أجرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية حوارًا مع أسامة، نجل الرئيس المعزول محمد مرسي، قال فيه إنه يرى أن الثورة ستنجح في الأيام المقبلة، وأن الحاكم الشرعي لمصر سيعود، مؤكدًا أن المصريين «لن يخافوا مرة أخرى من دبابة أو يروعهم الاعتقال».
وأضاف أسامة محمد مرسي أن ما حدث «انقلاب على الثورة، وانقلاب على الديمقراطية، وانقلاب على الدستور وإرادة الشعب»، موضحًا أنه يعتبر أن وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، يقول للملايين التي أدلت بأصواتها في الانتخابات الرئاسية وفي الاستفتاء على الدستور إنه «يعلم ما هو أفضل لهم، وأنهم لا يعلمون مصلحتهم».
وقالت «سي إن إن» إنه بالرغم من غضب نجل مرسي من الإطاحة بأبيه، فالحكومة مستمرة في شغل المناصب، بينما يؤكد رئيس الوزراء حازم الببلاوي أنه من المتوقع الإعلان عن الحكومة الجديدة بحلول الاثنين.
وأشارت إلى أن ملايين المصريين الذين ملأوا الشوارع في ثورة شملت أنحاء مصر يوم 30 يونيو وهتفوا «ارحل» لمرسي، يعتبرون أن كلمة «انقلاب» إهانة، ومصطلح «قذر» يشوه سمعة ما يرونه «استعادة للثورة»، لكن أسامة محمد مرسي يختلف معهم.
يرى أسامة، نجل المعزول، أن «30 يونيو ليست ثورة والتاريخ لن يسجل أبدًا أنها ثورة، ولا أحد، ولا حتى الإدارة الأمريكية أو أي شخص، يمكن أن يسميها ثورة. لماذا؟ لأنه ما من ثورة في العالم تجلب الجيش إلى الحكم، وما من ثورة تلغي صناديق الاقتراع».
ولفتت «سي إن إن» إلى أن ما قاله أسامة يتفق مع قاله رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، إن «كل انقلاب عسكري، بغض النظر عن هدفه وبلده وسببه، قاتل للديمقراطية وللشعب ولمستقبل البلاد».
وقال أسامة إنه تحدث مع والده قبل 24 ساعة من احتجازه، يوم 2 يوليو الماضي، وأضاف أنه طلب من والده «بشكل شخصي، كابن، أن يقاوم ويستمر وألا يتراجع أمام القوات المسلحة»، موضحًا أن «مرسي الذي يعرفه فخر له كابن، وبالتالي محمد مرسي الذي يتراجع أو يهرب سيكون مصدر خزي حتى لو استمر في منصبه كرئيس».
وتابع: «إذا كان احتجاز محمد مرسي غير أخلاقي وغير قانوني، فيجب الإفراج عنه فورًا، وإذا كان احتجازًا قانونيًا، فأنا أرحب بذلك ويجب أن نلتزم بالقانون».
وأضاف أنه «جزء من الثورة وأقوى من أن يطلب من واحد من الجيش أن يتحدث إلى والده، لا نحن في ثورة، موجة جديدة لثورة 25 يناير، وفي مسارنا الديمقراطي ولن نتركه».
وأكد أسامة الذي التقى بمحاوره من «سي إن إن» في وضح النهار بأحد المساجد المشهورة بالقاهرة، أن «الثورة ستنجح، الثورة التي أنهت حكم مبارك ستستمر قوية، فنحن لا نعرف سوى النجاح، هذه ثورة سلمية ضد انقلاب دموي، لكن هذه الثورة ستصبح أهم حتى من ثورة 25 يناير لأنها ستضرب الجذور، هذه المرة ستواجه الثورة أدوات مبارك، وليس مبارك نفسه».
ومضى يقول «انتخبنا مرسي ودعمناه لمواجهة التحديات بمبادئ الثورة وبمبادئ الانتقال الديمقراطي، وبهذه الديمقراطية وفي هذه الفترة الانتقالية، يصبح الأفراد أقل أهمية من إرادة الجماهير».
وشدد أسامة (30 عامًا) على أن سلامة أبيه تعتبر «ثانوية» بالمقارنة بمبادئ الديمقراطية ومطالب الآلاف من مؤيدي مرسي المعتصمين، قائلا «رغم أن محمد مرسي الرئيس المنتخب والقائد الشرعي، ورغم دوره الدولي ودوره في الثورة، إلا أنه ليس أهم من الناس الذين قتلوا أمام الحرس الجمهوري»، في إشارة إلى مقتل 51 شخصا في اشتباكات الأسبوع الماضي.
ووجه أسامة في نهاية حواره مع «سي إن إن» رسالة مباشرة للرئيس المعزول قائلا «أبي، أنت القائد الشرعي، أنت القائد المنتخب والرئيس المنتخب. نحن ندعم أي قرار تأخذه، حتى لو قررت ترك منصبك، عائلتك، كلنا فخورون بك».