أكدت تقارير عالمية لمنظمتي «التعاون الاقتصادي والتنمية»، والأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» هذا الأسبوع، قلقها الزائد من توقعات زيادة الأسعار العالمية للغذاء خلال الأعوام القليلة القادمة، بسبب زيادة الفيضانات والجفاف والتغيرات المناخية، التي أثرت على مدى التصحر وكذلك الاعتداءات المستمرة على الأراضي الزراعية بمختلف دول العالم، وفي مصر بعد ثورة 25 يناير.
وأكدت دراسات صادرة عن المنظمتين أن أسعار الحبوب سترتفع 20% خلال الأعوام العشرة القادمة (2012- 2022)، كما أن أسعار اللحوم والدجاج سترتفع بنسبة 30%، وذلك مقارنة بأسعار الفترة من (2000 إلي 2010)، وأن فاتورة الغذاء ارتفعت رسميا 50% خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى جانب أن هناك عدم استقرار في الأسعار عام 2012، لعدم الاستقرار السياسي بدول الربيع العربي، والشرق الأوسط، والدول العربية المنتجة للغذاء، مثل مصر، وسوريا، والعراق.
وقال علاء حسب الله، الباحث الاقتصادي، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للصناعات الغذائية بالإسكندرية، إن مصر من الدول التي ستعاني من ارتفاع الأسعار، خاصة في اللحوم والألبان نتيجة التعدي المستمر على الأراضي الزراعية.
وأضاف أن مصر خسرت مئات الآلاف من الفدادين من الأراضي الخصبة قبل وبعد الثورة، بسبب التعدي المستمر على الثورة الزراعية الحقيقية بالدلتا، حيث إن مصر حتى الآن تدخل في نطاق الدول الزراعية وليس الدول الصناعية، ولديها اكتفاء ذاتي في الأرز، وجميع أنواع الخضروات والفاكهة المصرية الشهيرة، مثل الملوخية، والبامية، والفاصوليا، والبرتقال، والخوخ، والعنب، والجوافة، والبطيخ، لكنها تعاني أشد المعاناة في الحبوب الأساسية، وعلى رأسها القمح الذي تستورد منه 10 ملايين طن سنويا، هذا بخلاف الذرة، والزيوت، والفول، والعدس، والسكر، والشاي، وهي من أهم متطلبات الغذاء المصري.
وحذر حسب الله من أن مصر ستعاني أكثر في مجال الثروة الحيوانية والألبان، بسبب نقص الثروة الحيوانية خاصة الأبقار والجاموس، وذلك بسبب ذبح الإناث، فضلا عن أن الحمى القلاعية قضت على العديد من رؤوس الماشية، وحذر بخطورة الموقف في المستقبل، إذا لم تتحرك وزارة الزراعة بقوة لتطعيم الماشية والأبقار بالمحافظات، التي لم تصل إليها الحمى القلاعية.
