العربي، لذلك تحمست لمعالجة هذه المأساة دراميا، وأرجو أن يصل المعنى إلى الجمهور، خاصة أن هذه القضية تُناقش لأول مرة في الدراما المصرية بهذا الشكل الصريح.
■ أين كانت الصعوبة في شخصية عبد القوى التى تقدمها فى المسلسل؟
ـ الصعوبة كانت في معتقداته وطريقة تفكيره والمرض النفسي الذي يعانيه، وأن يقتنع الجمهور بمبادئه التي تدفعه للزواج من 5 بنات عمرهن يتراوح ما بين 11 و15 سنة متوهمًا أن هذا لا يخالف الشرع والدين، وأذكر أنني عندما كنت أقترب من الفتاة القاصر «ملك» في أحد المشاهد، شعرت بالغثيان لمجرد تخيل ما يدور في ذهن «عبد القوي»، ومشاعره المريضة تجاه فتاة بريئة في سن حفيدته.
■ ألم تخش على شعبيتك من تقديم مثل هذا الدور؟
ـ لم أخش يوماً من تقديم أي دور، وأثق في جمهوري لأنني أقدم فناً، كما أرفض فكرة تفصيل الأدوار «على مقاسي»، فأنا لا أنظر إلى اتجاه معين ولكن يهمني نوعية الدور.
■ ما رأيك في تراجع حجم الإنتاج هذا العام؟
- أعتقد أن هذا شىء طبيعي في ظل الظروف التي تعيشها البلد، كما أن تراجع الإنتاج من ناحية الكم لا يعني الإنهيار أو سحب البساط من تحت أقدامنا، خاصة أن هناك أكثر من عمل على مستوى عال.
■ هل تتوقع انخفاض نسبة مشاهدة الجمهور للمسلسلات؟
ـ نعم، وهذا يرجع إلى الظروف السياسية المتوترة التي نعيشها، ولكن انخفاض نسبة المشاهدة لن يكون بشكل كبير، فالبعض سيبحث عن شىء يخرجه من حالة الاكتئاب التي نعانيها، وآخرون سيلجأون للقنوات الإخبارية لمعرفة كيف تطورت الأمور.
■ كيف ترى وجود النجوم الكبار في المنافسة الرمضانية؟
ـ بلا فخر أنا صاحب أول مسلسل من 30 حلقة في تاريخ الدراما العربية، حينما قدمت مسلسل «لا تطفئ الشمس» مع المخرج نور الدمرداش، وأعتقد أن تاريخ نور الشريف وعادل إمام وحسين فهمي أغنياء عن التعريف، فنحن أصحاب خبرات كبيرة و«احنا اللي عملنا الدراما» ووجودنا إضافة بدون شك ويعطي ثقلاً للأعمال التي نقدمها.
■ ما تقييمك لوضع السينما والمسرح حاليا؟
ـ لا أتابع السينما منذ 12 سنة، وأعتقد أن المسرح مات، بعد مرض سمير خفاجي وتوقف عادل إمام ومحمد صبحي وتراجع إنتاج القطاع العام، فمنذ 30 عامًا لم ينجح إلا 10 عروض أذكر منها «الملك هو الملك» الذي قدمته مع محمد منير و«الملك لير» ليحيي الفخراني و«أهلاً يا بكوات» لعزت العلايلي وحسين فهمي.
■ هل كنت تتوقع ثورة الشعب على الإخوان في 30 يونيو؟
ـ توقعت حدوث «بركان» خاصة بعد إخفاقات مرسي المتكررة في الفترة الأخيرة وارتفاع الأصوات المعارضة له من كل الأطياف، وكنت أشعر بأن مصر وشعبها لن يتحملا هذا الوضع أكثر من ذلك، لذلك كنت من المؤيدين لهذا الحشد بعدما شعرت بأن مصر في خطر، وأننا على وشك على منافسة السودان والصومال وأفغانستان بعدما كنا نطمح فى منافسة آسبانيا وفرنسا.
■ ما رأيك فى موقف حزب النور من الأحداث الجارية؟
ـ حزب النور يريد أن يرث وضع الإخوان، لذلك أصبح موقفهم مشوها، ولا أفهم على أي أساس اعترضوا على البرادعي وزياد بهاء الدين، وأعتقد أن تفكيرهم غريب، وأقول لهم إن مصلحة البلد أهم ونحن نحتاج إلى مصالحة وتسامح وطني حنى نعبر بمصر بعيدا عن دائرة الانتقام.
■ ماذا عن توقعاتك للمستقبل؟
ـ ما أتمناه أن تصل مصر إلى بر الأمان، وأن تصبح دولة ديمقراطية وتأخذ المكانة التي تستحقها، لأنها ليست أقل من ماليزيا والبرازيل والهند، وأعتقد أن رئيس الوزراء الجديد حازم الببلاوي لديه من الخبرة الاقتصادية ما يؤهله لإنقاذنا من الأزمة الحالية، وإن كنت من المؤيدين لزياد بهاء الدين ونقل السلطة لجيل جديد من الشباب مثلما فعل عبدالناصر.
■ وما القضايا التى لها الأولوية حاليًا؟
ـ أطلب من فضيلة الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهر، ومجموعة هيئة كبار العلماء العمل على خلق توافق بين الجميع بعيدا عن السياسة والأحزاب، حتى يعم الاستقرار، وأن تتم الدعوة إلى حوار وتأجيل الاعتكاف، وأن يبذل جهدا كبيرا في سبيل هذه المصالحة، لأننا في النهاية مسلمون ولا يمكننا تصور ما وصلنا إليه من بعض الدعاوى التي تزعم بأن المعتصمين في الشارع خارج حدود الدين، وما أؤكد عليه هو أن الإخوان لديهم فكر خاص بهم لكنهم مصريون.
■ وما رسالتك للمعتصمين في رابعة وقيادات الإخوان؟
ـ الشعب المصري متدين بطبعه، لذلك أقول لهم «خير الخطائين التوابون»، وعليهم أن يستغفروا الله ليتوب عليهم، لأنه الوحيد الذى يمتلك العدل والرحمة والتسامح.
■ كيف قرأت موقف الجيش مما حدث أمام دار الحرس الجمهورى؟
ـ موقفه سليم 100% ورسالة مهمة ومباشرة لكل من تخول له نفسه العبث بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، «ماحدش يهزر مع الجيش»، والفريق أول «السيسي» ورفاقه لا يريدون الحكم، لكنهم انضموا لجموع الناس وفرضوا الحماية وموقفهم وطني وإنساني.