منذ 10 سنوات، تعيش أم محمد، إثيوبية الجنسية، فى عزبة الهجانة بمصر، تشارك المصريين أفراحهم من خلال إحياء ليالى الزفاف والسبوع، «فكنت أدخل جميع البيوت لتجهيز العرائس، وكان الجميع يقابلها بحفاوة». لكن الأمور انقلبت إلى الضد عقب أزمة سد إثيوبيا أو كما تصف الأمر «يعملها الكبار ويقع فيها الصغار». الأزمة «دفعت بالمصريين إلى التعامل مع أى مواطن أسمر بأنه عدو، وتوالت الاعتداءات على الجميع طيلة الفترة الماضية، ورفضوا التعامل معى وغاب مصدر رزقى أنا وأبنائى الذين يعملون فى أعمال الخدمات فى المحال الكبرى، ووصل الأمر إلى التهديد لهم بالطرد من منازلنا، والملاحقة فى المواصلات العامة وفى الشارع من قبل مصريين غاضبين من إقامة سد النهضة»
عزبة الهجانة التى قرب الكيلو 4.5 بمدينة نصر، عبارة عن شوارع رئيسية سطا عليها عشوائية البناء والتخطيط، الزحام نفسه معتاد من قبل القاطنين بالعزبة. الأفارقة لا يقلون عدداً عن المصريين، على بعد خطوات من هذا التجمع الأممى يعيش زين خضر، مواطن سودانى يقطن فى عزبة الهجانة يؤكد «على الرغم مما تعانيه العزبة من فقر وعشوائية إلا أنها تجسد مكاناً جاذباً للأفارقة نظراً لأسعار السكن المنخفضة، بالإضافة إلى كثرة عدد الأفارقة وتقارب العادات والتقاليد بينهم».
وأشار خضر، إلى أن المعاملات بينهم وبين المصريين تتسم فى بداية الأمر بالتوتر نظراً لاختلاف الثقافات إلا أن الأفريقى مع الوقت يتعلم كيف يتكيف مع عادات وتقاليد المصريين، بالإضافة إلى أن الغالبية العظمى منهم يسعون إلى القيام بأعمال يحتاجها المصريون بشدة، مثل عمل النساء فى أعمال النظافة والتجميل، إلا أنه عاد ليؤكد أنه نظراً لقلة الثقافة والوعى وتقبل الآخر فى المناطق العشوائية قد يتعرض أطفالنا إلى تحرشات لفظية فى المدارس وفى المواصلات العامة وعلى وجه التحديد مترو الأنفاق الذى يكتظ بالمواطنين فدائماً ما نسمع أحاديث من المصريين مثل «البلد زحمة هى كانت ناقصة السود» وهو الأمر الذى يثير الشجن فى قلوبنا ويشعرنا بأننا مواطنون درجة ثالثة.