يدخل منتخب مصر للشباب معترك المنافسة في بطولة كأس العالم للشباب التي انطلقت فعاليتها، الجمعة، تحت قيادة المدرب القدير ربيع ياسين، والذي توج مع الفراعنة الشباب بكاس الأمم الأفريقية للشباب بالجزائر مؤخرا.
وطالب «ياسين» الشعب المصري بضرورة مساندة شباب الفراعنة ومنحهم الثقة ليحققوا إنجازا جديدا للكرة المصرية..وكان لنا معه هذا الحوار من تركيا حيث تقام بطولة كأس العالم للشباب.
ما تقييمك لمجموعة المنتخب؟
- من سوء الحظ وقعنا في مجموعة صعبة، تضم 3 منتخبات كبار، أقوياء بدنياً وموهوبين فنياً، والعراق فريق قوي جداً ولم يخسر أي مباراة في البطولة الآسيوية العام الماضي وأنهى المنافسات وصيفاً للبطل بعد خسارته بركلات الترجيح في المباراة النهائية ويضم في صفوفه ثمانية لاعبين سبق لهم أن مثلوا المنتخب العراقي الأول، أما تشيلي فيمتلك خط هجوم قوياً ويشكل تهديداً لأي خصم، أما منتخب إنجلترا فمجرد كونه من الممثلين الأوروبيين في نهائيات كأس العالم دليل قاطع على قدراته الهائلة.
> كيف ترى مواجهة، الأحد، أمام تشيلي؟
- صعبة جداً، وأتمنى أن يكون التوفيق حليفاً للاعبين لإعطائنا دفعة للمنافسة على الصعود للدور الثاني بالبطولة، وخلال الفترة الماضية شاهدت أكثر من لقاء للمنافس وحاولنا التعرف على نقاط القوة والضعف، وكما قلت فتشيلي يمتلك خط هجوم قوياً للغاية وأثق بقدرة اللاعبين على التعامل معه.
> ما أصعب مباراة في المجموعة من وجهة نظرك؟
- البداية دائماً هي الأهم والأصعب وإذا حالفنا توفيق الله في هذه المباراة، فسنظهر بشكل جيد جداً خلال البطولة وهذا ما حاولت إيصاله للاعبين، خصوصاً أن فرصتنا في الصعود لدور الـ16 كبيرة، نظراً لأن نظام البطولة يسمح لأفضل فرق احتلت المركز الثالث للصعود لتكمل عدد فرق الدور الثاني، ودائماً أطالب اللاعبين بأن يكونوا على قدر المسؤولية خاصة أبطال أفريقيا وبإذن الله ستكون مباراة تشيلي هي بداية انطلاق حقيقية.
> هل كان استعداد المنتخب للمونديال على المستوى المطلوب؟
- قدمت لمجلس إدارة اتحاد الكرة برنامج إعداد للمنتخب يوم 14/4 ولم ينفذ منه إلا مباراة الأردن فقط، ولم يكن هناك أي مساندة من أي نوع، لعبنا الكثير من المباريات مع فرق من دوري الدرجة الثانية والثالثة والرابعة لأنه لم يكن هناك اتفاق مع منتخبات تلعب معنا، وكان لا بد من التجمع ولعب مباريات، وكنت أتمنى أن نخوض مباريات قوية، وحتى المعسكرات التي أقامتها الشركة الراعية في إسبانيا وسويسرا قبل البطولة مباشرة شهدت تخبطاً كبيراً في مواعيد المباريات والفرق التي سنقابلها بجانب إصرار الشركة الراعية على لقاء غانا وكل ذلك أثر سلباً على اللاعبين وأعتقد أن هذا الجيل حظه سيئ كثيراً.
> ما طموحاتك في البطولة؟
- طموحنا كبير ونتمنى أن يوفقنا الله، وأن يكون اللاعبون على قدر المسؤولية لتحقيق أهدافنا من المشاركة فيها، نحن فرقة كبيرة، وظهر ذلك في بطولة أفريقيا، ونطمح في إثبات وجودنا في الساحة العالمية وحفر اسم هذا المنتخب وهذا الجيل في أذهان كل من يشاهد هذا المونديال، في مصر الجمهور لا يرضى إلا بالفوز، ونحن كجهاز يهمنا الأداء في المستوى الأول، بالإضافة إلى البحث عن الفوز، وأعلم جيداً أنه في حالة الخسارة لن يرحمنا أحد، علينا أن نكون واقعيين يجب أن لا نضع الكثير من الضغوط على اللاعبين، سوف نخوض مبارياتنا خطوة خطوة وبعدها نرى كيف ستسير الأمور، يمكننا أن نفكر في المنافسة على اللقب عندما تتوفر لدينا كل عوامل النجاح، ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك العديد من المشاكل في فئات الشباب داخل الأندية المصرية، وسوف نبذل قصارى جهدنا على أي حال.
> هل يوجد من يتربص بك ويتمنى إخفاق المنتخب؟
- أؤكد لك وبكل أمانة «أنا مش مهم» إذا كان هناك شخص يتربص بربيع ياسين، فهذا لا يمثل لي أي قيمة، أعيش في تحدٍ منذ بداية حياتي الكروية حتى الآن، وإذا حاول شخص أو اثنان القيام بهذا فأعتقد أن هذا شيء لا يذكر ولا يمثل أي أهمية بالنسبة لي، المهم أن الشعب المصري كله يقف خلف المنتخب ويدعمه، ويتمنى له تحقيق إنجاز جديد للكرة المصرية ويثق بقدرات هذا الجيل، والاستمرار في قيادة هذا الجيل من عدمه متروك للمسؤولين ولا توجد لدى أي مشكلة، لكن يجب الوضع في الاعتبار أن هذا الجيل سيخوض الأوليمبياد القادمة، كما أننا بذلنا أقصى جهد في ظروف صعبة، ولن نتخلى عن الفريق أو نعترض، وأعتقد أن الله لا ينسى عباده المخلصين.
> تقييمك لمساندة اتحاد الكرة للمنتخب قبل البطولة؟
- أعتقد أن الجميع متابع لأخبار المنتخب طوال فترة الإعداد للبطولة والمشاكل المحيطة بها، كنت أتمنى أن تكون فترة الإعداد على المستوى المطلوب للظهور بمظهر مشرف ولكن قدر الله وما شاء فعل، وسنقاتل من أجل الظهور المشرف في البطولة بالرغم من كل الظروف.
> أشعر بحزن وخوف ومرارة شديدة في حديثك؟
- أصعب ما يواجه الإنسان أن يشعر بعدم التقدير لما يفعله، «5 سنين مش بتكلم، 5 سنين ما اشتاكتش، مفيش حد استحمل اللي استحمله ربيع ياسين، أنا أب وأخ وصديق للاعبين داخل وخارج الملعب اشتغلنا في ظروف صعبة جداً وبالرغم من كل ده حققنا إنجازاً وشرفنا الكرة المصرية، وهنحاول نكمل على نفس الطريق، كنت أتمنى أن أكرم، وكان نفسي أسافر وأنا مبسوط، بس في الآخر ده وطني وروحي فيه، في ناس قدمت أرواحها فداء لهذا الوطن، يبقى إحنا هنستخسر فيه مجهود».
> من العناصر التي ترشحها للعب مع المنتخب الأول؟
- يوجد بالفريق أكثر من لاعب مميز وهذا شيء جيد وإذا طلب مني ترشيح لاعبين سوف أعرض الأسماء على الجهاز الفني للمنتخب للاختيار منها، وهؤلاء اللاعبون هم: «كهربا، مسعد عوض، أحمد سمير، صالح جمعة، أحمد حسن (كوكا)، حسام غالي، ياسر إبراهيم، محمود متولي، أحمد رفعت، محمد شريف»، وأعتقد أن هؤلاء اللاعبين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل، وهؤلاء من إنتاج منتخب الشباب وهذا يحسب للجهاز الفني.
> هل ستعتمد على العناصر التي لعبت معك بطولة أفريقيا؟
- سأعتمد على نفس العناصر باستثناء لاعب أو اثنين لأن الوجوه الجديدة التي انضمت خلال فترة الإعداد فشلت ولم تثبت جدارتها بالانضمام للمنتخب وانهزمنا في أكثر من مباراة ودية بسبب هذه الوجوه، وليس معنى ذلك أنني أعتمد على مجموعة معينة من اللاعبين، ولكن الملعب هو الفيصل في الاختيار.
> من ترشح للفوز بالمونديال؟
- البطولة تضم منتخبات كبير وقوية، وأعتقد أن الأمر لا يخضع للتوقعات لكن هناك منتخبات تخوض مثل هذه البطولات بحثاً عن اللقب وهي إسبانيا وإنجلترا وفرنسا ووضح ذلك في نهائي بطولة أمم أوروبا تحت 20 سنة التي انتهت من أيام قليلة بفوز إسبانيا على إيطاليا «4/2»، وهذا هو الفارق حيث إن ثقافة الفوز عند لاعبي المنتخبات الكبرى وإحساس البطولة أهم شيء يميز إسبانيا تحديداً في كل الأعمار السنية، وأعتقد أن منتخبي تركيا وتشيلي سيكونان مفاجأة البطولة.
> هل تتوقع أن يكون المونديال بنوابة احتراف للاعبي المنتخب؟
- اللاعبون لديهم طموح كبير في الظهور بشكل جيد والاحتراف، ولكن عليهم أولاً إثبات أنفسهم وأن يعملوا بما يرضي الله، ويجب أن ننجح فنياً داخل الملعب وأن يكون هناك التزام بالتعليمات وتأدية واجباتهم بشكل مميز حتى تنهال عليهم العروض و«الكرة في ملعبهم» وأعتقد أن ظهور أغلب اللاعبين بمستوى جيد خلال معسكرات الإعداد في إسبانيا وسويسرا وأخيراً تركيا ينبئ بمستقبل جيد للاعبين وأثق بوصول عروض جيدة لأغلب العناصر.
> ما طقوسك قبل المباريات المهمة؟
- طقوسي هي العمل والتركيز يومياً والصلاة والتضرع إلى الله، وفي معظم الأوقات أفضل الجلوس وحيداً، وأطلب من الله كل شيء و«ربنا ما خذلنيش أبداً».
> هل نجاحك في هذه البطولة سيكون فرصة لتدريب المنتخب الأول؟
-أنا خادم لوطني في أي موقع وشرف ليّ أن أتولى تدريب المنتخب الأول، لكن الأمور لا تقاس بالنجاحات، الحسابات في مصر مختلفة، والجميع يعلم من هو ربيع ياسين، ربيع لم يعتمد على اسمه الكبير، ولا على كونه لاعباً دولياً شارك فى كأس العالم والأوليمبياد، اعتمد فقط على مجهوده، قمت بالتدريب في كل مكان، وعملت في ظروف صعبة للغاية، وبالرغم من ذلك أثبت وجودي، وأظهرت قدراتي، وهذا يرجع لتربيتي في مدرسة بطولات، وأعلم جيداً معنى اللعب على بطولة والإصرار على تحقيقها، كل أبناء جيلي المعتزلين أنديتهم ساعدتهم إلا ربيع ياسين، لم أطلب المساعدة من أحد ودربت في فرق «درجة تانية» ولم أخجل، وحققت نجاحات وحاربت إلى أن وصلت لتدريب منتخب الشباب، وحققت كل ذلك بالرغم من العمل في ظروف صعبة، بل مستحيلة، في ظل عدم وجود دعم، عملت في المنتخب بـ«3 تعريفة» ولم أعترض و«مافتحتش بقي ممكن يكون في إثبات إيه تاني أكتر من كده إني مدرب كويس»؟!