x

التسليح الأمريكي لـ«الجيش الحر».. «مناورة مكشوفة» لحسم المعركة

الجمعة 21-06-2013 20:40 | كتب: غادة حمدي |

للمرة الأولى، منذ اندلاع الأزمة السورية، قبل أكثر من عامين، تبنت الولايات المتحدة مؤخراً نهجاً جديداً بإعلان اعتزامها بدء تسليح مقاتلي المعارضة السورية، الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، بعد أن اتهمت «واشنطن»، قواته رسمياً باستخدام الأسلحة الكيماوية فى الصراع. وفور إعلان الخطوة الجديدة، توالت التساؤلات حول أسبابها وأهدافها وجدواها فى تحويل دفة الصراع فى سوريا لصالح المعارضة، وقال مراقبون إن هذا التحول «مكشوف»، ويستهدف إشعال الموقف، بعد أن مالت فى الفترة الأخيرة لصالح نظام «الأسد» وحليفه «حزب الله» اللبناني.

ومع حاجة مقاتلي الجيش السوري الحر، الماسّة للسلاح، بعد انتكاسات مني بها على أرض المعركة، مثل سقوط بلدة «القصير» الاستراتيجية، قال بن رودس، مساعد مستشار الأمن القومى الأمريكى، إن أوباما قرر زيادة الدعم العسكرى للمعارضة من حيث «النطاق والحجم»، فيما أوضح مسؤول أمريكى أن ذلك سيشمل إرسال أسلحة لمقاتلى المعارضة.

ورغم أن أوباما غيّر نهجه باتخاذ هذه الخطوة، بعد أن ظل البيت الأبيض يعارض الدعوات المنادية بتسليح المعارضة لأكثر من عام، إلا أنه يبدو عازماً على عدم السماح بانجرار الولايات المتحدة بشكل كبير فى الحرب السورية، حيث شكك، فى أن يؤدى أى تحرك عسكرى أمريكى كبير إلى تغيير مجرى النزاع، مكرراً تصميمه على عدم التورط فى حرب أخرى فى الشرق الأوسط، فيما قالت الحكومة الأمريكية إنه بالرغم من تأكيدها أن الأسد تجاوز «الخط الأحمر» فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية، فإنها تعتزم أن تتحرك بـ«حذر» وبالتنسيق مع حلفائها.

وقال حسين ايبش، من مركز «أمريكان تاسك فورس أون بالستاين»، إن «أكبر هاجس» يؤرق الولايات المتحدة هو أن تقع معدات حربية، مثل قاذفات صواريخ «ستينجر»، «بأيدى خاطئة» أى بحوزة «جبهة النصرة»، حليفة القاعدة التى تقاتل الأسد، لكن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أوضحت أن رئيس أركان «الجيش السورى الحر» اللواء سليم إدريس، الذى رشحته إدارة أوباما ليكون القناة الوحيدة لتسليم الأسلحة للثوار، تعهد بمنع وصول الأسلحة لـ«الجهات الخاطئة» وبإسقاط النظام بسرعة إذا توافر المال والسلاح.

وعن الدوافع التى أسهمت فى توقف واشنطن عن ترددها بشأن التدخل فى سوريا، أشار مسؤولون أمريكيون إلى عاملين حاسمين، يتمثلان فى تزايد المكاسب العسكرية التى تحققها قوات «الأسد» بمساعدة «حزب الله» وإيران، ومعلومات المخابرات التى تؤكد استخدام الجيش السورى أسلحة كيماوية، لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن العامل الحقيقى وراء تغيير حسابات أوباما، هو الدور المتنامى لـ«حزب الله»، الذى يزيد احتمال بقاء «الأسد» فى السلطة لبعض الوقت ويسهم فى زيادة التوتر الطائفى فى المنطقة.

وأشار دبلوماسيون، إلى أن أوباما سارع باتخاذ قرار التسليح قبيل حضوره قمة الثمانى فى أيرلندا الشمالية، الأسبوع الماضي، لتعزيز موقفه وتفادي التعرض لانتقادات حادة، من حلفاء مثل فرنسا وبريطانيا، اللتين دفعتا الاتحاد الأوروبى مؤخراً إلى رفع حظر عن تصدير الأسلحة للمعارضة السورية، بعدما واجه أوباما بالفعل اتهامات من الكونجرس بالتراخى فى هذا الملف. ولم يستبعد محللون أن يكون من ضمن الأهداف الأمريكية «مقايضة» روسيا والضغط عليها من أجل عدم الوفاء بتزويد النظام السوري بصواريخ «إس300».

وقال مسؤولون أوروبيون إن الولايات المتحدة ستمد المجلس العسكري السوري بالأسلحة الآلية وقذائف «المورتر» الخفيفة والقذائف الصاروخية، موضحين أنه رغم أهمية هذه الأسلحة، إلا أنها لن تشمل الصواريخ الأرض- جو المحمولة على الكتف، التى يطالب بها مقاتلو المعارضة للتصدى للطيران السوري.

ولا يزال الجميع يترقبون الوضع لمعرفة ما إذا كانت المساعدات الأمريكية ستغير المشهد العسكرى لصالح المعارضة السورية، لكن أغلب الخبراء يؤكدون أن تلك «الأسلحة الخفيفة» غير كافية لإحداث ذلك، موضحين أن مساعدة أمريكية قاتلة محتملة ستبقى بعد أكثر من عامين من الحرب «محدودة جداً»، وستأتى «متأخرة»، واعتبروا أن الهدف منها ليس تحقيق النصر للمعارضة، ولكن مجرد تفادى هزيمتهم.

وقال شادى حميد، من مركز «بروكينجز» فى الدوحة، إن «تسليح مقاتلى المعارضة السورية يتوقع ألا يرجح الكفة لصالحهم. كان ذلك سيحدث فارقاً قبل عام لكن اليوم نظام الأسد متفوق».

ودعا «حميد» إلى «توجيه ضربات جوية محددة وفرض مناطق حظر جوى»، لكن يبدو أن الخيار الأخير مازال مستبعداً من قبل واشنطن،  لأسباب عديدة، أبرزها غياب الإجماع الدولي، والرفض الروسي القاطع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية