ذكرت وكالة رويترز في متن حوار أجرته مع علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، أن «وزير الثقافة المصري، المدرس بالمعهد العالي للسينما، يقدم نفسه في صورة مقاتل قادم من خارج الوسط الثقافي لكسر هيمنة النخبة المميزة على الفنون»، معتبرة أن ذلك «يشبه كثيرًا أحداث فيلم (عصابات نيويورك) الذي أكد الوزير على إعجابه به خلال الحوار الذي أجرته مع الوكالة، عندما قال إنه يهتم جدًا بالسينما النقدية التي تنتقد المجتمع، وفيلم (عصابات نيويورك) من الأفلام التي أحبها وأفضلها».
ويروي الفيلم قصة تعود إلى فترة الحرب الأهلية الأمريكية، حول أشخاص وافدين يتصارعون مع أصحاب مصالح، من أجل النفوذ في دولة جديدة، وأخرج الفيلم مارتن سكورسيزي.
واعتبرت «رويترز» أن «الحرب الثقافية في مصر جاءت لتكون رمزًا لصراع أوسع بين الحكومة الإسلامية ومعارضيها قبل مظاهرات حاشدة دعا الجانبان لتنظيمها في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الحالي، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي الرئيس محمد مرسي مهام منصبه».
واعتبرت «رويترز» أن «تذوق (عبد العزيز) للإنتاج الهوليوودي يجعله مختلفًا عن بعض حلفاء مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها، والذين استخدموا السلطة التي وصلوا إليها بالانتخابات منذ ثورة 2011 في الدعوة لوقف عروض الباليه والرقص الشرقي وفرض رقابة على المشاهد العاطفية في الأفلام السينمائية».
وأضافت: «يعتبر المعارضون أن (عبد العزيز) مجهول في المجال الثقافي، ويصفونه بأنه أداة للإخوان المسلمين، لتنفيذ حملة إسلامية تهدد الوضع الثقافي والحضاري لمصر الذي ظل طويلا موضع حسد العالم العربي المحافظ».
وتابعت: «اشتكى مصريون خلال عام حكم مرسي من أن جماعة الإخوان المسلمين استغلت قدراتها التنظيمية في الهيمنة على المؤسسات السياسية، وتريد فرض رؤيتها الاجتماعية على الفصائل الليبرالية الأقل تماسكًا والتي تحالفت مع الإسلاميين للإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، لكن (عبد العزيز) الذي ينتمي لحزب (التوحيد الديمقراطي)، وهو حزب إسلامي صغير، سخر من مخاوف ما يسمى بالاحتلال الإسلامي لمؤسسات الدولة».
واستكملت: «منع مثقفون (عبد العزيز) من دخول مكتبه بعد أن أغضبهم قراره بإنهاء انتداب رئيسة الأوبرا، إيناس عبد الدايم، وهي أستاذة جامعية، خشية أن يحظر الإسلاميون الأصوليون فن الباليه، والآن لا يرجح أن يكون مصير الراقصات سببًا لغضب الملايين الذين يقولون إنهم سينضمون لاحتجاجات الشوارع يوم 30 يونيو في الذكرى الأولى لتنصيب مرسي».