تزامنا مع عودة الشرطة إلى خندق الشعب، رحل اللواء أحمد رشدي، وزير الداخلية الأسبق، عن عمر يناهز 89 عاما، بعد أن تمكن خلال سنوات عمله من تحقيق معادلة «الشرطة والشعب إيد واحدة».
ولد «رشدي» في 9 أكتوبر 1924، في بركة السبع بالمنوفية، وبدأ حياته بالعمل في قسم شرطة روض الفرج، حيث اشتهر بقدرته على كشف القضايا الغامضة، واشتهر باسم «الرجل الحديدي».
تولى «رشدي» موقع المسؤولية على رأس وزارة الداخلية عام 1984، وأحدث «انقلابًا» في علاقة الشعب بالشرطة، ونجح في القضاء على قاعدة المخدرات الشهيرة «الباطنية»، مما دعا البعض لأن يطلق عليه لقب «قاهر أباطرة المخدرات».
كان «رشدي» هو المسؤول، الذي شاهد المواطن في عهده وزير الداخلية يقف في إشارات المرور، وينظم الحركة، ويفاجئ الأقسام والوحدات الشرطية دون حراسة أو تشريفة.
نسجت حول الوزير الراحل حكايات كثير، كما ترددت أقاويل حول علاقته بالبطل رأفت الهجان، وأنه هو الذى اكتشفه ورشحه لجهاز المخابرات المصرية. إلا أن الثابت هو أن «رشدي» هو البطل الحقيقي، ومكتشف مخطط اغتيال عبد الحميد البكوش، رئيس الوزراء الليبي الأسبق، في مصر، بتحريض من العقيد معمر القذافي، وهي القصة التي جسدها فيلم «بكيزة وزغلول».
تواصلت نجاحات الداخلية في عهد «رشدي» حتى 25 فبراير 1986، الذي شهد نجاح أيادي خفية في تدبير الأحداث، التي عُرفت باسم «أحداث الأمن المركزي»، التي بدأت من معسكر الجيزة، مما أدى إلى انفلات أمني لمدة أسبوع انتهى بإعلان حظر التجوال، ونزول قوات الجيش، واعتقال عدد كبيرة من قوات الأمن المركزي، كما ضربت طائرات «الهليكوبتر» معسكراتهم بالصواريخ، وتردد حينها أن «بارونات المخدرات» كانوا وراء إقالته.
مضت السنوات وتدهورت العلاقة بين المواطن والشرطة، ووصلت إلى أسوأ حالاتها في عهد حبيب العادلي، حتى تصحيح مسار ثورة 25 يناير في 30 يونيو، لتعود الشرطة من جديد إلى صف الشعب.