تنحصر المنافسة على أكثر الجمل ترديدًا وإثارة للتساؤل مما صدر على لسان قادة جماعة الإخوان المسلمين بين الرئيس محمد مرسي والقيادي صبحي صالح، وأخيرًا الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين نفسه.
فمنذ المعركة التي دارت رحاها أمام مكتب الإرشاد بين شباب جماعة الإخوان المسلمين وعدد من الكوادر السلفية والجهادية المؤيدة وقوات الشرطة من جانب، والجموع الثائرة الرافضة لحكم الجماعة على الجانب الآخر، وقف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مؤتمر صحفي عقده في الثالث عشر من يناير المنقضي، يستعرض الخسائر التي منيت بها الجماعة وشهدائها في الاشتباكات متسائلاً «ما ذنب النباتات»، وصارت تلك الجملة علامة مميزة و«إفيه» ساخرًا يتبادله مستخدمو الإنترنت وناشطو المعارضة في معرض حديثهم عن الجماعة أو في سياقات أخرى.
وربما كانت هذه العبارة هي أشهر ما قاله المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بديع الذي صار المرشد العام الثامن للجماعة بعد انتخابه في السادس عشر من يناير 2010 قبل عام واحد من ثورة يناير أتى خلفًا لمحمد مهدي عاكف ليمثل انتخابه سابقة في تاريخ الجماعة بانتخاب مرشد عام جديد قبل ترك سلفه لمنصبه بالوفاة.
وواكب انتخاب «بديع» خروج صاخب لمحمد حبيب، نائب المرشد العام سابقًا، والقيادي البارز عبد المنعم أبو الفتوح، وظلت عملية الانتخاب التي انتهت بتصعيد «بديع» ومحمود عزت متهمة من داخل الجماعة ومن قيادات غادرتها اعتراضًا بكونها عملية انتخاب شابها التزوير لإنهاء التيار الإصلاحي في الجماعة.
قاد «بديع» الجماعة مرورًا بالثورة ووصولًا بمحمد مرسي إلى مقعد الرئاسة وانتهاء بعزله بعد موجة ثورية قادت لإنهاء حكم مرسي بعد عام واحد في الثالث من يوليو الجاري، وخلال تلك الفترة واجهت جماعة الإخوان المسلمين انهيار شعبيتها على مدار عامين ونصف العام بدأت باختيار الجماعة للتفاوض مع اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق، واتفاقهم مع ممثل سلطة مبارك على المساعدة على إخلاء الميدان قبل أن تتراجع الجماعة عن التفاوض ببيان رسمي مع إصرار المتظاهرين على مواصلة التظاهر والاعتصام.
كان قرار الجماعة بمساندة التعديلات الدستورية في مارس 2011، والمساهمة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في رسم مسار انتقالي رفضته كل القوى الثورية الأخرى معولاً قوياً في علاقة الجماعة بقوى الثورة، وتلاها تظاهر الجماعة والقوى الإسلامية تأييدًا للمجلس العسكري في الجمعة التي سموها «جمعة الوقيعة» بحسب تسمية بديع نفسه في رسالته الأسبوعية إلى أعضاء الجماعة، ليدعو القوى الثورية بعدها بأسبوع واحد عن وقف التظاهر والاحتشاد في التحرير للمساهمة في عملية الاستقرار والإنتاج.
احتفظ «بديع» برصيد كبير من التصريحات والتصريحات المضادة وبيانات النفي والتكذيب، ورغم محاولات التقليل من ظهوره الإعلامي ظلت بياناته ورسائله الأسبوعية محط الأنظار باعتباره رأس الجماعة الحاكمة للبلاد، رغم ما يتردد عن كون المهندس خيرت الشاطر، هو صاحب القرار الحقيقي في الجماعة، والتي جسدها الهتاف الشعبي «يسقط يسقط حكم المرشد».