اعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، أن إعلان إثيوبيا بناء «سد النهضة» قبل عامين، متجاهلة غضب مصر، مؤشرا واضحا على أن دول المنبع لم تعد تقبل اتفاقيات تقسيم المياه التى وُقِّعَت في خمسينيات القرن الماضي، والتي تراها «غير عادلة»، مضيفة: «النهضة ستكون له آثار كارثية على مصر والسودان».
وبررت الصحيفة الأمريكية، الثلاثاء، قلق مصر من بناء السد باعتماد القاهرة الكامل على النيل، أطول أنهار العالم، وارتباطها التاريخي به، مُذَكِّرة بمقولة «هيرودوت»: «مصر هبة النيل»، وبأنه ساعدها على أن تصبح إحدى أولى الحضارات الزراعية، ولا تزال تعتمد عليه.
وأوضحت الصحيفة أن قرار إثيوبيا تعجيل أو إبطاء ملء خزان النهر المقترح، ومعدلات التبخر المحتملة هما سبب الخلاف بين البلدين، مشيرة إلى دفاع أديس أبابا بأنها تبني السد، لتوليد الكهرباء، وليس للري، وأنها بمجرد إكمال ملء الخزان لن تستهلك شيئا من المياه التي يفترض أن تتدفق نحو القاهرة.
ونسبت «ساينس مونيتور» لخبراء سدود أن استهداف إثيوبيا ملء الخزان خلال 5 أو 6 أعوام «طموح مبالغ فيه»، وأنهم يقدرون احتياجها لـ20 عاما للملء، بسبب تباين معدلات هطول الأمطار في حوض النيل الأزرق، ووفق الصحيفة فإن الخبراء حذروا من أن تحويل المياه للخزان الجديد سريعا، خاصة في مواسم قلة المطر، يضر بحصص دول المصب من المياه، مُذَكِّرة بأن حجم المياه المقرر تخزينها، حسب مخطط المشروع، 74 مليار متر مكعب، بما يعادل حجم إجمالي المياه الوافدة سنويا عبر النيل للسد العالي في أسوان، وحذرت من أنه «إذا قررت إثيوبيا، من جانب واحد، الإسراع بملء الخزان فستترتب آثار كارثية على السودان ومصر، لأن ذلك يعني استهلاك مجرى النيل الأزرق بشكل كلي أو 54 مليار متر مكعب لأكثر من عام».
واستطردت: «حتى لو التزمت أديس أبابا بتعهدها بمراعاة مصالح الدول الأخرى فإن التمسك بملء الخزان خلال 5 أو 6 سنوات سيسبب تراجع حصة مصر بنسبة تتراوح بين 14 و15% طوال سنوات التخزين، وفي ظل المعدلات الطبيعية للأمطار».