لم تكن الطفلة «رحمة» 6 سنوات، تعلم أنها ستولد بدون أن تسمع أو تعى ما حولها ولا تستطيع التعبير عنه بعدما فقدت النطق لتدخل دنيانا محملة بالآلام.
«رحمة» ولدت فى أسرة فقيرة، فالأب يعمل صياداً والأم ربة منزل وكلاهما أنفق كل ما يملكه فى محاولة لإعادتها لطبيعتها ولكن أبت ظروفهما وفقرهما عن إكمال فرحة طفلتهما البريئة، التى بمجرد النظر إلى وجهها تستطيع قراءة أفكارها، التى تصرخ «أريد أن أعيش حياة طبيعية أسمع ما تسمعون وأقول ما تقولون».
الأب «جمعة شحاتة»- صياد 55 سنة- قال لـ«أهالينا»، أن لديه 6 أبناء من بينهم «رحمة» وكانت الصدمة الكبرى فى معرفتنا أنها لا تستطيع التكلم فحملناها على الفور إلى الأطباء، الذين نصحونا بالتوجه إلى وحدة السمع والاتزان وأمراض التخاطب بكلية طب قصر العينى، وبعد عمل الفحوصات اللازمة كانت الصدمة أنها تحتاج إلى عملية تركيب قوقعة فى الأذن تتكلف 90 ألف جنيه.
وأضاف: «توجهنا إلى التأمين الصحى فأخبرنا المسؤولون أنهم سيتحملون نصف هذا المبلغ وأنا مطالب بتحمل النصف الآخر 45 ألف جنيه وأنا لا أملك شيئا، خاصة أن لدى 3 أولاد يعانون من أمراض مختلفة من بينهم مرض الصرع وعندما أنظر إلى ابنتى أشعر بتأنيب الضمير بسبب عجزى عن علاجها، الذى أناشد المسؤولين فى مساعدتى لإتمامه. الأم المكلومة طالبت بمساعدة طفلتها فى إجراء الجراحة حتى تستطيع السمع والتحدث، مؤكدة أنهم يتحصلون على قوت يومهم بالكاد ولا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، وأضافت: نحن نحلم يومياً بقرار علاج لها على نفقة الدولة وأتمنى أن يسمعنا وزير الصحة ويحقق لى حلمى فى أن أسمع «رحمة» تقول كلمة «ماما».
