اهتمت وسائل الإعلام الغربية بتصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الأحد ، بشأن تدخل الجيش لمنع أى فوضى جديدة فى البلاد، واصفة إياها بأنها «تحذيرات شديدة اللهجة»، و«الأكثر مباشرة» منذ تولى الرئيس محمد مرسى السلطة، العام الماضى.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن وزير الدفاع كسر صمت الجيش حيال المشهد السياسى الممزق، بـ«لهجة مثابر» مع تجنب إلقاء اللوم على طرف واحد من جانبى الشقاق، وأضافت أن تحذيراته تأتى مع تزايد المخاوف من احتمالات أن تثير الاحتجاجات المقررة الأسبوع المقبل ضد مرسى، موجة عنف جديدة بين مؤيديه ومعارضيه. وأوضحت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية تلقى بنفسها كقوة موحدة يمكنها أن تتجاوز الخلافات السياسية وتجمع البلاد معاً، لافتة إلى أن تأكيدات الجيش القوية بشأن دوره تأتى وسط صراعات مريرة من أجل السيطرة على الدولة المصرية. وتابعت: «منذ تولى مرسى السلطة، كأول رئيس منتخب، خاض مشاحنات علنية مع القضاة، وفشل فى كبح جماح الأجهزة الأمنية، التى لايزال العديد من أعضائها لا يثقون فيه، أو فى جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة من قبل».
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من أن كلمة السيسى تسعى إلى تجنب الصدام بين مؤيدى مرسى ومعارضيه، فإن صيغة البيان غامضة وتطرح العديد من التساؤلات بشأن نوايا الجيش الحقيقية.
من جانبها، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن تحذيرات السيسى موجهة لـ«مرسى» وحلفائه المتشددين، معتبرة أنها «الأكثر مباشرة» بشأن احتمال تدخل الجيش مرة أخرى لحكم البلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس التقى وزير الدفاع لمناقشة المشهد الداخلى، دون الإشارة إلى التحذيرات السابقة، معتبراً أنها «محاولة لإعطاء بيان السيسى صورة أنه عمل معتاد»، كما أنه محاولة لتأكيد رفعة منصب مرسى على السيسى، وأكدت الوكالة أن دعوة السيسى لـ«مصالحة حقيقية» تشير إلى أنه يتفق مع موقف المعارضة بأن مبادرات مرسى السابقة نحو إجراء حوار وطنى كانت «فارغة»، وتؤكد ضرورة تقديم تنازلات من جانب السلطة الحاكمة. ورأت أن تصريحات السيسى تضيف المزيد من الضغوط على مرسى قبل 30 يونيو، واصفة بيانه بأنه «تحذير ضمنى، شديد اللهجة» لمؤيدى مرسى بأنه سيتدخل فى حال هاجموا المتظاهرين العلمانيين والليبراليين، الذين تعهدوا بسلمية المظاهرات المرتقبة.
وذكر موقع «مكلاتشى» الإخبارى الأمريكى أن تحذيرات وزير الدفاع تعد الأكثر قوة من قبل مسؤول رفيع المستوى بالجيش المصرى رداً على أشهر من الاضطراب. وأشار الموقع إلى أن السيسى أصدر تصريحاته باللهجة المصرية البسيطة، التى يستطيع كل المصريين أن يفهموها، وليست بالعربية الفصحى، موضحاً أنه سعى لأن يبدو غير منحاز، ومحافظاً على موقع الجيش، باعتباره الصوت الوطنى للشعب.
من جانبها، اعتبرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن مصر البلد الأول فى الاحتجاجات على مستوى العالم، بعد مطالبة أكثر من 15 مليون مواطن، عبر توقيعات «تمرد»، باستقالة مرسى، وقالت: «إذا حقق المتظاهرون هدفهم يوم 30 يونيو، فمن الممكن أن يدق ذلك أجراس نهاية حكم الإخوان».