قالت صحيفة «إندبندنت» االبريطانية إن نظام مصر الجديد يولد في مناخ من «الفوضى» وانتشار «العنف»، مشيرة إلى التخبط في تعيين الدكتور محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، رئيسًا للوزراء، مساء السبت، لتنفيذ خارطة الطريق السياسية التي فرضها الجيش وسط صراعات معقدة وارتفاع عدد القتلى في الشوارع.
وأوضحت أنه كان مقررًا طبقا لما قاله المسؤولون في الرئاسة أن يتولى البرادعي رئاسة حكومة إنقاذ حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة، إلا أنه بعدما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين «عدم شرعية» تعيين البرادعي رئيسًا للوزراء، فضلا عن اعتراض حزب «النور» السلفي على تعيينه، عادت الرئاسة لتنفي تعيينه.
وأشارت إلى أن البرادعي كان من أحد المعارضين الليبراليين للرئيس الإسلامي محمد مرسي، الذي عزله الجيش، الأربعاء الماضي، واندلع العنف بعدها في البلاد مما أسفر عن مقتل 35 شخصا وإصابة ألف آخرين.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرئيس المؤقت، عدلي منصور، التقى بالعديد من القوى السياسية، وبوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى شباب «تمرد» الذين كانوا وراء الحركة التي دعت للاحتجاجات وسحب الثقة من مرسي وكان لهم أكبر الأثر في الإطاحة به، رغم أن سقوطه أثار الكثير من التساؤلات بشأن كيفية إدارة المرحلة الانتقالية.
وقالت إنه رغم اتحاد فئات المعارضة على كراهية مرسي ورفض استمراره في الحكم، فإن الاختلافات بينهم كبيرة، ورغم اتفاقهم أيضًا على الخارطة التي وضعها الجيش للانتقال السلمي للسلطة، فإن الاختلافات ستظهر حتمًا عند وضع الدستور الجديد.
وأشارت إلى وجود ما يفيد في بيان الجيش أن الرئيس منصور سيتمتع بالسلطة الكاملة، لكن هذا يظل مستبعدًا، فقوة الجنرالات في مصر بالتأكيد ستكون كاسحة التأثير على الفترة الانتقالية، مضيفة أن العدو المشترك لمصر «ذهب بالفعل»، لكن مستقبل المعارضة يبدو غير موحد.
وأوضحت أن مشكلة ما إذا كان ينبغي السماح للأحزاب الدينية بالاستمرار في التواجد على الساحة السياسية مازالت موجودة، وبالتالي هناك أيضا الإخوان المسلمين، جنبًا إلى جنب مع حزب «الوفد»، ومعارضين مثل حمدين صباحي وعمرو موسى الذين يرفضون أي فكرة سوى تطبيق النظام الرئاسي في مصر.
وبالنسبة للإسلاميين، يرى البعض أنه يجب اتخاذ خطوات نحو المصالحة، بينما يرفض آخرون الفكرة، مثل نجيب أبادير، من حزب المصريين الأحرار الليبرالي، ويرى أنها غير مقنعة «فقد رأيناهم على حقيقتهم أنهم إرهابيون»، على حد قوله.
وأكدت «إندبندنت» في نهاية تقريرها أن احتمالية فوز الإخوان وانتصارهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة مازالت قائمة وبشكل كبير.