اعتبر الناشط السياسي، أحمد دومة، بعد 98 يومًا من سجنه في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، أن عدم مشاركته الجماهير في ثورة 30 يوينو أكبر الأشياء التى ندم عليها، موضحًا أن الدكتور محمد البرادعي، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني، ورئيس حزب الدستور هو الشخصية الوحيدة القادرة على تنفيذ أجندة الثورة الحقيقية، وتأييدنا المطلق للبرادعي لا يعني أننا نمنحه شيكاً على بياض.
وأضاف أن اعتصام إشارة رابعة العدوية لمؤيدي الرئيس المعزول، محمد مرسي أشبه ببؤرة إرهابية يجب التعامل معها لأنها تمثل مخبأً للمجرمين الإرهابيين المطلوبين للعدالة.. وإلى نص الحوار:
■ كم بلغت فترة سجنك في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.. وماذا تمثل لك؟
- حوالي 98 يوماً تضاف إلى نحو 4 سنوات وشهرين مجمل فترات سجني وحبسي احتياطياً في قضايا رأي وغيرها من عهد الرئيس المخلوع مروراً بالرئيس المعزول، وسجني في عهد مرسي كان المرة الـ«19» التي يتم القبض علىَّ فيها، واستفدت منها في كتابة أشعار ورؤى سياسية ومجموعة من المقالات التي أؤرخ بها للمرحلة، ويا رب يكون اعتقالي هو المرة الأخيرة، وأعتقد أن القسوة الحقيقية لي هي عدم قدرتي على المشاركة في ثورة 30 يونيو والأحداث التي سبقتها، ورغم ذلك ساعدت قدر الإمكان من خلال مشاركتى الرمزية في اللجنة التنسيقية لثورة 30 يونيو لكن يبقى أن منعى من المشاركة في الشارع كان أكبر عقاب بالنسبة لي ولكن ذلك لا يمنع سعادتي بما وصلنا إليه بعد الموجة الجديدة من ثورة يناير العظيمة.
■ هل ستهتف مرة جديدة بأن الثورة مستمرة؟
- بالطبع الثورة مستمرة وستظل مستمرة، وما حدث في 30 يونيو هو التخلص من جماعة استبدادية ظالمة متجبرة، وإسقاطها من على السلطة، وعدنا إلى مسار الثورة مرة أخرى، بمعنى آخر: عدنا إلى نقطة الصفر من عمر الثورة، ويبقى التحدى الحقيقى في كيفية استكمالها، وأعتقد أن التحدى لن يكون صعباً، خاصة بعد إزاحة الإخوان من المشهد السياسى ومن مقدمة صفوف الثورة التى ركبوها، وستنتصر الثورة في النهاية.
■ كيف ترى مشاركة حزب النور في الخريطة السياسية الجديدة لمستقبل مصر؟
- أولاً أنا مع مبدأ المصالحة مع الجميع، لكن المصالحة التى أدعو إليها لا علاقة لها بالمتورطين في العنف والدم لمحاولة استثنائهم من العقاب، أما مصالحة «عفا الله عما سلف» التى يتحدث عنها بعض قيادات الإخوان الذين يمثلون صوت العقل فيُرد عليها بـ«يفتح الله»، لا مصالحة قبل إعادة الحقوق وعدم التفريط في الدم، ومازال داخل السجون ظلماً بسبب حكم الإخوان «عبودى» و«بلبيسى» و«حسن مصطفي» و«عمرو الفلسطينى» و«بيكو» و«عمرو عرفة»، وغيرهم كثيرون، والمصالحة التى تؤمن بها الثورة هى التى لا تضيع الدم وتنتقم للمظلومين.
■ وما رايك في اعتصام إشارة رابعة العدوية لبعض مؤيدى الرئيس المعزول؟
- ليست عندى مشكلة في الاعتصام لأى شخص أو جماعة ما دام في إطار سلمى، والتظاهر أيضاً، لكن مشكلتى مع من يعتصمون وفي نفس الوقت يقتلون الناس ويتحدثون عن «الدوس» بالجزم والسيوف على رقابنا وغيرها من التهديدات الإرهابية، هم يتخيلون أنهم باعتصامهم وتظاهرهم سيعيدون مرسى لصدارة المشهد، وهم أحرار، وأعتقد أنهم سيملُّون وسيعودون إلى بيوتهم في القريب العاجل، ولو فكروا ولو للحظة في استخدام الأساليب الإرهابية فسيرد المصريون عليهم ولن يتركوا حقوقهم، واعتصام رابعة بؤرة إرهابية يختبئ فيها العديد من المطلوبين للعدالة من القتلة والمجرمين.
■ وهل القبض على قيادات الإخوان ووضعهم في السجون غير كافٍ؟
- لا يرضينى حبس أو سجن أحد مظلوم، وما يرضينى والعديد من المصريين أن يحاكموا محاكمة عادلة ليس فيها أى نوع من أنواع التعنت أو تصفية الحسابات وتكون العدالة عنوانها «من أخطأ يحاسَب»، لأن انتصار الثورة الحقيقى هو عدم معاملة الأعداء بنفس أساليبهم، ومن حقهم للجوء لأدله تثبت حقوقهم ولا تسامح أو «مياعة» مع المتورطين في دم مع الشعب والثوار، وذلك ما سيجعل منا وطناً محترماً.
■ هل تعتقد أن وجود «البرادعى» رئيساً للحكومة يمثل انتصاراً للثورة؟
- «البرادعى» قادر على أن يحمل أهداف الثورة ويحقق إنجازات حقيقية ملموسة على أرض الواقع لما له من ثقل سياسى وخبرة حياتية لكن تأييدنا لـ«البرادعى» رئيساً للحكومة أو حتى رئيساً للجمهورية لن يكون بمثابة «شيك على بياض»، وكما كنا نقول لـ«مرسى» لن نعطيك شيكاً على بياض فنفس العبارة لـ«البرادعى» وإذا أصبح رئيساً للحكومة فسنحاسبه على المدة التى يحددها لنفسه لتحقيق أى إنجاز، فنحن نثق فيك ولكن معارضيك لديهم شراسة وصعوبة في الإقناع إلا بالإنجازات الملموسة على الأرض، وأرى أن خطوة «البرادعى» رئيساً للوزراء جاءت متأخرة، وكان موعدها منذ عامين وكان يجب أن تحدث عقب إسقاط مبارك.
■ وما رأيك في الموقف الأمريكى من ثورة يونيو؟
- معركة موجة ثورة 30 يونيو هى معركة استقلال للوطن في المقام الأول و30 يونيو لم يكن «خناقة» ضد الإخوان بقدر ما هى انتفاضة شعب ضد التبعية للإدارة الأمريكية، وبقائنا في معسكر العبد والخادم المطيع، تلك المعركة الحقيقية التى أراها- وأنا على يقين من الانتصار فيها- لأن المصريين «قرفوا» من الأمريكان ومحاولة تحكمهم فينا، ورغم أن الأمريكان لن يستسلموا لهذا بسهولة ولكن سقوط مرسى والإخوان ومن قبلهم مبارك معناه أنه لا إرادة فوق إرادة الشعوب.
■ هل تتوقع استمرار العنف الدموى في الشارع خلال المرحلة المقبلة؟
- أتوقع استمرار المواجهات العنيفة، وهذا يعنى أن «الثور» بعد قتله يكون في أكثر حالات «هيجانه» وما فيه الإخوان حالياً «ترفيس» ما قبل الموت وقبل طلوع الروح، ولكن لن تؤثر تلك الاعتداءات المتوقعة على المسار الصحيح وستعطى الجماهير قوة دفع ضد ممارستهم.
■ كيف تقيِّم حملة «تمرد»؟
- تُقيَّم حالة عبقرية خالفت كل التوقعات، ولى شرف المشاركة فيها في أول كام يوم من عمرها، عندما حدثنى عن الفكرة حسن شاهين أحد قياداتها، ورأيت أنها بديل حقيقى عن العنف وعن الوصول لمرحلة الصدام مع الجماعات الإرهابية، وأراها الآن حالة أشبه بالإعجاز بفضل روعة المصريين ونزولهم ومشاركتهم، ويبقى أن المصالحة الحقيقية للشعب مع الشرطة تتطلب فتح ملفات قتل الثوار وقت الثورة، وبيان إن كانوا متورطين في ذلك من عدمه، حتى نبدأ على نظافة في بناء البلد والعلاقة بين الشعب والشرطة والجيش.