اتهم حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، جماعة الإخوان المسلمين بأنها «تعيد إنتاج نظام مبارك، لكن بسحنة جديدة»، مشيرًا إلى أن من يحكم مصر الآن هو «الجماعة»، التي أكد أنها كانت على استعداد لعقد تسويات مع نظام مبارك عبر لقائها بعمر سليمان وقت الثورة، رغم ما أعلنه قياديوها للقوى الثورية من أنهم لن يحضروا اجتماعه، بحسب قوله.
وقال، في حوار نُشِرَ، الثلاثاء، بصحيفة الحياة اللندنية، إن «الإخوان عجزوا عن تقديم أي نموذج جديد لحكم مصر، وأنهم يعيدون إنتاج نظام مبارك، لكن بسحنة جديدة».
وشدد «صباحي» على أنه لم تتم مطالبة مرسي بتحقيق أهداف الثورة في سنة، بل تقديم مسار يقنع الناس بأنه يمضي في هذه الاتجاهات، مؤكدًا أنه «بعد سنة على حكمه، اكتشفنا أن منهج (الإخوان) في إدارة الدولة المصرية، من مؤسسة الرئاسة والحكومة وهما في قبضتهم، يقود لمزيد من الشره المتفاقم لامتلاك المواقع، ففكرة التمكين والاستحواذ على أكبر مقدار من مفاصل الدولة وأجهزتها أهم لديهم في أدائهم من استكمال الثورة أو تحقيق أهدافها».
واعتبر أن استخدام مصطلح «خيانة الثورة» ضد الإخوان المسلمين «يمكن أن يكون عادلاً ومنصفًا»، منوهًا بأنهم «برهنوا في هذه السنة على أنهم ضد أي مشروع وطني يجمع المصريين، ويتوهمون أن (أخونة) مصر ستقدم حلاً، رغم أن المطلوب ليس (أخونة) مصر، بل تمصير (الإخوان)».
وعن «الإخوان» والثورة، قال «صباحي» إنهم «آخر مَنْ التحقوا بالثورة التي يعود فضلها للشباب، حيث بدأ ظهورهم عشية 28 يناير»، مضيفًا «فرحنا بوجودهم كشركاء، وكان وجودهم أخيرًا قرارًا ثوريًا تأخروا فيه، ولم نعاملهم أبدًا باعتبارهم جسمًا غريبًا».
وانتقد لقاءهم باللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، قائلاً: «وقت حضورهم اجتماع (سليمان) كانوا ممثلين بمرسي و(الكتاتني) في اجتماع القوى الثورية، وأثنوا على الموقف الرافض لحضور ذلك الاجتماع، مما يوحي بأن لديهم تصوراتهم التي تخص مصالحهم، رغم وجودهم في الميدان».
ورجح أن يكون الهدف من اجتماعهم مع عمر سليمان هو أنهم «كانوا مستعدين لتسويات مع النظام، في وقت كان الميدان يهتف ضد أي حوار مع هذا النظام ويرفض أي تنازلات يقدمها، خصوصًا أن 28 يناير شهد سقوط شهداء ودماء، بالتالي لم تكن هناك فرصة للعودة».
وقال فيما يتعلق باتهام «الإخوان» في قضية «اقتحام السجون»: «وارد في الاعتبار أن (الإخوان) كانوا يتوقعون الثورة، فجهّزوا خطة لاقتحام السجون»، مستدركًا «لكنني لا أعتقد أن العملية المحكمة التي نُفِّذت لإطلاق السجناء هي وليدة 48 ساعة من التنفيذ والتخطيط الذي ظهر الآن في محاكمة هروب سجناء (وادي النطرون)».
وعن الرئيس السابق حسني مبارك، قال إنه كان واثقاً من سقوطه، معتبرًا أن حركة «كفاية» الاحتجاجية هي «واحد من لاعبَين رئيسيين في الثورة، بجانب تظاهرات وإضرابات العمال والموظفين».
وتطرّق «صباحي» إلى أزمة تراجع الدور الإقليمي لمصر، قائلًا: «مصر جُرِّدَت من دورها أكثر مما استقالت، وما يقلقنا على مصر أن اللحظة الحالية لا تُمكّن مصر من أن تلعب دورها، بحكم طبيعة السلطة التي تحكمها الآن واختياراتها وتوجهاتها وسلوكياتها، فهذه السلطة عائق أمام أن تلعب مصر دورها أو أن تكون نفسها»، موضحًا أن تجريد مصر من دورها تم «منذ اختارت طريق السلام مع إسرائيل باتفاقية (كامب ديفيد)».