أكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشارة الرئاسة سابقا، أن جماعة الإخوان المسلمين والدكتور مرسى، فقدوا كل أرصدتهم لدى الشعب الذى سيخرج يوم 30 يونيو لإسقاطهم بهدف الحفاظ على مصر بعدما وصلت لما آلت إليه منذ وصولهم للحكم، مشيرة إلى أن الله سينصر الشعب مثلما نصره فى 25 يناير، خاصة أن الشعب المصرى لن يرجع حتى يحقق إرادته التى خرج من أجلها.
وأضافت «فؤاد»، فى حوارها مع «المصرى اليوم»، أن وجود الإخوان فى الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة أصبح أمراً صعباً، بعدما تطاولوا على كل شىء واتهامهم لجيش مصر العظيم الذى احترف صناعة النصر بأنه جيش النكسة لأن من قال هذا الكلام لم يقرأ التاريخ لكى يعرف أن النكسة لم تكن للجيش ولكنها نكسة سياسية.
وأشارت إلى أن حكومة قنديل استدانت 300 مليار جنيه خلال 10 شهور، وأن أكبر خبراء الاقتصاد من مختلف التيارات قدموا برامج لإنقاذ مصر اقتصادياً إلا أن النظام لم يستجب لهذه المبادرات وقام بإقصاء الكفاءات حتى لا ينسب لهم النجاح، ولفتت إلى أنه كان يجب على مرسى أن يخرج للشعب بشجاعة ويقول له حقيقة ما حدث فى سجن وادى النطرون وقضايا التخابر.
وأوضحت أن الإخوان فقدوا كل قوارب النجاة لهم وأن مكتب الإرشاد يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة البلاد، مؤكدة أن مرسى لم يختلف عن مبارك فى التبعية للأمريكان والصهاينة، فضلاً عن أنه قام بحبس شباب الثورة وإلى نص الحوار:
■ فى البداية كيف تقيمين العام الماضى فى ظل رئاسة الدكتور محمد مرسى للبلاد؟
- ما يشهده الشارع حالياً هو أفضل تقييم للعام الذى تولى فيه مرسى رئاسة مصر، وأيا كان حجم التصور لم يكن يصل ليوصف حجم الفشل والعجز عن الإدارة الذى وصلت إليه البلاد خلال العام الماضى وأن تصل مصر إلى ما آلت إليه على الرغم من أنها ليست دولة هينة حتى تصل إلى هذه المرحلة من الفشل، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً وسياسياً، وتراجع دورها على المستوى الخارجى مما أشعر الجميع بالألم، لذلك فقدت جماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسى كل أرصدتهم بالكامل لدى الشعب المصرى رغم طيبته وعدم قدرته على الغضب أو الكره الذى وصل إليه تجاه مرسى والإخوان، ولم يكن ليحدث كل هذا الغضب لولا الفشل المؤكد والمروع للإخوان ومرسى، ومع ذلك يتحدث أنصار التيار الإسلامى عن شرعية النظام لذلك أقول لهم أيهما أهم شرعية بقاء حاكم أم شرعية مستقبل أمن مصر القومى.
■ ماذا تقصدين بشرعية مستقبل وأمن مصر القومى؟
- ما يقلقنى هو أن يتهدد أمن مصر القومى ويصل الأمر إلى نقطة المياه حتى إن مصر أصبحت أرضا مهددة بعد الذى حدث خلال الفترة الماضية فى سيناء، نحن أمام مشهد لم تقدم فيه الكثير من الحقائق ولم يقدم النظام أى إجابات وحقائق للشعب صاحب الحق فى أن يعرف ويعلم حقائق الجرائم المتعددة التى حدثت فى سيناء حتى أصبحت مصر تعيش أسوأ عصورها لأن مصر أصبحت منقسمة انقساما مخيفا حيث توجد تهديدات بين التيارات المختلفة بالقتل، مما جعل مصر تفتقد القيادة الرشيدة.
■ ومن المسؤول عن ذلك؟
- بالطبع من يحكم، لأن من واجباته توفير جميع عوامل الأمان والعمل على توحيد نسيج الأمة حتى لا يتمزق بهذا القدر الذى حدث، وأريد التأكيد على أن الدين لا يوجد بينه وبين الدولة المدنية أى تناقض، خاصة فى مصر، وثبت فى دراسات عديدة فى العالم أن المصريين الأعمق تديناً لأنهم شعب مؤمن منذ 7 آلاف سنة وحضارتنا قامت على ركيزتى الإيمان والإبداع، لذلك لا يوجد تعارض بينهما، خاصة أن الدولة المدنية تعنى العدالة والمواطنة وحقوق الإنسان وكيف يتناقض ذلك مع طبيعة الشعب الإيمانية، خاصة أن الإسلام يدعو إلى العدالة والكرامة وحقوق الإنسان والمواطنة، وهذا التمزق حدث فى مصر وينذر بالخطر وهو ما اتضح أثناء مليونية نبذ العنف التى شهدت تهديدات بالسحق والرش بالدم من قبل قيادات التيار الإسلامى للمعارضة والحديث عن الدماء، وذلك أمر جديد تماماً لأن لغة المصريين لا يوجد بها هذا الكم الهائل من العداء.
■ ما الذى استشعرته عند سماع هذه التهديدات؟
- شعرت بالألم على شريعة سمحاء عظيمة، جوهرها أن تدفع بالتى هى أحسن، وتساءلت هل عداوتهم مع باقى المصريين المختلفين معهم فى الرأى وهل الدين الإسلامى يسمحان لهم برش الدم حال الاختلاف.
■ ما أهم النقاط التى أخفق الدكتور مرسى فى تحقيقها؟
- أولا عدم الوفاء بكل ما وعد به، وعندما دعيت لأن أكون مستشارا للرئيس رحبت بهدف أن أقترب من مركز صناعة القرار لكى أحقق كل ما فشلت فى تحقيقه، فترة حكم النظام السابق، وأريد أن أشير إلى شىء مهم وهو أن الجماهير التى ستخرج يوم 30 يونيو لرفض استمرار مرسى فى الحكم لم يكن موقفهم هكذا عندما نجح مرسى فى الانتخابات بل رحبوا به، إلا أنهم انقلبوا إلى معارضين ورافضين لاستمرار مرسى والإخوان فى الحكم لذلك يجب أن يسأل الإخوان أنفسهم عن أسباب ذلك، وهناك عناوين كثيرة لفشل مرسى فى الحكم أهمها عدم الوفاء وعدم القصاص لدم الشهيد وأن يدخل شباب الثورة السجون، فضلا عن سقوط شهداء فى فترة حكم مرسى، وكان يجب على مرسى أن يخرج إلى الشعب ويقول له حقيقة ما حدث فى سجن وادى النطرون ومدى حقيقة ما يقال عن قضايا التخابر والتى كان آخرها ما نشره اللواء ثروت جودة، نائب رئيس جهاز المخابرات السابق، عن هذه القضايا الخطيرة، فضلا عن حكومة هشام قنديل الرشيدة التى يتمسك بها مرسى رغم أنها استدانت فى 10 شهور 300 مليار جنيه وتحميل هذه الديون للأجيال القادمة، وقام أكبر خبراء الاقتصاد من مختلف التيارات بتقديم برامج إنقاذ تكفى مصر كل شرور الاستدانة، إلا أن النظام لم يستجب لها رغم وجود حلول حقيقية لإنقاذ البلاد اقتصاديا.
■ بحكم منصبك كمستشار سابق للرئيس ما السبب وراء رفض النظام هذه الحلول التى تحدثتى عنها؟
- بسبب رغبتهم فى الانفراد بالسلطة وإقصاء الجميع حتى لا ينسب لهم الفضل رغم وعود مرسى الانتخابية والتى أكد فيها أن منظومة الحكم ستكون تكاملية من خلال اختيار أفضل العناصر والخبراء فى مصر التى تمتلك الكثير من الكفاءات، والنظام السابق أقصى الكثير من هذه الخبرات وكان يجب مشاركتهم فى بعد ثورة 25 يناير، ومرسى لم يفهم أن مشاريع الإنقاذ كانت ستحسب له لأنه الرئيس.
■ كيف ترين علاقة الإخوان بأمريكا خاصة أن السفيرة الأمريكية صرحت من قبل بعدم قبولها لعودة الجيش للحياة السياسية مرة أخرى؟
- كانت أحد أهداف الثورة إنهاء تبعية مصر للإدارة الأمريكية، ألم تكن مشكلتنا مع النظام السابق هى تبعيتنا للأمريكان والصهاينة وما يحدث اليوم هو نفس الشىء، والدليل على ذلك هو تدخل السفيرة الأمريكية، آن باترسون، فى شؤوننا الداخلية واجتماعها بالمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ومصر تستعد لمظاهرات 30 يونيو، الداعية لإسقاط النظام، ولا يعلن على المصريين سبب هذا الاجتماع، ومن حق المصريين أن يعرفوا أسباب تدخل هذه السيدة فى شؤوننا وتصريحها بعدم الموافقة على أن يحكم الجيش، ومن له الحق فى قول ذلك هم المصريون وليست السفيرة الأمريكية التى تسعى بلادها وراء مصالحهم فقط، وإذا خرج المصريون كما ينوون فى 30 يونيو بإجماع سوف تجرى الإدارة الأمريكية وراء الشباب وستتخلى عن الإخوان حفاظا على مصالحهم رغم مساندتهم للإخوان، أريد أن أسال مرسى من أعطى السفيرة الأمريكية حق التدخل فى شؤوننا رغم شعاراتكم لا للأمريكان، لذلك فإن مرسى لم يختلف عن مبارك فى هذا الموضع، والإخوان والرئاسة لم تحترم الشعب لأن الرئيس كان من واجبه مساءلة السفيرة الأمريكية عن هذه التصاريح.
■ بما أنك كنت قريبة من دائرة صنع واتخاذ القرار.. كيف يتم اتخاذ القرار داخل مؤسسة الرئاسة؟
- لم أستمر كثيرا فى منصبى كمستشار للرئيس ولكن كان واضحا أن الدكتور مرسى مستمع جيد جدا ولكن القرارات لا تتفق مع ما نتحاور حوله، وذلك بسبب أن القرار ليس من الرئاسة بقدر ما هو من مكتب الإرشاد، وعندما قبلت المنصب أعلنت أنه إذا لم أشعر أن وجودى فى المنصب له جدوى حقيقية سوف أغادر فورا وهو ما التزمت به لأنه بعد هذا العمر لا يمكن أن أخون الثقة التى يعطينى إياها المواطنون، لذلك أدركت مؤسسة الرئاسة جيدا أننى جادة فيما أقول ولن أفعل ما يتعارض مع مبادئى كما أننى شعرت أننى عاجزة تماما عن الوفاء بما قطعته على نفسى من العمل لخدمة الوطن والشعب.
■ وماذا عن الاستقالات المتكررة فى مؤسسة الرئاسة.. كيف ترين هذا الأمر؟
- ما جمع بين الجميع هو الإحساس بعمل النظام والإخوان على التمكن والتفرد باتخاذ القرار وعدم الرغبة فى وجود إرادة وإدارة حقيقية من خلال المشاركة ولم يدركوا أنها كانت أحد أهم قوارب النجاة لمصر ولهم، لذلك فقد الإخوان خلال العام الماضى كل قوارب النجاة.
■ تحدثتى عن فقدان الإخوان كل قوارب النجاة.. هل ذلك يعنى أن الإخوان غرقوا بالفعل؟
- بالفعل هم غرقوا وما أراه من اختراق للأمن القومى المصرى والتهديدات وتراجع مصر على جميع المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية يؤكد ضرورة أن يخرج مرسى والإخوان ليعلنوا للشعب أنهم فشلوا، ومن لديهم شعور بالخوف وحب البلد يجب ألا يقدم مصلحته على مصلحة مصر، والإخوان يقدمون مصلحتهم الشخصية على مصلحة البلاد لذلك فشلوا فى إدارة مصر.
■ ما توقعاتك لما سيحدث فى 30 يونيو؟
- إرادة الشعوب من إرادة الله ودائما إرادة الله تساند بقدر ما أنت على حق والشعب المصرى الذى سيخرج يوم 30 يونيو على حق لذلك سوف ينصره الله، ولم يبق شىء يجعل المواطنين لا يخرجون لإسقاط مرسى، وهل وضع البلد يشجع على عدم الخروج للتظاهر، خاصة أن النظام افتقد بداية الأمل فى أن الأحوال سوف تتحسن وتجعل المواطنين يطمئنوا، أليس من الغريب أن يكون وضع مصر الاقتصادى بهذا التراجع وتطلب مؤسسة الرئاسة زيادة فى ميزانياتها ويبررون ذلك أن تكلفة تصليح وصيانة العربات المصفحة مرتفعة للغاية، كما أن حجم الغضب الذى وصل إليه حجم الشارع المصرى من مرسى والإخوان تجاوز كل التوقعات، لذلك لا يوجد ما يجعل الشعب يطمئن لمرسى لأن كل شىء فى حياتنا أصبح مهددا، وكما نصرنا الله فى 25 يناير سينصرنا فى 30 يونيو لأن الشعب خارج ليس بهدف إنكار الحق أو النجاحات ولكن ليطالبوا بما لم يتحقق، فضلا عن أن الهدف الرئيسى من 30 يونيو هو إنقاذ البلد ووقف هذا التدهور الذى تعيشه مصر، وهل معقول أن يكون النظام على خلاف ومشكلات مع مؤسسة القضاء والمخابرات والجيش والثقافة والإعلام والشعب بأكمله، وهل يعقل أن يقول أحد قيادات الإخوان على جيش مصر الوطنى جيش النكسة، ولو قرأ التاريخ لعرف أن النكسة كانت سياسية بسبب صراع القيادات أما بالنسبة لجيشنا فهو جيش احترف صناعة النصر، ونحن لا نطالب أن يحكم الجيش وأنا من خلال عملى فى مؤسسة الرئاسة أؤكد أن الجيش لا يريد أن يحكم لأن الجيش المصرى الوطنى الأمين يعرف حجم المشكلات والتحديات والاختراقات الخارجية والداخلية.
■ تحدثتى أكثر من مرة عن الاختراقات، ماذا تقصدين بها؟
- تصريحات قيادات المخابرات العامة والخبراء الاستراتيجيين، تؤكد وجود اختراقات، خاصة أن المخابرات المصرية من أفضل أجهزة مخابرات العالم، بالإضافة إلى أنه هل يعقل أن أمن وطن يترك حتى تقوم مجموعة بتهديده من خلال استخدام الأنفاق، لست ضد حق ومساندة الشعب الفلسطينى ولا يجب اختزال فلسطين فى غزة فقط، ويجب أن يستخدموا المعابر أو أن ننشأ منطقة تجارة حرة، ويجب حساب حماس على ما فعلته وإعلان الحقائق سواء فيما حدث فى وادى النطرون أو سيناء سواء اختطاف الجنود السبعة أو الثلاثة ضباط وأمين شرطة والاعتداء الغاشم على جنودنا فى رمضان الماضى، لماذا تقابل مؤسسة الرئاسة كل الاتهامات بالصمت ولم ترد عليها، كيف تقبل كرامة الرئاسة المصرية أن يكون 3 ضباط وأمين شرطة أحياء فى نفق منذ أكثر من عامين حتى الآن، وما هو السبب وراء عدم الإعلان عن مرتكبى المجزرة التى راح ضحيتها 16 جنديا العام الماضى، لذلك فإن أى شىء من الممكن أن يرتكب فى حق مصر.
■ برأيك ما سيناريوهات ما بعد رحيل مرسى؟
- نقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا مع تشكيل حكومة وطنية سياسية من جميع القوى السياسية.
■ وهل يشارك الإخوان فى هذه الحكومة؟
- أنا لست مع إقصاء أى أحد وأتمنى ألا تكون التجربة بهدف القضاء عليهم وإنما أتمنى أن يتعلم الإخوان الدرس جيدا، خاصة أن المصريين احترقوا بالنار من الجماعة لذلك لن يقبلوا بوجودهم مرة ثانية فى الحياة السياسية ويجب أن يترك هذا الأمر للشباب.
■ وهل 30 يونيو هى بداية انهيار الإخوان أم انهيار الدولة؟
- مصر تمر حاليا بمتاعب ولكنها لن تنهار لأن الجيش لن يقبل بذلك ولن يقبل أن تهان كرامة مصر، خاصة أن الجيش لا يحكم وإنما يحفظ أمن الوطن وإذا قرر الإخوان حرق البلاد سيقف ويتصدى لهم الجيش لأنه أمين على هذا الوطن ولن يسمح بانهياره، خاصة مع وجود أحاديث الحرب من تيارات الإسلام السياسى وتهديدهم للمعارضة وحديث الدم وأن الدم سيكون للركب ويجب محاسبة من أطلقوا هذا الحديث لأننا نختلف ولكن لا نحرق، ومع الوصول إلى نقطة الخطر وتهديد أمن البلاد فإن هناك الكثير من القوى الوطنية، منها مؤسسة الجيش والمخابرات والشرطة التى استردت الكثير من العقيدة الوطنية لن يقفوا ضد الشعب لأنهم جزء منه.
■ هل تتوقعين أن يكون 30 يونيو هى بداية القضاء على تاريخ جماعة الإخوان المسلمين؟
- من خلال رؤيتى ما أعيشه فى وسط الناس كأنهم وثقوا وغدروا بهم والمصرى بطبعه لا يقبل هذا لأنهم لم يتصورا حقيقة الإخوان المسلمين لذلك فإن وجود جماعة الإخوان بين المصريين سيكون من أصعب ما يكون خلال الفترة المقبلة لأن الشعب قرأ الجماعة على حقيقتها، كما أن الشعب استأمن الإخوان لكنهم فعلوا به كل ما شهدناه منذ وصولهم للسلطة، وفى الماضى كان من يستطيع قراءة حقيقة الإخوان هم المثقفون أو النخبة والآن أصبح الشعب بأكمله يعرف حقيقة الإخوان.
■ ما قولتيه يجعلنا نسأل هل سياسات وأخطاء النظام والإخوان منذ وصولهم للحكم مقصود أو عن غير وعى وقصد؟
- لو كان لديهم قدر بسيط من تقديم مصلحة مصر على مصلحتهم الشخصية لما كنا وصلنا لما وصلنا إليه، وما قام به الإخوان هو مع سبق الإصرار والترصد لأنهم جنوا على إمكانية انهم يحققون تجربة إسلامية ناجحة، خاصة أننى كنت أحلم أن يستطيع التيار الإسلامى أن ينجح وأن يقدر على تقديم تجربة حقيقية ناجحة، ولكن هم قدموا مصلحة الجماعة على مصلحة الدولة.
■ وهل تتوقعين وجود دماء كثيرة مثلما حدث فى أحداث الاتحادية خاصة مع وجود تهديدات صريحة من أنصار الرئيس؟
- القوى الوطنية والمعارضة والشباب والشعب انتبه إلى محاولة إثارة الفوضى، فضلا عن كثرة الحديث عن الفوضى، وهنا أريد أن أسال الإخوان من الذى نشر الفوضى فى مصر، كما أن الشعب المصرى ليس دمويا وثقافة الحديث بالدم ليست من ثقافتنا لأنها غريبة عنا، فضلا عن أن مؤسسات الدولة السيادية سواء الجيش أو المخابرات لن يسمحا بانهيار مصر ونشر الفوضى.
■ ما الرسالة التى توجهينها لكل من الدكتور مرسى ومكتب الإرشاد وجبهة الإنقاذ؟
- ليس لدى إلا رسالة واحدة وهى أن قارب النجاة الوحيد هو احترام إرادة الشعب وتقديم مصلحة الدولة على المصالح الخاصة وتحقيق أهداف الثورة وأن تكون الجماعة جزءا من مصر وليس أن تكون مصر جزءا من الجماعة، وكلما دخلت النار مصر وبدت أنها احترقت خرجت منها أقوى والمصريون خاصة الشباب مثل طائر النار الذى سيحمى بلده وبقدر النار ما تشتد بقدر ما يزدادون قوة، وأقول للشعب تمسكوا بمبادئ السلمية وعدم تعريض البلد لأى خطر مع الإصرار على مطالبكم لأنكم على حق ولا تسقطوا ما لم يستحق الإسقاط، خاصة أن مستقبل وحاضر مصر فى خطر، وأى أمين على مصر يجب أن يحترم هذه الإرادة ويسعى إلى كل العوامل التى تحققها، وأقول لمرسى ارحل لأن الأمر تجاوز هذه الكلمة، وأشير إلى أن 30 يونيو هو يوم إنقاذ مصر والشعب لن يعود إلا إذا حقق ما خرج من أجله وهو إسقاط النظام.
■ هل تتوقعين أن يلقى مرسى نفس مصير مبارك؟
- أعتقد أن كل من أخطأ فى حق مصر سوف يحاسب ولن يفلت من العقاب مهما طال الوقت.