x

الرئيس الشرفي لحزب الوفد: «إسقاط مرسي» أسرع من «خلع مبارك» (حوار)

الجمعة 28-06-2013 14:21 | كتب: عادل الدرجلي, محمد فارس |

قال المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إن سقوط الدكتور محمد مرسى سيكون أسرع من «خلع» الرئيس السابق، بسبب الرفض الشعبى له ولجماعة الإخوان المسلمين، وأشار إلى أن أحداً لن يستطيع الاعتداء على المتظاهرين يوم 30 يونيو، لأنه إذا حدث عنف فإن الجيش سوف يتدخل وسيقضى على الإخوان تماماً.

وأضاف «الطويل» أنه شاهد فترات سياسية كثيرة ولكنه لم يرَ غباء فى الحكم مثل إدارة الإخوان لمصر، وأكد أن مرسى صورة سيئة من مبارك والنظام السابق الذى كانت لديه القدرة على العمل السياسى بطريقة أفضل من الإخوان، معللاً ذلك بأن البلاد تعيش فى مهزلة سياسية منذ وصولهم للسلطة، فيما قال إن حركة تمرد هى امتداد لشباب ثورة 25 يناير وإن إرادة الشعب ستنتصر على الإخوان.

وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى وضع مصر الحالى بعد عام من حكم الدكتور مرسى وجماعة الإخوان؟

- أكرمنى الله بالعمر الطويل وشاهدت فترات سياسية كثيرة جداً، بدءاً بثورة يوليو 52 ووصولاً لعهد مرسى أو عهد الإخوان المسلمين أو عهد مكتب الإرشاد، والله أعلم من يحكم مصر الآن، ولا يوجد أحد فى مصر لديه القدرة على تأكيد من يحكم مصر هل هو المرشد أو مكتب الإرشاد أو حزب الحرية والعدالة أو مرسى، وطوال حياتى لم أرَ غباء فى إدارة البلاد مثل غباء الإخوان فى حكم مصر، لأنهم استعدوا كل طوائف المجتمع ودخلوا معهم فى صراع.

■ ما السبب من وجهة نظرك؟

- لأن قيادات جماعة الإخوان المسلمين طوال العام الماضى كانوا يبحثون عن المشاكل لكى يقحموا أنفسهم فيها، ولا أحد يعرف سبب ذلك، ومنذ وصولهم للسلطة وجميع قراراتهم متخبطة والتى كانت آخرها حركة المحافظين الذين جاء أغلبهم من الإخوان، فضلاً عن تعيين محافظ للأقصر من الإرهابيين، وكانت الكارثة الكبرى هى إصدار مرسى للإعلان الدستورى فى نوفمبر الماضى، والذى جعل فيه من نفسه إلهًا يتحكم فى الدولة دون مساءلة، وهو ما يعد أول كارثة فى جرائم مرسى، بالإضافة لمحاصرة المحكمة الدستورية العليا والتى أعطت للعالم صورة سيئة للغاية عن مصر.

■ لماذا؟

- لأن محاصرة الميليشيات المسلحة للمحكمة الدستورية مع صمت الرئاسة تعد كارثة فى حق الشعب والإنسانية والمجتمع عموماً، لأن منع القاضى من أداء رسالته السامية والتى تتمثل فى إعطاء الحق لصاحبه يعد جريمة كبرى، بالإضافة إلى الإعلان الدستورى الذى حصن قرارات مرسى ومجلس الشورى واللجنة التأسيسية لصياغة الدستور والإطاحة بالنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بالمخالفة للدستور والقانون، والمجىء بنائب عام ملاكى، وكل هذه التصرفات تسببت فى غضب القضاة.

■ وما سبب كراهية الإخوان للنائب العام السابق؟

- لأنه عمل طوال حياته فى نيابة أمن الدولة وكان يتولى أغلبية القضايا الخاصة بالإخوان وكانت أوامر الضبط والإحضار وتفتيش منازلهم تابعة له، وهو ما تسبب فى وجود ضغائن لدى الإخوان ضده، لذلك عندما وصلوا للسلطة أرادوا الانتقام منه وتصفية حساباتهم معه من خلال إقالته، وهو ما تسبب فى أزمة بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية، فضلاً عن قانون السلطة القضائية الجديد والذى يهدف منه الإخوان إلى الإطاحة بكبار رجال القضاء واستبدالهم برجال قضاء ملاكى تابعين لهم لكى.

■ وهل سينجح الإخوان فى تنفيذ مخططاتهم؟

- لن يستطيعوا لأن رجال القضاء تصدوا لهم، لذلك لم ولن يتمكنوا من السيطرة على السلطة القضائية، بالإضافة إلى أن الإخوان خسروا رجال السلطة القضائية والإعلام، بعد محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، واتهاماتهم المستمرة للإعلاميين بالفساد والتنكيل بهم حتى أصبح جميع الإعلاميين معارضين للنظام حالياً.

■ وماذا عن قيادات الشرطة هل سيكون ولاؤها للنظام أم للشعب؟

- أرى أن وزير الداخلية خلال الفترة الماضية انحاز بشكل جزئى إلى رجال الشرطة لأنه لن يستطيع العمل دونهم لأن شباب الضباط هم من ينفذون الأوامر وهم جزء من المجتمع ويعانون نفس المشاكل التى يعانى منها الجميع.

■ وكيف ترى تكفيرهم للمعارضين؟

- هم يتخذون كذباً ما لله عز وجل، فهو سبحانه الوحيد الذى يعلم بإيمان وكفر العباد، والإيمان بالله هو علاقة مباشرة بين البشر والخالق ولا يعلمها غيره سبحانه وتعالى، ولا يصح أن يأتى شخص لا يساوى أى شىء بالنسبة لمليارات من البشر ويكفرهم، والإخوان ينتهجون نهج تكفير من يعارضهم لكى يكرههم المواطنون، كما أن فتاوى التكفير تؤدى إلى كوارث، وآخرها حادث مقتل الشيعة فى «أبوالنمرس» رغم عدم وجود ثقافة الاعتداء على أحد بين المصريين بسبب المذهب أو المعتقد الدينى، ولم أسمع طوال حياتى أن أحدا قتل شيعيا فى مصر التى يوجد بها أيضا ماسونيون، والآن يمكن للإخوان مثلا أن يكفروا الصوفيين.

■ وهل الجماعة تعمل مع إسرائيل أو تتبنى أفكارها؟

- طبعا والدليل على ذلك تصريحات عصام العريان، الخاصة بحقوق اليهود وعودتهم لمصر، بالإضافة لذهابهم إلى أمريكا ليعرفوا طلباتهم لكى ينفذوها من أجل ضمان رضا أمريكا عنهم من خلال التزامهم بتنفيذ مخططات الأمريكان الذين ظنوا أن الإخوان لهم تأثير وهيمنة على كل الشعب المصرى، إلا أن الأمريكان اكتشفوا حقيقتهم قبل انتهاء عام من وصولهم للسلطة وأنهم غير قادرين على إدارة مصر أو المنطقة كما قالوا لهم.

■ ما رؤيتك لحملة تمرد؟

- حملة تمرد لا أستطيع أن أفصلها عن حركة الشباب الذين قاموا بثورة 25 يناير لأن هؤلاء الشباب تواصلوا عبر أدوات الاتصال الحديثة والقائمين على تمرد تواصلوا مع الشعب بشكل مباشر من خلال الحصول على توقيعات المواطنين، لذلك أراها حركة شبابية ناضجة.

■ قيادات التيار الإسلامى هددوا بسحق المتظاهرين فى جمعة نبذ العنف هل تتوقع حدوث عنف يوم 30 يونيو؟

- لن يستطيع أحد الاعتداء على المتظاهرين وتهديدات بعض قيادات التيار الإسلامى كلام فارغ، خاصة أن ملايين من الشعب سوف تنزل للشارع فى هذا اليوم، ولن يستطيع الإخوان وباقى التيارات الإسلامية التصدى لهم لأنه طبقا للأرقام التى تعلنها الجماعة لا يتخطى عدد الإخوان 300 ألف مواطن، ومجمل عدد أعضاء التيارات الإسلامية لا يتجاوز أكثر من مليون ونصف، ولن يستطيعوا التصدى للزحف الشعبى الذى ستشهده مصر فى 30 يونيو على مستوى الجمهورية، وهناك تجربة مريرة لحازم صلاح أبوإسماعيل، وأنصاره فى الإسكندرية حيث تصدى لهم الشعب بالإضافة إلى أنهم قاموا بمطاردتهم حتى محطة القطار وقاموا بحلق ذقونهم فى الشوارع، لذلك لم يجرؤ أبوإسماعيل على الذهاب للإسكندرية بعد هذه الواقعة رغم انتشار التيار الدينى بشكل كبير فى هذه المحافظة، وتهديدات قيادات التيار لا تعدو كونها أكثر من محاولة تخويف وإرهاب للمواطنين بهدف الحد من نزولهم.

■ وإذا حدث عنف من وجهة نظرك أين سيكون الجيش؟

- الإخوان يعلمون جيداً أنه إذا حدث عنف أو اعتداء على المتظاهرين سوف ينزل الجيش، وهذا يعنى نهاية الجماعة، لأنه سيتم القضاء على الإخوان تماما لأن السيسى كان واضحاً فى خطابه الذى أكد فيه أن الجيش سيكون له موقف إذا لم يتوصل الجميع إلى حل خلال أسبوع، وأعتقد أنه إذا نزل الجيش سيقوم باعتقال قادة الجماعة، وأطالب الشعب بالاستمرار حتى إسقاط النظام.

■ مبارك سقط بعد 18 يوما من خروج الشعب عليه، هل تتوقع سقوط مرسى بسرعة؟

- أعتقد أن مرسى سيسقط أسرع من مبارك بكثير، لأن الشعب بالكامل أصبح رافضاً لبقائه فى السلطة، حتى إن رحيل مرسى أصبح أمنية لكل مصرى باختلاف طوائفهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية، بعدما انتشرت البطالة واختفى الأمن من الشارع، إضافة إلى ارتفاع الأسعار الذى يعانى منه الجميع والأزمات التى أصبحت سمة رئيسية فى حياتنا، فضلاً عن تدهور مصر سواء من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك تراجع دورها فى الخارج، لذلك لن يقبل الشعب بأى حل سوى رحيل مرسى.

■ وهل يمكن إعطاء مرسى فرصة ثانية؟

- انتهى الأمر لأن الوقت فات، والإخوان لم يلتزموا بكل تعهداتهم مع القوى الوطنية حيث أكدوا لهم أن الحكم سيكون بالمشاركة وليس مغالبة، وتوصيف ما وصل إليه الإخوان هو أنهم «شبعوا بعد جوع».

■ هل مرسى يسير على نهج مبارك؟

- مرسى صورة سيئة من مبارك، لأن الأخير كانت لديه مجموعة إلى حد ما قادرة على الفهم والعمل السياسى، لكن مرسى وجماعته لا يوجد لديهم أى شىء، ومع ذلك يسعون للسيطرة على كل شىء.

■ ما تقييمك لخطابات الدكتور مرسى؟

- أرى أنه يتحدث بـ«رحرحة» فيما لم ينفذ شيئا مما يقوله، وأحاديثه لا تعبر عن رئيس دولة، وذلك من الأسباب التى أدت إلى تراجع شعبيته بسرعة.

■ هل ترى أن نزول الجيش سيكون لحماية الشرعية أم الشعب؟

- الشعب هو الشرعية ومن يفرق بينهما هم الإخوان الذين يقولون إن الشرعية هى الصندوق، و«كان يوم أسود يوم ما ذهبنا إلى الصناديق».

■ بعد رحيل مرسى ما تصورك لإدارة مصر فى هذه الفترة؟

- سيتم عمل فترة انتقالية يدير فيها الدولة، رئيس المحكمة الدستورية العليا أو أن يتم تشكيل مجلس رئاسى يكون من عضو من الجيش والثانى من القضاء وآخر من الشرطة آخر مدنى، على أن تتم صياغة دستور جديد تعقبه انتخابات برلمانية ورئاسية.

■ كيف ترى دور جبهة الإنقاذ فى الوضع الحالى؟

- نحن نجتهد ونحاول فعل ما نستطيع سواء كجبهة إنقاذ أو أحزاب معارضة، ولكن يجب أن أشير إلى أن أحزاب المعارضة تعانى من مشكلة كبيرة وهى عدم وجود موارد مالية كافية تمكنها من الوصول إلى القرى والنجوع وتقديم خدمات للمواطنين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية