طفل قبطى معصوب العينين سيختار غداً ورقة واحدة من بين ثلاث ورقات مختلفة على مذبح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليصبح الاسم المختار بابا الأقباط الجديد الذى يتم تنصيبه فى احتفالية كبيرة الشهر الجارى.
يأتى البابا الجديد رقم 118 متزامنا مع وصول أول رئيس جمهورية ينتمى إلى تيار الإسلام السياسى بالانتخاب وتنتظره ملفات وقضايا ساخنة، فى مقدمتها لائحة 57 الخاصة بانتخاب البطريرك، والتى بها بعض الشروط التى تخالف القانون الكنسى فى اختيار البابا ما أحدث جدلاً كبير بين العلمانيين ورجال الكهنوت ودفع القائمقام البطريرك الأنبا باخوميوس إلى أخذ تعهد على المرشحين الـ5 للكرسى البابوى بضرورة تعديلها حال فوز أى منهم بمنصب البطريرك، بالإضافة إلى لائحة 38 التى يطالب البعض بالعودة للاحتكام إليها فى الأمور الخاصة بالأحوال الشخصية من زواج وطلاق بدلاً من القانون الكنسى، الذى يعتبره البعض متشدداً، ولا يتناسب مع الظروف الحياتية الحالية، ولا يوجد به مرونة، والذى لا يفرق بين الزوجين إلا لعلة الزنى.
الكثير من الملفات القبطية تنتظر البابا القادم «باسم الرب»
البابا 118 لائحتا 38 و57 .. قضايا خلافية تبحث عن حلول سريعة
ملفات كثيرة تنتظر البابا الجديد، لعل أهمها حل أزمة لائحتى، 38 و57، حيث يرى البعض أن قضية الزواج عبارة عن عقد مدنى ورباط اجتماعى بين رجل وامرأة، يُحدد واجباتهم الأسرية وحقوقهم المدنية، والدولة فقط هى التى توضح مدى هذه الواجبات، وتقنن هذه الحقوق، ولذلك فإن الدولة هى التى لها فقط حق فسخ ذلك العقد، دون تدخل الكنيسة نهائيا.
البابا شنودة «الآتى باسم الرب»
ما أشبه الليلة بالبارحة، ففى 13 أكتوبر 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد، وبدأت الكنيسة تستعد لتنصيب البطريرك المنتظر، ثم جاء حفل تتويج البابا شنودة الثالث، للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر من العام نفسه، ليصبح البابا رقم 117 فى تاريخ البطاركة.
بعد أن تنيح البابا كيرلس السادس يوم 9 مارس
فى البدء كانت الكنيسة المرقسية
خشوع وروحانية تشعر بهما بمجرد دخولك كنيسة مرقس الرسول بالإسكندرية، ربما تتشابه فى هذا مع جميع دور العبادة، لكنها تختلف فى قيمتها الأثرية الكبيرة، حيث تعتبر أقدم الكنائس فى أفريقيا، والمؤرخ والباحث الإنجليزى بتلر رجح أنها أول كنيسة بنيت فى العالم.
يقول الأنباء مكاريوس، كاهن الكنيسة: «المرجح أن مكان الكنيسة هو نفسه بيت إنيانوس أول من اعتنق المسيحية فى مصر، وبعد أن تعمد هو وأهله تحول هذا البيت إلى كنيسة، واستخدمت للصلاة لأول مرة حوالى عام 62 ميلادية مع دخول
المسيحية مصر عن طريق مارمرقس، الرسول الذى جاء من شمال أفريقيا، وكان من تلامذة السيد المسيح، حيث عاش معه وكان ضمن السبعين رسولا الذين أرسلهم المسيح لنشر ديانته فى أرجاء الأرض.
الطفل الذى اختار البابا شنودة: كان يعتبر نى ابنه لأننى اخترته للبابوية
أيمن منير كامل، 6 سنوات، قادته الأقدار لسحب قرعة اختيار البابا شنودة الثالث، أو «فيلسوف الكنيسة»، يتذكر قائلاً: «حضور قرعة اختيار البابا، وتنصيبه يجب أن يكون بناء على دعوة مسبقة، وواجه والدى صعوبة شديدة فى الحصول على تذاكر، لكن جدى، والد أمى، كان كاهناً بالكنيسة يدعى ميخائيل شحاتة، وعندما علم أننا لم ننجح فى الحصول على دعوات أمر والدتى بالذهاب للقائمقام أنطونيوس، وأن تخبره بهويتها، ومع ذلك لم تنجح فى الحصول على تذاكر».
«طوخى»: البابا كيرلس قال لى بعد اختيارى له «جبت لى التعب»
«القرعة من الأشياء الديمقراطية القليلة فى الكنيسة.. والبابا كان يقول لى: طوخى يا طوخى ياللى جبت لى التعب» بهذه الكلمات يتذكر رفيق باسيلى الطوخى مداعبة البابا كيرلس له، بعد أن اختاره فى القرعة الهيكلية عندما كان طفلاً عام 1959 .
وصايا التيار العلمانى القبطى للبابا القادم
يحتاج التعليم الكنسى إلى مراجعة هيكلية بما يتفق وطبيعة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وخصائصها اللاهوتية والتعبدية والنسكية والآبائية والرعوية، وانعكاسات هذا على طقوسها وليتورجياتها، وهى خصائص عندما تغيب تهتز الحياة الأسرية وتعانى من متاعب جمة نلمسها فى المحيط المجتمعى والكنسى. فى ضوء حاجتنا لعودة البعد اللاهوتى إلى صدارة منظومة التعليم فى كافة مستوباته.. وتشمل منظومة التعليم مستويين، الأول، مستوى التعليم الإكليريكى لإعداد خدام الكنائس المحلية سواء فى دائرة العلمانيين أو الكهنة، وهو أمر يتطلب إعادة النظر فى الكليات الإكليريكية والمعاهد اللاهوتية من حيث المناهج وكوادر المعلمين ونقلها إلى المستوى الأكاديمى اللائق بها واللازم لعودة التواصل المعرفى والاختبارى مع الجذور اللاهوتية والحياتية وإعادة الدور اللاهوتى لمدرسة الإسكندرية واسترداد موقع «قاضى المسكونة» الذى كان لصيقاً بكنيسة الإسكندرية.