لم يمر سوى أيام قليلة على أدائه الامتحان الأخير لكلية الصيدلة بجامعة الزقازيق، سنوات طويلة تحملها والده، كي يكون يومًا سندا له، يفتخر به أمام عزبة «أنطون» مركز القنايات بمدينة الزقازيق، لكن مقتله على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، الخميس، حالت بينه وبين حلمه.
تمتد المساحات الخضراء بمركز «القنايات» علي يمين ويسار طريق متهالك، ينتهي بعدد من البيوت الطينية، حيث عزبة «أنطوان»، مسقط رأس حسام السيد شوقي، في مدخل العزبة جلست النساء بـ«الملابس السوداء» مُحمرة وجوههن من البكاء، عويل يرتفع وينخفض مع كل آية قرآنية تتلى من الراديو الذي يرتفع صوته من أمام مدخل البيت.
انتسابه لجماعة الإخوان المسلمين لم يشغل بال أسرته «إحنا عالم فلاحين.. اللي بياخد مننا موقف مش بيقول لأهله عليه، إضافة إلى ظروف أهله الصعبة، والده صاحب مرض، وبيشتغل حارس عقار في الزقازيق، وبيصرف عليه من لحمه الحي، وأخوه (فرّان)، بيشتغل ويساعد باللي فيه النصيب».. هكذا وصف مرسي شوقي، عم «حسام»، حال أسرته التي يبدو عليها البساطة.
وسط حسرة على «فلذة كبده» الذي فارق الحياة وسنده الذي راح، وقف والد «حسام» داخل سرادق العزاء، يصيبه الإعياء والدموع تترقرق في عينيه ولا تخرج من فمه سوى عبارة «عوضي عليك يارب».
وفي الناحية المقابلة للسرادق، جلست والدة «حسام» المكلومة أمام البيت الذي ترعرع داخل جنباته فلذة كبدها، والدموع تتساقط من عينيها ولا تردد سوى جملة «قبل ما يروح كلمني وقالي يا ماما أنا رايح لواحد صاحبي وهبات عنده متخافيش عليا».