30 يونيو.. يوم مختلف في حياة جميع المصريين، حيث يترقبه الجميع، ويستعد له، خاصة سكان منطقة «الاتحادية»، حيث القصر الرئاسي، ولم يجد أصحاب المحال، في المنطقة «الملتهبة»، إلا أحد خيارين، أولهما هجرة منازلهم وإغلاق محالهم، وإما البقاء في انتظار المجهول.
بنبرة حزينة، قال نهاد عوني، موظف بإحدى شركات السياحة، في ميدان التحرير:« أنا عملي في ميدان التحرير، وأسكن أمام قصر الاتحادية، وأب لابنتين وولد، لكن المشكلة ليست في أنا فقط ولا في عملي، بل في ابني، الذي يبلغ 7 سنوات فكل خوفي عليه، لأنه مريض بحساسية في الصدر، ولا يحتمل رائحة الغازات المسيلة للدموع».
وأضاف: «ابنتى الكبيرة، تبلغ 12 سنة، وتنتابها حالة من الذعر والهلع عند سماعها أصوات القنابل، وتتخيلها على أنها خرطوش وطلقات نارية، وأحمد الله أن ابنتي الصغرى ما زالت لا تستوعب، ما يحدث حولها لصغر عمرها».
وتابع «نهاد»، 40 سنة: «أنا نقلت أسرتي يوم 28 للإقامة عند والدتي، حتى تهدأ الأوضاع عند الاتحادية، لأنهم عندما أغلقوا من قبل الطرقات حول الاتحادية، كانت منازلنا بمثابة السجن لنا، لأنهم لم يتركوا لنا أي مجال للخروج، فضلا عن أن كل المحال والسوبر ماركت تغلق، ولو كان هناك محل طعام شغال، يكون بعيد عن المنطقة، وطبعا بيكونوا حاطين حواليه أسلاك، وكنت بحس ساعتها إننا زي الفلسطينيين في غزة».
وقال أحمد سيد، 30 سنة، محاسب في شركة، ويسكن عقار أمام الاتحادية: «نفسي يوم الأحد يمر بخير، وانا عن نفسي كنت مؤيدا لجماعة الإخوان، لكن لم أر حتى الآن إصلاحات، تم إجراؤها منذ تولي مرسي الرئاسة، ونحن نريد حكومة كفاءات، وحل مشكلة السولار، وسد إثيوبيا، نريد حل مشاكل البلاد بره وجوة، وأنا مع المظاهرات لو هتجيب جديد، ولو رحيل مرسي هيصلح البلد فيا ريت يمشي».
وقال بلال حمدي، 23 عاما، عامل في سوبر ماركت: «أنا هنزل المظاهرات بس أنا متأكد إن مرسي مش هيمشي بسهولة أو بمعنى أصح مش هيمشى غير بالدم، لأنه اتعلم من الرئيس السابق حسنى مبارك، و يدرك جيدا أنه إذا تنحى سيعود إلى السجن، هو وجماعته، لذا لن يفرط في منصبه إلا بالدم».
وأضاف:« أخشى من تحول البلاد إلى حرب أهلية، لما واحد يموت من هذا الطرف وواحد يموت من الآخر، ومشكلة مرسي إنه فاكر إن المعارضة هى اللى بتمشي الشعب، ومش فاهم إن الشعب بقى واعي، وبقى هو اللى بيمشى الدنيا».
وقال وليد شوقي، 37 سنة، صاحب أحد المطاعم أمام القصر :«أنا مش هقفل يوم المظاهرات طول ما مفيش اشتباكات، وأتوقع أن تسفر المظاهرات عن رحيل مرسي نهائيا»، وأضاف: «لو نزل 5 ملايين شخص سيكون رحيل مرسى حتميا، بس لازم يكون عندهم إرادة، البلد ما بقاش فيها أي أمان، أنا المحل بتاعي أمام قصر رئيس الجمهورية، ومش حاسس بأمان».
وقال ماجد زكي، 34 سنة، صاحب محل فضيات: «أنا نقلت البضاعة بتاعة المحل، كلها منذ يوم 27 يونيو، إلى المخزن في ميدان الجامع، وهقفل تماما يوم الأحد،، بس إحنا عايزين البلد تهدى بقى، سوقنا واقف، ما هو يا مرسي يمشي يا يخلي البلد تهدى ويسيبنا نشتغل».