قال أحمد الحمراوى، القيادى المستقيل من جماعة الإخوان المسلمين، مقرر لجنة الحريات بحزب «الحرية والعدالة»، إنه تقدم باستقالته من الجماعة، والحزب، بسبب الخطاب الذى وجهه الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، ووصفه فيه بالصديق.
وأضاف «الحمراوى» فى حواره مع «المصرى اليوم» أن أحداً من قيادات الجماعة أو الحزب لم يتصل به لإثنائه عن قرار استقالته، وهاجم من يدعون أنه ليس عضواً بالحزب أو الجماعة من الأصل حتى يقدم استقالته.
وإلى نص الحوار:
■ لماذا تقدمت باستقالتك من جماعة الإخوان المسلمين؟
- تقدمت باستقالتى من جماعة الإخوان المسلمين بسبب الخطاب المحرر بتاريخ 19 يوليو الماضى، وأعلنت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولم ترفضه أو تتبرأ منه جماعة الإخوان المسلمين أو حزب «الحرية والعدالة»، الأمر الذى يؤكد وجود علاقات سرية واتفاقات خفية تتم بعيداً عن ظهر الشعب وشباب الإخوان، وأنا أرفضها، وأعلن انسحابى من جماعة الإخوان، حتى يستقيل «مرسى» أو تتبرأ جماعة الإخوان من أفعاله.
■ لماذا ترفض الخطاب من الرئيس «مرسى» رغم أنه سبق أن أرسلته الرئاسة سواء فى النظام الحالى أو السابق إلى العديد من الدول؟
- الأمر مختلف بعد ثورة 25 يناير، فالرئيس منتخب من الشعب الذى يرفض التطبيع، إضافة إلى أن «مرسى» ينتمى لجماعة دائماً ما كانت ترفع شعارات الحماية والدفاع عن المقدسات والأراضى والقصاص لدماء الشهداء، لكن للأسف بعد الوصول إلى السلطة تحولت هذه الشعارات إلى نوع من الجدل السياسى للتغرير بالشباب، لذلك فإننى أعتبر استقالتى دفاعاً عن الدين والقيم والأخلاق ودم الشهداء، وفى رأيى الشخصى فإن حسنى مبارك كان أفضل من الإخوان المسلمين.
■ لماذا تفضله على الإخوان؟
- لأنه كان يعلن علاقته بالكيان الإسرائيلى على خلاف الإخوان، حيث إن تعاملهم فى العلن على عكس ما يدور فى الكواليس.
■ البعض يرى أنك افتعلت أزمة الخطاب لأنك على خلاف مع الرئيس؟
- أنا كنت من أشد المدافعين عن الرئيس «مرسى»، ليس لأنه من جماعة الإخوان، لكن لأنه كان فى الإعادة مرشح الثورة فى مواجهة الفلول، وبعد فوزه كنت على استعداد لقبول الكثير من الأخطاء والتغاضى عن الهفوات أو الزلات، لكن مسألة خطاب بيريز خطأ لا يغتفر ولا يمكن السكوت عنه، فهو جريمة تصل إلى حد الشرك بالله.
■ ما حقيقة دعمك للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى الانتخابات الرئاسية؟
- بالفعل دعمت «أبوالفتوح»، وكنت من أشد المؤيدين له فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، لكن فى الإعادة كنت من مؤيدى الدكتور محمد مرسى.
■ عدد من قيادات الإخوان أكدت أنك لست عضواً فى الجماعة أو الحزب وأن الاستقالة شو إعلامى.. ما ردك؟
- هؤلاء ليسوا إخوانا ولا مسلمين، لكن مجموعة من المرتزقة المنتفعين يبحثون عن مصالحهم فى الدفاع عن أخطاء الكبار ولا يستطيعون مواجهتهم، وأقصى أمانيهم الوقوف على مكاتب قيادات الجماعة وأتحدى أى أحد من مكتب الإرشاد أو المكتب الإدارى بالإسكندرية أن يقول ذلك، فأنا عضو من 30 سنة ومنتظم فى أسرة إخوانية وأدفع اشتراكى الشهرى بانتظام، وأحتسب ما قدمته من جهد ووقت وتضحيات لله، ويشهد على ذلك من هم خارج الجماعة قبل أعضائها.
■ هل اتصل بك أحد من قيادات الإخوان بعد قرارك؟
- لا لم يتصل بى أحد من قيادات الجماعة سواء فى المكتب الإدارى بالمحافظة أو مكتب الإرشاد، ولكن بعض الزملاء وشباب الإخوان اتصلوا بى لمعرفة الحقيقة، وأبدوا تعاطفاً كبيراً، وكان طلب الجميع هو عدم القطيعة ووقف التصعيد فى الوقت الحالى.
■ سبق أن تحدثت عن وجود مخالفات كثيرة كانت سبباً إضافياً لتقديم الاستقالة؟
- بالفعل توجد مآخذ كثيرة على أداء الجماعة والحزب ليس محلها الآن، وسبق أن اعترضت عليها فى وقتها، وأهمها طريقة اتخاذ القرار داخل الجماعة وانعدام الشفافية والشورى، وهو الأمر الذى انعكس على الحزب.
■ هل سبق لك الاعتراض على أمور داخل الجماعة ولم تجد أى استجابة؟
- هذه ليست المرة الأولى التى أختلف فيها مع القرارات الفوقية التى تأتى من شخصيات معدودة داخل مكتب الإرشاد لا يستطيع أحد أن يعترض عليها، فسبق أن أعلنت اعتراضى على اختيار المرشح الوفدى لمنصب نقيب المحامين فى مواجهة مختار نوح، القيادى السابق بالجماعة، دون الرجوع للجمعية العمومية لمحامى الإخوان.
■ ما الرسالة التى توجهها إلى شباب وقيادات الإخوان؟
- أقول للشباب المنتمى للجماعة، أن يعلن براءته من تصرف مرسى، وأن يعمل على الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، وألا يترك الأمر لأفراد يستغلون الدين وشعاراته أسوأ استغلال لتحقيق مناصب دنيوية زائلة.