على مدى ثمانين دقيقة، التقى المفكر السياسى والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، ظهر الأحد، مع المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، فى مقر الرئاسة بقصر الاتحادية. دار اللقاء، الذى تم بدعوة من الرئيس المؤقت أُبلغت لـ«الأستاذ» عبر «كبير أمناء الرئاسة»، مساء السبت حول مجريات الأوضاع فى البلاد، وآفاق المستقبل.
أطلع الرئيس «منصور» الأستاذ «هيكل» على التطورات السياسية الأخيرة، والاتصالات التى أجراها مع القوى السياسية والشبابية وملابسات أزمة رئاسة الحكومة الجديدة، ثم سأل الرئيس المؤقت الأستاذ عن رؤيته للموقف، وطرح عليه العديد من الاستفسارات، ولم يترك الأستاذ سؤالاً دون إجابة، واستفاض فى شرح رؤيته على ضوء خبرته العريضة واتصالاته بكل الأطراف والقوى الفاعلة، وتقييمه للدروس المستفادة من مرحلة الانتقال الأولى.
وقال الأستاذ «هيكل» للرئيس إنه يحرص على أن يكون خارج المشهد السياسى، لكنه بالقطع مهتم وطنياً بما يدور فيه، وبما يمكن أن يؤدى إليه من تداعيات تؤثر على مستقبل الوطن.
وأضاف «الأستاذ» قائلاً للرئيس: إن مرحلة الانتقال أصعب بكثير من مراحل الاستقرار، لأن فيها يحدث التحول ويتحدد التوجه، وتُختار الطرق والمسالك، إلى الهدف والمقصد.
وقال الأستاذ «هيكل»: إننى أتصور أن المهمة الأساسية الآن هى أن يواجه البلد مستقبله بكل الوسائل المتاحة، موحداً، على الأقل بالفكرة. وأوضح أن الفكرة التى يقصدها هى إنقاذ الوطن، فالبلاد لا تتحمل أى حماقات، ولابد أن يدرك الجميع أنهم أمام مهمة إنقاذ.
وأضاف «الأستاذ»: لا يوجد أى طريق أو مسلك يمكن لأحد أن يتصور أنه مغلق، إلا إذا كان منعدم الخيال والإرادة.
وفى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، قال الأستاذ «هيكل» إنه خرج من لقائه بالرئيس «منصور» سعيداً، فقد شعر بأنه مدرك خطورة الموقف وصعوبة المسؤولية، ومدرك أنه جاء لمهمة مؤقتة بحكم وظيفة وتكليف. وأضاف: الرئيس «منصور» مستمع جيد وأحسست خلال اللقاء بأننى أرى أمامى قضاء مصر العريق.