قال وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، إن «مصر لم تطلب من بلاده التخلي عن حلايب وشلاتين، وبدورنا لم نطلب منها إلا إعادة الوضع في حلايب إلى ما قبل 1995، لتكون منطقة تكامل وتوحد، وليس منطقة تنازع».
وأضاف «عثمان»، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الإثنين، أن «النزاع على حلايب ليس وليد اللحظة بل منذ عام 1956، ونحن أكثر وعيًا من دعاة الفتنة بين الشعبين ولن يكون بيننا إلا الخير، لو لدينا حق فسنأخذه وإن كان لديهم حق فسيأخذونه».
وبسؤاله حول قول مساعد الرئيس السوداني، موسى محمد أحمد، إن «الرئيس محمد مرسي وعد بإعادة الوضع في حلايب إلى ما قبل 1995، ونفت الرئاسة المصرية قوله»، أجاب «عثمان»: «تمر مصر بمرحلة انتقالية وعدم توازن، لو قال فيها مرسي أي شيء فهناك من يخالفه، وإن رفض شيئًا، فهناك من يرفض رفضه، هذه مشكلة داخلية لن نتدخل فيها، ومصلحتنا تقتضي استقرار مصر».
وتابع: «لن تقوم المصالح بيننا وبين مصر أو تنقطع بسبب حلايب، وليس من الحكمة الحديث عنها في الوقت الراهن».
وعن الموقف السوداني في التعامل مع «سد الألفية»، أشار «عثمان» إلى أن موقف بلاده من مصر «ثابت»، مشددًا على أن السودان له مصالحه التي يجب مراعاتها من أي دولة، معتبرًا أن ما أثير حول سد الألفية «زوبعة تفتقد النظرة الثاقبة الواعية»، وخلقت الكثير من «التشويش».
وأضاف: «ما الضرر إن قلنا إنه مفيد لنا، هل نحن ممنوعون تمامًا عن الحديث عن مصالحنا كسودانيين؟»، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت «تضحيات جسامًا دون مقابل للشعب المصري»، مضيفًا: «وسنواصل، ولولا وقفة السودان مع مصر لما قام السد العالي».
وخاطب «عثمان» من وصفهم بـ«الغافلين للدور السوداني»، قائلاً: «أي دولة تلك التي تقبل تهجير 22 قرية، وطمر 100 مليون نخلة و350 ألف شجرة مثمرة، إضافة إلى حضارة وتاريخ وتهجير لمناخ مختلف لبناء السد العالي؟ أيعقل أن يلعب المنتخب المصري الكرة في الخرطوم ويخسر من الجزائر وليس إسرائيل، فيسب السودانيين؟».
وقال: «سد الألفية فيه فوائد للسودان، وندعو العقل المصري الواعي لينتبه، لأن ضررًا كبيرًا يلحق بعلاقاتنا، وأن ينتبه إلى أن الهجرة من الشمال للجنوب بدأت تتعاظم، فلأول مرة منذ عام 1821 هناك ما يقرب من 350 إلى 400 ألف مواطن مصري في السودان، وصحيح أن السودانيين في مصر أكثر من مليونين، لكن الهجرة العكسية بدأت، إضافة إلى أننا نفتتح لأول مرة 3 طرق برية تربط البلدين».
وأشار إلى أن «سد الألفية» ليس جزءًا من «حرب المياه»، مشددًا على أنها «لن تتوقف»، كما أضاف: «مصر بحاجة للسودان مثلما هو بحاجة لها في هذه الحرب، فالإساءة والتجريح مرفوضان، ومصر الرسمية لم تجرحنا أو تسيء لنا».
وبسؤاله حول طلب وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، من السودان تبني موقف جديد من سد الألفية يتطابق مع موقف مصر، أجاب «عثمان»: «القضية ليست تبعية، بل تعاون مشترك بين دول حوض النيل، بما يزيد مواردها من المياه، فتستفيد مصر والسودان والدول الأخرى، والقضية تحتاج إلى تعاون وتقارب وتفاهم، واللغة الاستعلائية والتهديد لا يفيدان فيها».