أدت الأزمة السورية المتصاعدة إلى تزايد الخلافات بين مختلف القوى المحلية والإقليمية والدولية، ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجى، الثلاثاء، مصر بصفتها دولة ذات نفوذ وأهمية فى المنطقة إلى القيام بدور بنّاء فى هذه القضية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إرنا» عن «عراقجى» قوله فى مؤتمر صحفى إن قرار مصر بقطع العلاقات مع سوريا «لم يكن متوقعاً لنا.. نتفهم جيداً أن الحكومة المصرية تواجه الكثير من القضايا الداخلية والخارجية التى تفرض عليها بعض المواقف». وأضاف: «لكننا نتوقع من مصر أن تقوم بدور بنّاء فى القضايا الإقليمية، وأن تساعد فى حل قضايا ومشاكل المنطقة عبر الأساليب السياسية».
كانت روسيا قد انتقدت السلطات المصرية بسبب قطع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الرئيس بشار الأسد، وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن هذا القرار جاء «بشكل غير متوقع»، كما أنه سيجعل مصر «غير قادرة على لعب دور إيجابى» فى جهود التوصل لحل للأزمة السورية.
فى غضون ذلك، رأت قيادات حزبية أن استمرار الرئيس محمد مرسى فى الحكم أكثر من ذلك سيدخل مصر فى حروب عديدة. وقال فريد زهران، نائب رئيس حزب «المصرى الديمقراطى» إن «مرسى فقد كل شعبيته الداخلية ويسعى للبحث عن عدو خارجى لكى يكون شعار مصر هو (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة).
وانتقد جورج إسحاق، القيادى بحزب الدستور وجبهة الإنقاذ، قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وقال إن مساندة مصر للجيش السورى الحر جاءت بقرار لـ«مرسى» من المخابرات الأمريكية لتفكيك جيش مصر.
وقال السفير محمد العرابى، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن مصر الآن تفتقد كل معايير العمل فى السياسة الخارجية، وذلك بسبب تخبط قرارات «مرسى».
فى الوقت نفسه، طالبت جماعة الإخوان المسلمين بسوريا، فى بيان، الرئيس محمد مرسى بتفعيل قراراته التى أعلنها فى مؤتمر «نصرة سوريا»، الخاصة بدعم مصر شعباً وجيشاً للجيش السورى الحر.
جاء ذلك فى الوقت الذى تصدرت فيه الأزمة السورية أجندة اجتماعات قمة الدول الثمانى الصناعية الكبرى، فى أيرلندا الشمالية، وسط تزايد الضغوط الغربية على روسيا بسبب دعمها حليفها الرئيس السورى بشار الأسد.
وأقرّ الرئيسان الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين بأن لديهما «رؤيتين مختلفتين» حول الأزمة السورية، مع اتفاقهما على ضرورة خفض العنف، وتشجيع الأطراف المتحاربة على التفاوض للتوصل إلى حل سياسى من خلال مؤتمر «جنيف- 2» المرتقب، بينما أعلن سيرجى ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسى، أن بلاده حالت دون ذكر مصير «الأسد» فى البيان الختامى للقمة.
وانتقد زعماء غربيون «بوتين» لدعمه «الأسد»، حيث أكد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، الذى يرأس القمة، أن «الخلاف كبير»، فيما قال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند: «كيف نسمح بأن تواصل روسيا توريد أسلحة لنظام الأسد، فى حين لا تحصل المعارضة إلا على أقل القليل وتتعرض للذبح؟».