يبدو أن البيان الذى أصدره البنك المركزى وأكد خلاله استمرار التعامل بالعملات الورقية فئات «جنيه ونصف جنيه وربع جنيه»، لم يصل إلى الكثير، فبعد أن حولت الحكومة عدداً من العملات الورقية إلى معدنية فى الفترة الأخيرة، تصور البعض أنها خطوة لإنهاء التعامل مع العملات الورقية، حتى أصبحت العملات الورقية داخل وسائل المواصلات والمحال التجارية عملة نادرة يصعب التعامل بها الآن.
عدم إصدار الحكومة أو البنك المركزى قراراً رسمياً بإلغاء العملات الورقية هو ما شجع زاهر محمد، صاحب كشك، على أن يكون الوحيد فى المنطقة الذى يسمح بقبول العملات الورقية: «قررت إنى أتعامل مع العملة الورقية لحين إصدار قرار رسمى بإلغائها، و أنا الوحيد اللى بتعامل بيها فى المنطقة».. شهرة «محمد» فى المنطقة جعلته يقوم بدور «المنقذ» للكثير من الأشخاص الراغبين فى تبديل العملة الورقية إلى المعدنية: «الناس فى المنطقة بقت بتيجى تبدل العملات من عندى عشان صرافين المترو ما بيتعاملوش إلا بالعملة المعدنية لأنى الوحيد فى المنطقة اللى بقبلها».
سائقو المواصلات العامة كانوا هم السبب الرئيسى فى انتشار هذه الظاهرة من وجهة نظر شريف كرم، صراف تذاكر فى محطة المترو، يقول:«الله يجازى سواقين الميكروباصات، هما السبب فى الموضوع ده، الناس ما بترضاش تاخد الفلوس الورقية منى لذلك قررت إنى آخدها منهم وأوردها للدولة لأنى موظف فى الحكومة».