x

الشباب يحتفون بـ«تمرد» في المترو.. وأنصار «الإخوان»: ما علاقتها بـ«أمريكا»؟

الأربعاء 19-06-2013 19:48 | كتب: عزة مغازي |
تصوير : عزة فضالي

ما بين دعوات بالتوفيق وحث على التماسك والمواصلة، والتهديد «بعلقة ساخنة عشان تلم نفسها» تنقلت محررة «المصرى اليوم» بين عربات مترو الأنفاق فى وقت الذروة من ظهيرة يوم الأربعاء حاملة استمارات حملة تمرد لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى والمطالبة بعقد انتخابات رئاسية مبكرة.

بدأت الرحلة من محطة مترو سعد زغلول وصولا إلى محطة ثكنات المعادى مع التنقل فى ستة قطارات مختلفة، فى عربة السيدات ما إن برزت استمارة تمرد حتى بادرت مجموعة من الشابات بالمطالبة بالحصول على نسخة وتوقيعها وانضمت إليهن ثلاث سيدات إحداهن تخطت الستين والأخريان كانتا فى منتصف العمر. أصرت إحداهما على ملء الاستمارة بمساعدة ابنتها التى ملأت استمارة الأم عقب الانتهاء من كتابة بياناتها الشخصية على استمارة أخرى.

السيدة الستينية كانت أولى السيدات غير المتعلمات اللواتى استعن بمحررة «المصرى اليوم» لكتابة البيانات المطلوبة للتوقيع على الاستمارة قبل إضافة توقيع مرتبك فى الخانة المخصصة لذلك.

أكثر من شابة فى العربة نفسها طالبن بانتقال الحملة إلى مقار سكنهن فى المناطق الواقعة بين المطرية وحدائق المعادى، مبدين استعدادهن للمساعدة فى جمع التوقيعات وترتيب جولة لحملة تمرد بأحيائهن. بينما أبدت شابة عشرينية اعتراضها على جمع توقيعات للحملة فى مترو الأنفاق واختارت التوجه بحديثها لجاراتها فى المقعد حول ضرورة منح فرصة لـ«الريس» الذى ورث تركة ثقيلة من النظام الفاسد، وشككت فى جدوى حملة تمرد منبهة جاراتها لضرورة التنبه للمؤامرات التى تستهدف تقليل فرص الحكم «بشرع الله» عبر تحركات «مشبوهة ترغب فى الاستحواذ على الكرسى».

أثناء حديثها طلبت إحدى جارات المقعد قراءة استمارة تمرد قبل أن تطويها وتضعها فى حقيبتها. وما بين محطتى سعد زغلول ومار جرجس كانت عربة السيدات فى المترو قد سلمت تسع استمارات كاملة البيانات بالإضافة لاستمارتين فارغتين حصلت عليهما سيدتان لتصويرهما والمساعدة فى جمع التوقيعات من ذويهن.

توزيع الاستمارات فى القطار التالى على نفس الخط كان فى إحدى العربات المختلطة، كان الركاب قليلين والاستجابة نادرة، تلقينا ثلاث إجابات أفاد أصحابها بأنهم قاموا بتوقيع الاستمارة بالفعل، بينما انشغل باقى الركاب فى النقاش حول الاستمارة وجدواها، تكرر الأمر فى القطارين التاليين فى الاتجاه ذاته وفى القطار السادس والأخير أبدى راكب اعتراضه على قيام محررة «المصرى اليوم» بتوزيع الاستمارة، متسائلا: «عاوزين تتمردوا على إيه» وهو السؤال الذى تكرر لاحقا فى قطارات أخرى. سيدة تجلس فى الجهة المقابلة له طلبت الاطلاع على الاستمارة بينما بادر شاب بإخراج قلمه وقام بملء البيانات بابتسامة واسعة.

عربات أخرى مرت دون استجابة تذكر من الركاب بالسلب أو الإيجاب إلا من تعليقات متناثرة من ركاب قليلين معظمهم من الشباب صغير السن والنساء يؤكدون أنهم وقعوا الاستمارة بالفعل. بينما يبتسم رجل ملتح مبديا سعادته بعدم استجابة الركاب، مرددا بصوت مسموع nice، nice (جيد، جيد)، وبسبب تعليقه المرح، طلب جاره فى المقعد الاطلاع على الاستمارة ثم وقعها بينما يردد دعوات بالتوفيق وعبارات تشجيع للمحررة.

فى الاتجاه المقابل الذاهب إلى المرج، كانت العربات أكثر ازدحاما، ويشكل الموظفون العائدون من أعمالهم معظم ركابها. فى القطار الأول بادر رجلان فى الثلاثينيات بالسؤال عن مصدر تمويل طباعة الأوراق والراتب الذى تتقاضاه جامعة التوقيعات، ثم اقترحا على المحررة أن توفر أموال طباعة الأوراق لتعطيها للفقراء. سيدة أخرى، كررت سؤال: «عاوزين تتمردوا على إيه؟» وأردفت: «سيبوه يشتغل». فتدخل أحد الركاب ليعلق موجها حديثه للسيدة «وسيبى الشباب يعملوا اللى شايفينه صح». أطلق حديثهما موجة حماس للتوقيع بين الركاب لتنتهى رحلتنا فى العربة بأحد عشر توقيعا خلال الرحلة بين محطتى مار جرجس والسيدة زينب (حوالى ست دقائق).

فى الرحلة التالية طلب رجل ملتح الاطلاع على الاستمارة وألقى عليها نظرة مطولة قبل أن يعيدها هاتفا بعصبية: «كذب كذب كل الكلام خطأ». عصبيته نبهت باقى الركاب للورقة ليتناولها ثلاثة شباب أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين تقريبا ويوقعونها، ويتناولون نسخا يعطونها لشبان آخرين بالعربة قاموا بالتوقيع عليها دون تساؤل أو نقاش، قبل أن يبدأ رجل ستينى آخر مجادلة حول ضرورة ترك الرئيس ليعمل، وأن تكف المعارضة عن عرقلة خطواته. ملقيا بأسئلة هجومية حول الراتب الذى يتقاضاه المتطوعون بالحملة وعلاقتهم بأمريكا، وكما تكرر فى عربات سابقة تدخل ركاب آخرون بالعربة للدفاع عن حملة تمرد ومتطوعيها وطلبوا نسخا من الاستمارة متعهدين بنسخها وإعادة توزيعها بين معارفهم. بينما رفع أحدهم هاتفه طالبا ابنه كى يملى عليه رقم بطاقته لتوقيع الاستمارة باسم الابن وهو ما رفضته المحررة ليتعهد الرجل بنسخ الاستمارة وجمع توقيعات باقى أفراد عائلته عليها، متسائلا عن أماكن تسليمها للحملة.

فى مكان آخر من العربة كانت مصورة «المصرى اليوم» تتعرض لنظرات متشككة وتعليقات مسموعة تهدد بتكسير كاميراتها لو كانت تعمل لصالح حملة تمرد، وفى الرحلة الأخيرة بين محطات حلمية الزيتون إلى المرج الجديدة تزايدت معدلات الإقبال على الاستمارة بعد التعليقات الهجومية من الرافضين للحملة والمؤيدين للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، حيث كانت تخرج تعليقاتهم ركاب العربة عن صمتهم ليوجهوا نقدا حادا لحكم الرئيس مرسى وجماعته، وفى مرتين تطورت النقاشات إلى اشتباك لفظى بين الركاب.

وفى خلال هذه الرحلة طلبت سيدة منتقبة ورجلان ملتحيان خلال الرحلة التوقيع على الاستمارة والحصول على نسخ منها، فى الوقت الذى رأت فيه سيدة أخرى منتقبة فى العربة المتوجهة إلى محطة المرج الجديدة أن علقة ساخنة للشباب غير المهذب المتطوع بحملة تمرد كفيل بردهم إلى الطريق القويم، وبينما قام بعض الركاب بمجادلتها فى ضرورة احترام حرية من يريد أن يعارض وصمت البعض الآخر، نهضت من مقعدها متوجهة نحو محررة «المصرى اليوم» التى أنقذها وصول القطار للمحطة فى التوقيت عينه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية