لماذا تصفون الليبراليين بالإباحيين.. هل ستتصاعد الأزمة بين الإخوان والسلفيين.. لماذا ترفضون كلمة «مبادئ»؟
شدد الشيخ عبدالمجيد الشاذلى، رئيس جماعة أهل السنة، على رفضه أى دستور لا ينص صراحة على إلغاء القوانين التى تتصادم مع الشريعة الإسلامية، ومنها إباحة الخمور والزنى والربا، وأبدى فى حواره لـ «المصرى اليوم» تمسكه بأن تكون قواعد الشريعة الإسلامية هى الأساس فى الحكم، وتوقع نجاحهم بشأن الصراع الخاص بالدستور المنتظر،
وطالب بأن ينص مشروع الدستور على أن يكون رئيس الدولة مسلماً سنياً، وإلى نص الحوار..
■
ما أسباب اشتعال الصراع بين الإخوان والسلفيين حول الاستفتاء على الدستور؟
- الإسلاميون بشكل عام ونحن منهم نعترض على أى مواد تتناقض مع الشريعة الإسلامية وهو جوهر الصراع.
■ هل ستحشدون المواطنين للتصويت بـ«لا» على مشروع الدستور؟
- الناس لا تحتاج من يحشدهم فهم متدينون بالفطرة، وسيرفضون أى مواد تخالف الشريعة الإسلامية، والنصر سيكون للإسلام وللشريعة.
والأمر كله فى النهاية، يرجع إلى الشعب، الذى سيكون سيد قراره فى تلك المعركة.
■ ما أهم المواد التى تعترضون عليها؟
- هناك العديد من المواد، أهمها ضرورة إضافة نص أن يكون رئيس الدولة مسلماً سنياً، مثل إيران، لأن مصر دولة إسلامية، وإتاحة الأمر دون تحديده أمر خطير جداً، وهناك تناقضات، فبعض المواد تتيح المساواة بين المرأة والرجل، خاصة فى المواريث، ويجب ألا ينص الدستور على أى مادة تناقض الشريعة الإسلامية، ويجب وضع نص إضافى فيما يتعلق بحقوق المرأة، مثل «بما لا يتناقض مع قوانين الأحوال الشخصية والشريعة الإسلامية».
■ لماذا ترفضون كلمة «مبادئ» رغم موافقة الأزهر عليها؟
- مبادئ الشريعة لم تطبق منذ كتابتها فى الدستور، ولا أحد يعرف معناها، فهى بالنسبة للإسلاميين مادة ليس لها تفسير، كما أن الأزهر رفض تقديم تفسير لها، فهى كلمة عائمة لا محل لها من الإعراب.
■ لماذا تعترضون على احتكام أصحاب الديانات الأخرى إلى شرائعهم؟
- لأن الأقباط أنفسهم يرفضون ذلك، لأن فيهم من لا يرضى بحكم الكنيسة، ويطلبون حكم الشريعة الإسلامية، خاصة فى قضايا الأحوال الشخصية، وهناك آلاف الأقباط الذين يتمنون الاحتكام إلى قواعد الشريعة الإسلامية فى الزواج، و50٪ موافقون على الاحتكام للشريعة الإسلامية، إذا تعرضوا لظلم فى الكنيسة، واعتراضنا يصب فى مصلحة الأقباط وليس العكس.
■ قلتم إن الإخوان تعرضوا لضغوط داخل «التأسيسية» لمنعهم من وضع نصوص مطابقة للشريعة؟
- بالفعل تعرضوا لضغوط كبيرة من الإعلام والقوى السياسية، التى نجحت فى إجبارهم على الرضوخ لرغباتهم البعيدة عن الشريعة، والدليل على ذلك موافقتهم على النصوص، التى تجيز الإباحية والانفلات الأخلاقى.
■ ما سبب وصفك للتيار الليبرالى بالإباحى؟
- هناك علمانيون فى العراق وسوريا ليسوا إباحيين، بخلاف الإباحيين فى مصر، وداخل التأسيسية هناك من يؤمن بحقوق الشواذ، ناهيك عن وجود رغبة حقيقية فى تغيير الخطاب الدينى، وتبديل كلمات بأخرى، ما يعتبر تحريفاً فى نصوص قرآنية، إضافة إلى الدفاع عن الفنانات السافرات.
فهم يدعون إلى الانفلات الأخلاقى باسم حرية الإبداع، لكنهم يهدفون إلى تدمير الأخلاق، ما يخلق الصراع بيننا وبينهم.
■ لكن ذلك يعطى انطباعاً برغبة التيار الإسلامى بالاستحواذ على صياغة الدستور بمفرده وفرض رأيه على التيارات الأخرى؟
- ليست هناك رغبة فى الاستحواذ لأننا لسنا وحدنا، وهناك اختلاف كبير مع الإخوان والسلفيين، فالسلفيون يتمسكون بالشريعة بشكل أكبر ولم يقدموا تنازلات بقدر الإخوان، بالإضافة إلى الاختلاف فى الفكر الاقتصادى، الذى ينحاز من خلاله الإسلاميون إلى الطبقة الفقيرة المحرومة، بعكس الرأسمالية التى تنحاز إلى الأغنياء.
■ هل تتوقع أزمات جديدة تحول دون الانتهاء من الدستور، وهل تتوقع تصعيداً من التيارات الإسلامية إذا لم تنفذ مطالبهم؟
- لا أعتقد أن يكون هناك صدام بقدر ما سيكون هناك انتظار، ففى النهاية نحن مضطرون لحكم الأغلبية، وعلينا أن نتبع سياسة الصبر حتى نثبت تواجدنا فى الشارع، ونكون كوادرنا حتى نصبح أغلبية تستطيع تنفيذ ما ترى من قرارات.
■ ما رأيك فى مليونية «مصر مش عزبة» لمناهضة ما يسمى سيطرة التيار الإسلامى؟
- أعتقد أنهم ليسوا معارضين حقيقيين، لكنهم «شوية عيال» مأجورين، وإذا كانت المظاهرات سلمية فنحن نحترمها، أما إذا كانت برعاية أشخاص معينين معروفين بانتمائهم للأفكار العلمانية، التى تريد العبث بالوطن، فهى مظاهرات مرفوضة، لأنه ليست هناك سيطرة من الإخوان أو الإسلاميين بشكل عام، والأغلبية الآن للتيار الإسلامى، ويجب علينا احترام ذلك، كما يحدث فى كل دول العالم.