وجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحذيرات شديدة، الأربعاء، من قيام بعض أتباع الجماعات والتيارات الاسلامية المتشددة بتكفير المعارضة، مؤكدا أن المعارضة السلمية لولي الأمر جائزة شرعا، مشيرا إلى أن العُنْف والخروج المُسلَّحَ على الحاكم معصيةٌ كبيرة، لكنه ليس كفرا.
وقال شيخ الأزهر في بيان، أصدره الخميس، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من اجتماعه بالرئيس محمد مرسي، إن الأزهر الشريف إذ يدعو إلى الوِفاق ويُحذِّرُ من العُنف والفِتنَة، ويُحذِّرُ أيضًا من تكفير الخصوم واتهامِهِم في دِينِهِم، لأن هذا لا يجوز شرعًا.
وأضاف «الطيب» أن «المعارضةَ السِّلميَّة لوليّ الأمر الشرعيّ جائزةٌ ومُباحة شرعًا، ولا علاقَةَ لها بالإيمان والكُفرِ، وأن العُنْف والخروج المُسلَّحَ مَعصِيةٌ كبيرةٌ ارتكبها الخوارِجُ ضِدَّ الخُلفاء الراشدين، ولكنَّهم لم يَكفُروا ولم يخرجوا من الإسلام»، قائلا: «هذا هو الحُكمُ الشرعيُّ الذي يُجمع عليه أهل السُنَّة والجماعة».
وأوضح أن الأزهر الشريف، الذي يعمل دَومًا على جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التي توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، يجد نفسه مضطرًا إلى التعقيب على ما نُشِرَ من أقوالٍ وإفتاءاتٍ منسوبة لبعض «الطارئين» على ساحة العلوم الشرعيَّة والفتوى.
وأضاف أن من بين هذه الفتاوى أن مَنْ يَخرج على طاعة وليِّ الأمر الشرعيِّ منافقٌ وكافرٌ، وهذا يعني بالضرورة الخروج عن مِلَّةِ الإسلام. ويُوضِّح الأزهرُ بهذا الشأن عِدَّة أحكامٍ شرعية:
أولاً: أن هذا هو رأي الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلامٌ يرفُضُه صحيحُ الدِّينِ ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجْمِعُ فقهاءَ أهلِ السُّنَّة والجماعة على انحرافه وضلاله.
ثانيًا: رغم أن الذين خرجوا على الإمام عليٍّ- رضي الله عنه - قاتلوهُ واتهمُوهُ بالكُفر، إلَّا أنَّ الإمام علي وفقهاء الصحابة لم يُكَفِّرُوا هؤلاء الخارجين على الإمام بالعُنْف والسِّلاحِ، ولم يعتبروهُم مِن أهل الرِدَّة الخارجين من المِلَّة، وأقصى ما قالوه: «إنهم عُصاةٌ وبُغاةٌ تَجِبُ مقاومتهم بسبب استخدامهم للسِّلاح، وليس بسبب معارضتهم».
واختتم شيخ الأزهر بيانه قائلا: «اللهم إنا نسألك رحمةً تهدي بها قلوبنا، وتَجمع بها شملَنا، وتَردُّ بها الفِتَن عنَّا».
يذكر أن الرئيس محمد مرسى عقد اجتماعا، مساء الثلاثاء، مع كل من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لبحث الأوضاع الراهنة في الدولة، والدور الذي يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف والكنيسة في تحقيق الوفاق الوطني والتأكيد على تجنب اللجوء للعنف.