قال حمدين صباحين المرشح الخاسر في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومؤسس التيار الشعبي، إنه لم يتلقَّ دعوة رسمية من الدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، بشأن مبادرته التي أطلقها في المؤتمر العام للحزب تحت شعار «لم الشمل» لتجميع القوى السياسية، مؤكدًا أن إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، شرط قبول أي دعوة للحوار الوطني.
وأضاف «صباحي»، في تصريحات صحفية عقب اجتماعه بالسفير الفلسطيني بالقاهرة بركات الفرا، بمقر التيار الشعبي بالمهندسين، مساء الاثنين، أنه حال تلقيه دعوة رسمية في هذا الشأن، يقوم بعرضها علي مجلس أمناء التيار الشعبي لأخذ رأيه فيها، وأنه سيحترم ما يقرره المجلس تجاه هذه الدعوة، مؤكدا على أهمية أي حوار وطني حقيقي يجمع المتنافسين على الساحة السياسية.
واشترط «صباحي» إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور قبل الموافقة علي أي دعوات للمصالحة بين الفرقاء السياسين، كمطلب رئيسي للقوي الوطنية في الفترة الحالية، مؤكدا أنه في حال الاستجابة لهذا المطلب، فإن ذلك يفتح الباب أمام حوار وطني حقيقي، وأن غير ذلك سيكون مجرد «ترضيات وشغل علاقات عامة» أكثر منه تعبيرا عن نوايا حقيقية للمصالحة الوطنية.
ودعا «صباحي» إلى رفع شعار «المصارحة قبل المصالحة»، مطالبا كافة الأطراف السياسية بالاعتراف بأخطائها والاعتذار عنها أمام الجميع، بما يضع أسس واضحة لقبول أي دعوات للمصالحة السياسية.
ووصف «صباحي» اجتماع عدد من شباب الأحزاب والقوى الثورية بالمستشار محمود مكي، نائب رئيس الجمهورية، بأنه «جلسة للاستكشاف أكثر منها حالة حوار»، في ظل عدم وجود أي حلول مطروحة لأزمة التشكيل المعيب للجمعية التأسيسية، أو محاسبة المتورطين في أحداث جمعة «كشف الحساب»، واتباع سلوك «غير ديمقراطي» في التعامل مع المتظاهرين.
وأشار «صباحي» إلى عزمه المشاركة في وضع ما أطلق عليه «مدونة سلوك»، تحتوي على مجموعة من الضوابط الأخلاقية لوضع أسس سليمة تحكم العلاقة بين الأطراف السياسية، مؤكدًا أن المدونة ستكون معلنة أمام كافة الأطراف السياسية الراغبة في التوقيع عليها والالتزام ببنودها، وأهمها تجريم العنف اللفظي والبدني ضد المتظاهرين، ومنع المصادرة على الآراء والحقوق العامة، وتجريم الاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية بالخيانة والعمالة وعدم الوطنية، وتجريم تكفير الرموز العامة والسياسية.
وأكد أنه في حال اقرار هذه المدونة، فإنها ستسهم في جمع كل الفرقاء ونبذ خلافاتهم السياسية، وستغلق الباب أمام أي طرف يحاول إشعال الاشتباكات بين المتظاهرين بإلقاء الطوب عليهم للتغطية على مشاكل وأزمات أخرى للهروب من مواجهتها.