بدأت مظاهر الاحتفال بشهر رمضان فى تعليق الزينات وانتعاش أسواق الفوانيس ولعب الأطفال، والزينة الرمضانية، خاصة فى الأسواق الشعبية وأسواق الجملة فى الإسكندرية.
«هناك غزو للزينة الصينى والصناعات الصينية» بهذه الكلمات عبر علاء السطوحى، التاجر فى سوق المنشية، عن حال السوق فقال: «هناك غزو وانتشار حقيقى للصناعات الصينية فى الأسواق، فبدل أن كانت الزينة تصنع من الورق اليدوى والكراسات والأكياس البلاستيك، أصبحت كل الزينة المتوافرة صينية الصنع». ويعتبر «السطوحى» أنها الأكثر رواجاً لجودتها الأفضل، ورخص ثمنها.
حتى رياح التغيير انقلبت على الفوانيس القديمة التى كانت تصنع من النحاس، هكذا اعتبر محمد إسماعيل أن الموسم الرمضانى «صينى بجدارة»، فيقول: «فى البداية كانت الفوانيس مصنوعة من النحاس أو حتى من الورق المقوى والكرتون، وكان الناس يعلقونها فى الشوارع لكن الآن أصبحت الفوانيس صناعة صينية، جودتها أعلى إلا أنها لا تعبر عن حقيقة التراث المصرى».
تتراوح أسعار الزينة الرمضانية ما بين 25 جنيهاً و50 جنيهاً و125 جنيهاً، كل حسب زبائنه، فزبائن الطبقة الراقية يفضلون الزينة والفوانيس الأصلية المصرية، بعكس زبائن الطبقات المتوسطة والبسيطة يشترون النوع الصينى.
لا يعتقد محمد إسماعيل، بائع زينة فى سوق المنشية، أن كثرة الصناعات الصينية تقضى على البضاعة المصرية، التى قد تكون أغلى سعراً، قائلاً: «لكل نوع زبون، فالزينة الصينى رغم أنها الأغلى إلا أن الناس البسيطة تقبل عليها، لأن بها أشكالاً جديدة تجذب الصغار مثل الفانوس على شكل كرتون سبونش بوب والمفتش كرومبو وهو ما يحتاجه الأطفال».
من جانبه، اعتبر محمد أبوالعينين، تاجر جملة، أن أكثر الأشكال رواجاً هذا العام هو الشخصيات الكرتونية التى ظهرت فى العام الماضى، والمحقق كرومبو، وسبونش بوب، حيث يصل سعره أحياناً لعشرة جنيهات فقط، وهو ما يعتبر مناسباً لطبقة محدودى الدخل. وأضاف «أبوالعينين» أن الأزمة فى تحول الزينة والفانوس للعبة عادية يشتريها الأطفال، وبالتالى يتم القضاء على الشكل القديم للفانوس، مشيرا إلى أن السوق هذه الأيام أصبحت راكدة بنسبة كبيرة من بعد الثورة، ولكن يبقى الموسم الرمضانى له بهجته وفرحته.
واعتبر جمال السيد، أحد تجار الجملة، أن رمضان هذا العام كان الأقل بهجة بين باقى الرمضانيات السابقة، معللا ذلك بالظروف السياسية التى تمر بها البلاد، وقال: «السوق السنة دى كانت أقل من كل مرة، لكن الشعب المصرى قادر على الفرحة رغم كل الأحداث» ورد عليه سيد حسنين، بائع بمنطقة المنشية، بأن الزينة هذا العام تجدها فى المناطق الشعبية والفقيرة، أكثر من المناطق الراقية، معتبرا أن الزينة الصينى اكتسحت كل السوق، مقابل الزينة اليدوية.
على الجانب الآخر رأى محمد أن الزينة الصينية لا تكون بنفس جودة الزينة المصرية، وأن هناك تجارا كثيرين فى مصر يقومون بتصنيع الزينة اليدوية، لكن لا يجدون السوق التى يستطيعون ترويج بضاعتهم فيها.
وقال علاء السيد أحد الفتية: «قبل رمضان بأسبوع بنتجمع أنا وأصحابى ونقوم بجمع كل أكياس الشيبسى والحلويات ونعمل منها أشكال فوانيس وزينة بين البلكونات» وتابع: «الزينة اليدوية أرخص من التى يتم شراؤها»، مضيفا: «لدينا خبرة فى الشراء، وأحيانا نقوم بالذهاب لمحال معينة لشراء الخيوط التى نلف عليها الزينة، وتكون بتخفيضات من المحال».
كما لا يخاف علاء على اندثار الزينات اليدوية، طالما أن هناك أناسا يورثونها لأولادهم، معتبرا أنها أجمل وأحسن فى الشكل، وأن هناك فنا فى تعليق الزينات، لا يتقنه أى شخص، لكنه يحتاج إلى محترف.