أبدت الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» على الإنترنت، تحفظها على صفحات تصف أحداث «30 يونيو» التي أطاحت بالرئيس المعزول، محمد مرسي، بالانقلاب العسكري، وتبرأت من هذا الوصف، حيث حرصت على كتابة رسالة أعلى صفحة «انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر»، تشير إلى أن «العنوان مازال محل نقاش»، مشيرة إلى أن هذا المقال يتحدث عن موضوع «مختلف على صحته».
وأوضحت «ويكيبيديا» أنها تدرس آراء بدمج الصفحة مع صفحة «مظاهرات 30 يونيو 2013 في مصر»، التي تعرض ما حدث منذ، الأحد 30 يونيو، حتى 3 يوليو 2013، فيما قامت بحماية الصفحات ذات وصف «الانقلاب» من التعديل لحين حسم النقاش حول ترك تلك الصفحات، أو دمجها مع صفحات «تظاهرات 30 يونيو»، وهو القرار المقرر اتخاذه في 15 يوليو الجاري، حسب ما جاء في صفحة النقاش حول تلك الصفحات في الموسوعة الحرة.
يشار إلى أن الموسوعة الحرة، التي تعد أكبر مصدر مفتوح للمعلومات على الإنترنت، لا تضع أي علامات أو رسائل تنبيهية على الصفحات المتفق على محتواها، فيما تفضل وضع تنبيهات على الصفحات، التي تحتاج إلى مصادر أو يثار جدل حولها، لكي تتبرأ من صحة المعلومات الواردة فيها.
وشهدت صفحة النقاش حول إنشاء صفحة «انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر» جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض للوصف من محرري الموسوعة الحرة.
من جهته قال فارس الجويلي، مصري ويعمل مستشار برنامج ويكيبيديا للتعليم في العالم العربي: «ثورة من أكثر من 30 مليون مصرى وكل من يدعي غير ذلك فهو يريد تزييف الحقيقة، حيث أكدت القوات المسلحة أنها ما قامت به استجابة لمطالب الشعب وليس انقلاباً، معنى الانقلاب العسكري مغاير تماماً لما حدث في مصر، وليس شرطاً ترجمة العنوان حرفياً من المقالات الأجنبية».
وقال جورج عازر، أحد محرري الموسوعة: «من تمرد هو الشعب المصري فى جميع المؤسسات وليس الجيش وحده، ومن هنا لا نستطيع القول أن هذا انقلاب ولا ثورة بل تمرد»، فيما قال سيد طه، أحد محرري الموسوعة،: «انقلاب بكل تأكيد، الرئيس إلى الآن لم يتنح، الموقف يشابه إلى حد كبير ما حدث في انقلاب فنزويلا، حتى الحشد الشعبي، مكمن الخوف من تسميته انقلاب هو فقدان الواحد ونصف مليار دولار معونة سنوية، بموجب القوانين الأمريكية، لا تمنح معونات إلى جيش انقلابي».
وتعرّف «ويكيبيديا» الانقلاب العسكري على أنه «هو تحرك أحد العسكريين للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات وأطماع ذاتية بغية الاستفادة المادية من كرسي الحكم، أما الثورة فلها تعريفان الأول وهو التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع مثقفة لتغيير نظام الحكم بالقوة.
وطور الماركسيون، بحسب تعريف ويكيبيديا، هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي سماهم البروليتاريا، أما التعريف الثاني أو الفهم المعاصر والأكثر حداثةً هو «التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته من خلال شخصيات تاريخية مثلا لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية، والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم».