x

«قاضى وادى النطرون»: «مكتب الإرشاد» هددني بالانتقام لأتنحى عن القضية (حوار)

الخميس 04-07-2013 20:20 | كتب: أحمد شلبي, محمد الجبلاوي |
تصوير : أحمد شاكر

أكد المستشار خالد محجوب الذى نظر قضية «سجن وادى النطرون» أنه تلقى تهديدات صريحة من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالانتقام منه، إذا لم يعتذر عن عدم الاستمرار فى نظر القضية، موضحا أن وزير الداخلية عندما تيقن من صحة التهديدات قرر تعيين حراسة له.

وقال «محجوب»، لـ«المصرى اليوم»، إنه شعر بالخوف على مصر، عندما توصل إلى معلومات تشير إلى تورط الرئيس المعزول وقيادات الإخوان فى خيانة البلاد، وانتهاك السيادة المصرية.. وإلى نص الحوار:

■ كيف تعاملت مع التهديدات التى تلقيتها بعد الحكم الذى أصدرته من محكمة جنح الإسماعيلية بمطالبة النيابة بالتحقيق مع مرسى و34 من قيادات الإخوان؟

- التهديدات التى تعرضت لها بدأت، حينما سمعت شهادة أول شاهد فى القضية، حيث روى تفاصيل مثيرة حدثت فى السجن عن طريقة اقتحامه والسيارات المسلحة والأشخاص الذين اقتحموه، وجاءت فى شهادته أسماء قيادات فصيل سياسى، وبعد تلك الشهادة، وأثناء عودتى إلى المنزل فوجئت بخطاب يتضمن رسالة نصها: «احذر بالله عليك.. وخَفْ على أولادك ونفسك». وأبلغت مدير الأمن ورئيس مباحث القسم، التابع له منزلى، وسلمته، فى نفس اليوم، مذكرة بما حدث، وتم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، ووضع حراسة أمنية على منزلى، وطلب منى تحرير مذكرة لوزير الداخلية، وبالفعل أمر الوزير، بعد أن أثبتت التحريات صحة التهديدات، بتعيين حراسة شخصية لى، وأبلغنى ضباط فى جهاز الأمن الوطنى بأن التحريات صحيحة، وطلبوا منى توخى الحذر، ووضعوا حراسة أمنية مشددة على منزلى.

■ هل هذه هى الرسالة الوحيدة التى تلقيتها؟

- هناك رسالة أخرى، وهى الأخطر، ونقلها مسؤول أمن مكتب الإرشاد بالمقطم، وسلمها لشقيقى، القاضى بمحكمة استئناف طنطا، وكان نصها: «لابد أن تبتعد عن تلك القضية، وإلا فسنقوم باستهدافك أنت وأسرتك، وسنضعك تحت المراقبة، وسوف تتعرض لحملة تشهير، خلال الفترة المقبلة»، وبالفعل أبلغت الأمن الوطنى، وطمأننى الضباط، وأكدوا أنهم يؤَمِّنوننى بشكل جيد، وشعرت بأنهم كانوا يستهدفون من ذلك اغتيالى معنويا، وأرادوا إدخالى فى خصومة معهم، حتى أصبح غير صالح لنظر القضية.

■ البعض ردد أنك فتحت تحقيقات موسعة فى القضية، من أجل الشهرة، ومعارضة النظام الحاكم؟

- طوال عملى فى القضاء تعاملت مع قضايا رأى عام كثيرة، وطبيعى أنه حينما أجد غموضا وألغازا فى القضية التى أنظرها أن أستخدم حقى وسلطاتى طبقا للقانون، فأنا لم أتبع غير القانون، لكشف الحقيقة، فأنا لا أخشى غير الله، وحققت فى القضية، ابتغاء لوجه الله.

■ وما حقيقك تلقيك اتصالات من وزير العدل ورئاسة الجمهورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، للتأثير عليك فى تلك القضية؟

- لم يحدث، ولم يجرؤ أحد على ذلك، ولن أسمح لأحد بذلك.

■ لكن البعض قال إنك حاولت بشكل أو بآخر إدخال رئيس الجمهورية، المعزول، فى القضية، لتحويلها إلى قضية رأى عام؟

- نحن كقضاة لا ننظر لأى شخص، والكل أمام القانون سواء، وكل من ارتكب جريمة لابد أن يسأل عنها طبقا للقانون والدستور، وكل شخص مسؤول عن أفعاله.

■ هل إصرار بعض الضباط على كتابة شهادتهم على الورق جعلك تعقد جلسات سرية لهم؟

- بالفعل، هناك بعض الضباط طلبوا الإدلاء بشهادتهم ورقيا فى جلسات سرية، وقالوا إنهم يخشون على حياتهم من قول ما حدث علانية، والكشف عما حدث داخل السجون، ولم يفصحوا عمن يهددهم، إذا ما أدلوا بالشهادة أمام المحكمة.

■ هل كان اللواء محمود وجدى، وزير الداخلية الأسبق، متجاوبا، وكشف عن كل ما لديه من معلومات عن اقتحام السجون؟

- اللواء محمود وجدى حضر فى الجلسة المحددة له، وجاءت شهادته مطابقة لأقوال كل الضباط الذين أدلوا بشهادتهم، ولم يُخْفِ أى شىء.

■ ما الاتهامات التى ثبت لك تورط مرسى وقيادات الإخوان فى ارتكابها؟

- لا أريد التطرق إلى مضمون القضية، نظرا لأن النيابة العامة ستحقق فيها، ولا أريد مخالفة القانون، وبالنسبة للاتهامات فهى اقتحام السجون، وقتل الضباط، والاتصال بجهات أجنبية، والتخابر، ولكن أريد التوضيح أن النيابة العامة هى التى تحدد الاتهام وليس أنا، وكل ما فعلته أننى توصلت إلى معلومات، من خلال التحقيقات، تشير إلى ارتكابهم تلك الجرائم، وعلى النيابة العامة التحقيق فيها.

■ هل تواصلت النيابة العامة معك، للحصول على ما لديك من معلومات فى القضية؟

- بالأمس فقط، وبعد سقوط النظام، طلبت منى النيابة العامة صورة من التحقيقات، لاستكمالها، والتحقيق فى المعلومات التى توافرت لدينا فى القضية، وبالفعل، أرسلت ما طلبوه، أمس.

■ ما رد فعلك لهجوم الإخوان عليك، ومحاولة تشويه صورتك؟

- كل ما كنت أقوله: «حسبى الله، ونِعْمَ الوكيل».

■ وماذا عن موقف أسرتك وأولادك من تلك التهديدات؟

- لا علاقة لأسرتى بما أنظره من قضايا، وكل ما يخصهم أنهم كانوا يخشون من التهديدات التى كانت تطولهم، فهم كانوا يخافون علىّ، وفى نفس الوقت، يطالبوننى بكشف الحقيقة.

■ ما المعلومة التى استوقفتك، أثناء نظر القضية، وجعلتك تشعر بالخوف؟

- لحظة توصلى إلى معلومات تفيد بأن الرئيس، المعزول، وقيادات الإخوان متورطون فى خيانة البلاد، وانتهاك السيادة المصرية، حيث شعرت بالخوف، ليس على نفسى، ولكن على البلد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية