x

«دار السلام».. مكتبة وحيدة للاطلاع والاستعارة والأنشطة الفنية

الأربعاء 19-06-2013 17:22 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : اخبار

«الصين الشعبية» هى التسمية التى يطلقها البعض على منطقة دار السلام، تعبيرا عن كثافتها السكانية العالية ونقص معظم الخدمات. وسط زحام المنطقة وضيق شوارعها اختفى أى وجود حكومى فى مجال الثقافة، المنطقة التى يتبارى الكثيرون فى الحديث عن ارتفاع أرقام كثافتها السكانية لا يوجد فيها قصر ثقافة ولا مكتبة عامة. وفى مقابل هذا الغياب الحكومى ظهرت منذ عام واحد تقريبا مكتبة «خطوة» تحاول أن تقدم مساحة ثقافية مستقلة لأطفال وشباب المنطقة.

«خطوة» جزء من مشروع مكتبات، فى الزقازيق وطرة وبولاق، ويحمل اسم «خطوة» مبادرة المكتبات العامة الشعبية. أسس المشروع المحامى جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان.

بعد الخروج من محطة مترو دار السلام والمشى فى شارع الفتح اتجاه المطبعة والبدء فى السؤال، لا يعرف أحد المكتبة ولا اسمها، ولا يعرفون أيضا شارع عبد السميع منصور الذى تقع فيه. بعد حوالى خمسين مترا وإلى جوار مطعم زهرة السلام، أخبرنى صاحب عربة كبدة وسجق، عندما ٍسألته عن المكتبة قال:« آه فيه مكتبة فى آخر الشارع بيتلم فيها العيال، ويقعدوا يقروا». شارع عبد السميع منصور مشابه لكل شوارع المنطقة، محال بسيطة للبقالة والأغذية، وبعض الورش. يقف محمد، 14 عاما، داخل ورشة منجد أفرنجى، يعمل معه، سألته عن «خطوة»، فقال لى: آه فى آخر الشارع أهه.. مش قصدك على بتاعة الاستعارة؟.

عندما وصلت إلى المكتبة كان متبقيا حوالى ساعة على بدء مواعيد عملها، من 4 عصرا- 10 مساء، ولكن هذا لم يمنع فتاة صغيرة فى الصف السادس الابتدائى من الانتظار حتى تصل إلى كتاب تقرؤه بين أكثر من 2500 كتاب موجودة بالمكتبة التى تتخذ من أحد المحال المطلة على الشارع مقرا لها. وتقدم المكتبة إلى جوار القراءة والاطلاع عروض أفلام قصيرة يتبعها ندوة عن الفيلم، وندوات لمناقشة بعض الكتب، وورش عمل فنية مع الأطفال مرة أسبوعيا تتنوع ما بين الرسم والتلوين والموسيقى وتشكيل الفخار والمسرح والحرف اليدوية البسيطة. كما تستضيف المكتبة يوم الأربعاء من كل أسبوع د. محمود الشنوانى، أحد أبناء الحى، فى حوار مفتوح مع شباب المنطقة حول مشاكلهم وطرق حلها وسبل تطوير مهاراتهم، إلى جانب عروض وقراءة لأعمال المبدعين من بين هؤلاء الشباب.

عندما بدأت المكتبة أعمالها بعد الافتتاح يوم 14 مايو 2012 لم يكن المسؤولون عنها يتوقعون أن يكون عدد الأطفال الموجودين بها أكثر من 15 طفلا فى اليوم، ولكنهم يستقبلون الآن حوالى 60 طفلا كل يوم. وفى مقابل هذا الانتشار بين الأطفال تبرعت د. ماجدة الريدى بأن تأخذ 15 طفلا من مرتادى المكتبة فى زيارات إلى الأماكن الثقافية والأثرية الموجودة بالقاهرة، مثل المتاحف وأسوار القاهرة القديمة ومنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية