الإعصار «ساندي» يُجلس الأمريكيين في بيوتهم لليوم الثاني على التوالي

لليوم الثاني على التوالي.. خلت شوارع العاصمة الأمريكية، واشنطن، من المارة، واستمر إغلاق المحلات التجارية بها، وكل المصالح الحكومية، ومنها المحاكم الفيدرالية، ومطار واشنطن الدولي والمحلي، حيث تم إلغاء جميع الرحلات ووسائل النقل بكل أنواعها، بسبب التخوف من توابع الإعصار «ساندي» الذي عصف بالمدينة طوال ليل الإثنين وصباح الثلاثاء. 

ولقي نحو 12 شخصًا مصرعهم في الولايات المتحدة، حتى الآن، بفعل الرياح والسيول التي رافقت الإعصار «ساندي»، والذي أغرق قسمًا كبيرا من نيويورك في الظلام، وغمر بالمياه جنوب مانهاتن، بعدما ضرب الساحل الشرقي الأمريكي، مساء الإثنين.

ونصحت السلطات الأمنية بواشنطن، بصرامة وإلحاح واضحين، المواطنين بإلزام منازلهم، حتى يمر الإعصار، كما أوقفت السلطات شبكة النقل العام بما فيها مترو الأنفاق، حتى إشعار آخر، سُيحدد موعده حسب الأحوال الجوية، إلا أن البعض توقع أن يعود المترو للعمل صباح الأربعاء.

وقالت «السلطات» إن هذه الخدمات سوف تستأنف عندما يكون من السلامة أن تعود للعمل.

الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة، طالها «التعطيل» أيضًا، فمن المفترض أن تكون في مراحلها الحاسمة، قبيل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ٦ نوفمبر القادم.

وظهر الرئيس الأمريكي في موتمر صحفي، استمر لست دقائق قال فيه: «سلامة الأمريكيين هي أولوياتنا الآن»، وأردف «الشيء العظيم في أمريكا أنه عندما نمُر بأوقات صعبة مثل هذه، فإننا جميعًا نتحد».

واضطرت السلطات في مدينة واشنطن لإلغاء علميات التصويت المبكر في الانتخابات، والذي جرت العادة على أن يبدأ قبل موعد التصويت النهائي بـ 15 يومًا على الأكثر توفيرًا للوقت.

وتزامن الإعصار مع عيد «الهالويين»، الذي يحتفل به الأمريكيون في الحادي والثلاثين من أكتوبر، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة، في القطاعين التجاري والترفيهي، حيث أعلنت أغلب الفنادق والأندية إلغاء حفلات عيد «الهالويين».

وركزت صحافة الثلاثاء، في الولايات المتحدة، على الربط بين الحملات الانتخابية والإعصار ساندي باعتبارهما أهم حدثين على الساحة الأمريكية حاليًا، حيث أشارت افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن الإعصار ساندي جاء في غير موعده بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأنه أجبر مرشحي الرئاسة على تعطيل حملاتهما الانتخابية، وإلغاء بعض فعالياتها في أكثر المناطق الانتخابية سخونة.

ورأت الصحيفة أن المرشح الجمهوري «رومني» أصبح في موقف صعب لكونه المنافس للرئيس الفعلي «أوباما» والذي يرى أغلبية الأمريكيين وجوب الاتحاد والوقوف معه في مواجهة الإعصار ونتائجه عليهم.