التقت «المصرى اليوم»، بدر الدين حسنين عبد العزيز، 52 سنة، والد حمادة 19 سنة، صاحب الفيديو الشهير الذى لقى مصرعه إثر إلقاء عدد من مؤيدى مرسى له من أعلى خزان المياه بمنطقة سيدى جابر، وقال: «ابنى حمادة خرج مع أصدقائه وجيرانه لكى يحتفلوا مع المتظاهرين المعارضين وفوجئنا بإطلاق مجموعة من المؤيدين النار عليهم، ودخل حمادة إلى العقار مع عدد من الجيران لكى يهربوا منهم واختبأ أعلى الخزان الذى يصل ارتفاعه إلى 4 أو 5 أمتار كى لا يراهم أحد، لكن أنصار مرسى تعقبوهم وطلعوا وراءهم، وقالوا لهم انزلوا متخافوش بعد أن ألقوا الحجارة عليهم، وعندما نزل تعدوا عليه وألقوه من الخلف، حسبى الله ونعم الوكيل ربنا يصبرنا، ويصبر والدته على فراقه، لأنه ابننا الوحيد».
وقال حسنى حافظ، أحد أهالى المنطقة: «لم يتخيل أهالى سيدى جابر أن تتحول منطقتهم لمجزرة على يد جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدى الرئيس المعزول، بعد أن ظلوا شركاءهم خلال تظاهراتهم فى ثورة 25 يناير، وفى لحظة تحولت الجماعة وفق المتحدثون معنا إلى قتلة تلقى بذويهم من أعلى العمارات، فكان محمد بدر حسونة أحد ضحاياهم وهو وحيد والده، وما حدث شىء بشع خاصة أنهم بعد ذلك قاموا بتغميس أيديهم بالدم وقاموا بطبع خمسات فوق السطح وكأنهم كانوا يذبحون خرفانا لا أطفالاً». وأضاف أحمد القاضى، أحد جيرانه، أن عمرو صلاح، البالغ من العمر 19 سنة، هو الطفل الوحيد الذى نجا من مذبحة السطوح التى مات خلالها صبيان فى مثل عمره، وذلك أثناء محاولة الأطفال الذين كانوا معه الهرب من الأسلحة النارية والخرطوش.
بينما قالت نسرين إسماعيل محمد، 50 سنة، والدة إسلام محمد السيد، 22 سنة، الشهيد، الذى لقى مصرعه قبل أيام بطلق نارى على يد مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى: «ابنى ليس له فى السياسة، ولا ينتمى لأى حزب أو جماعة، وحضر من شرم الشيخ يوم 20 يونيو الماضى، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، وقال لوالده أنا هانزل أبحث عن عمل مع خالى فى مجال المقاولات حتى لا أظل عاطلاً، وبالفعل ذهب للعمل معه فى أحد العقارات تحت الإنشاء فى منطقة سيدى جابر، ويوم الواقعة كانت هناك مظاهرات لمؤيدى مرسى وأثناء عودته تحدث معى فى حالة غضب شديدة وقال: أنا شفت الإخوان المسلمين بيحدفوا حمادة من أعلى السطح».
وأضافت: «أصدقاؤه قالوا لى إنهم كانوا بصحبة إسلام أثناء اتجاه إحدى المسيرات المؤيدة لمرسى من شارع بورسعيد لمنطقة سيدى جابر، وكانوا فى طريقهم لحماية المنطقة وأثناء المسيرة كان الإخوان يرددون (سلمية سلمية) ثم فوجئوا بأشخاص فى آخر المسيرة يطلقون الأعيرة النارية الحية والخرطوش عليهم، ما تسبب فى إصابته، وحمله أحد أصدقائه ووضعه على الرصيف لفحص إصابته وتم نقله إلى المستشفى الميرى لتلقى العلاج، وكانت آخر كلمة قالها لى داخل المستشفى (يا ماما) ثم توفى».
وأضاف والده محمد السيد عيسى، 64 سنة، «فوضت أمرى لله سبحانه وتعالى، ربنا هياخد بحقه من القتلة والمجرمين اللى بيتاجروا باسم الدين، أنا أول مرة فى حياتى أحس إنى انكسرت بعد بوفاة ابنى إسلام الذى كان يساعدنى على أعباء الحياة، حسبى الله ونعم الوكيل».
وقالت خطيبته هدير فتحى، 22 سنة:« كلمته يوم الواقعة بعد صلاة الجمعة، لكى أطمئن عليه لأنه كان يعمل مع خاله فى أحد العقارات القريبة من الاشتباكات حيث قال لى «ماتنزليش علشان الدنيا والعة فى سيدى جابر وانا هاعدى عليكى عند البيت وهاشوفك، وبعد نصف ساعة قال أنا خلاص مروح علشان أختى وأمى بيتصلوا بيا، وعندما ذهب إلى البيت حاولت أمه منعه من الخروج فى الشارع فرد عليها (ماينفعش يا ماما أقعد فى البيت وأسيب صحابى وأصدقائى لوحدهم يحموا المنطقة والشارع وانا أقف أتفرج عليهم)، ثم اتصل بى لكى يطمئننى بأنه بخير وأنه مع أصدقائه أمام الشارع لكى نحميه علشان الإخوان مايدخلوش فى الشوارع الجانبية».
وأضافت: «فوجئت باتصال من زميلة لى تخبرنى بأن إسلام انضرب ووقع على الرصيف، ثم قمت بالاتصال بأحد أصدقائه يدعى مدحت فقال لى (ما فيهوش حاجة بس هو انضرب بالخرطوش)، وبعد ربع ساعة أخبرتنى صديقتى بأنها تسمع بكاء شقيقته وأمه فى المنزل، ثم نزلت وصدمت بخبر وفاته، حسبى الله ونعم الوكيل فى كل بلطجى وخائن لبلده».