مهنة شاقة للغاية تتطلب الصبر والوقوف بالساعات على الأقدام، وتحمل درجات الحرارة العالية، خاصة ونحن فى فصل الصيف، ويغلب عليها طابع الفن لمن يمارسها، كما تتطلب الخبرة والدقة، لكى تخرج فى صورة اعتادها أهالى العديد من القرى بالفيوم، تلك هى مهنة «الشيخ حسن» أشهر صانع كنافة بلدى فى قرى الفيوم، الذى يخرج للعمل عقب أدائه صلاة الفجر، وينتهى عند أذان المغرب، ويكمل بعد صلاة التراويح، ويتوقف تماما عند دقات الساعة العاشرة ليلا، لينال قسطا من الراحة بعدها يعود للعمل، ويستمر فى برنامجه اليومى هذا حتى نهاية رمضان.
يقول الشيخ حسن مراد كما يحب أن يناديه أهالى قريته، وهو يبلغ من العمر 49 عاما إنه يعمل بمهنة صناعة الكنافة البلدى منذ 20 عاما متواصلة حتى ذاع صيته فى أغلب قرى المحافظة، وأنه تعود أن يصنع الفرن البلدي من الطوب اللبن قبل حلول رمضان بيوم أو يومين على الأكثر، ويبدأ العمل مع ثبوت هلال شهر رمضان الكريم، ويقوم فى البداية بتوزيع ما يطلق عليه «الغربال»، وهو عبارة عن قطعة من الكنافة على أطفال القرية، الذين يتراصون أمامه فى أول أيام العمل فرحة بقدوم الشهر الكريم.
ويضيف: تعلمت هذه المهنة من خلال مشاهدتى بعض الأهالي قديما فى القرى فقررت أن أتقنها وأتعلمها، وعلمتها لأولادي الثلاثة محمد وإبرهيم وعبد الله، لكى يساعدونى خاصة هذا العام مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدا أن هذه المهنة اعتاد عليها أهالى قريته دار السلام التابعة لمركز طامية حتى إنه فكر أن يتركها، بسبب انتشار الماكينات الآلية، التي تصنع الكنافة حاليا، ويقبل على شرائها العديد من الأهالي، لافتا إلى أن وزارة التموين كانت تدعم الدقيق، الذي نعمل به ابتهاجا بشهر رمضان، لكن منذ أكثر من 10 سنوات تغير الوضع وأصبح سعر الطن يتخطى 2800 جنيه، وتسبب ذلك في زيادة الأسعار، وأصبح سعر كيلو الكنافة البلدي 5 جنيهات وفى ظل زيادة الأسعار فكرت فى اعتزال تلك المهنة، ولكن أقنعنى الأهالى بالاستمرار، لأنهم اعتادوا أكل الكنافة البلدي من عمل يدي.
ويشير إلى أن الكنافة البلدي لها زبائنها الخاصة، فهناك العديد من الأسر من يرفض الكنافة الآلي، ويفضل الكنافة اليدوية، معللا ذلك بأن اليدوية لها صناعة خاصة ومتقنة، لأنه يصبر عليها حتى «تستوي» فيصبح طعمها مختلفا اختلافا كليا عن الآلية.
وقال إن زبائنه من العديد من قرى محافظة الفيوم، ولذلك فإن الطلب عليه يكون كبيرا خاصة يوم الإثنين من كل أسبوع فى رمضان، لأن القرية يكون فيها سوق للخضار والفاكهة فى هذا اليوم، ويأتى إليه العديد من أهالى القرى والعزب والنجوع المجاورة.
وللإسكندرية طابع خاص فى استقبال هذا الشهر، حيث تحول بعض محال الأيس كريم نشاطها بعد ذهاب المصطافين، وتقوم ببيع كنافة وقطايف لمواطنى المدينة، نظراً لأن هذه الأنواع من الحلويات تكون الأكثر إقبالاً وربحاً.
وقال الحاج محمد عبد النبي، أحد أصحاب محال الحلويات، إن هناك العديد من أنواع الكنافة، فمنها الآلي واليدوي، وتتميز الآلي بأنها ذات سمك رفيع وتحتوي على لبن وسمن؛ ما يجعلها أعلى سعرا من اليدوى إذ إن الكيلو من الكنافة الآلي يصل إلى 10 جنيهات، بينما يصل ثمن الكيلو من اليدوي إلى 8 جنيهات فقط، وذلك لأنها لا تحتوي على لبن أو أى مواد دهنية، وتابع أن هناك عدة أنواع من القطايف، التي تختلف وفقا لحجمها، فهناك الحجم الكبير والمتوسط والصغير، الذي يطلق عليه «القطايف العصافير»، ويتراوح سعرها بين 9 جنيهات و9.5 جنيه.
أما القطايف فهى المنافس الأول للكنافة طوال شهر رمضان بكل بيت مصري، ويقول أحمد محمد، صانع قطايف بأحد محال الحلويات: «يبدأ عمل القطايف بعد إعداد العجين السائل، حيث يصب في القمع الذي ينسكب السائل منه على الصينية متخذاً شكل القرص، ويُتحكم في العجين المسكوب بغلق فوهة القمع بالسبابة من أسفل عند اكتمال شكل قرص القطايف، وتتكرر تلك العملية أكثر من مرة، إلى أن تستوي قطع القطايف وتُجمع، ويتابع: «وهناك ثلاثة أحجام للقطايف: صغيرة جداً تُسمى عصافير، ومتوسطة وكبيرة».