قال محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، إن «المباحثات المكثفة مع الجانب الإثيوبي خلال اليومين الماضيين أجريت في إطار من روح الصداقة، وعكست حقيقة روح العلاقة العميقة القائمة بين البلدين»، في حين قال وزير الخارجية الإثيوبي، تادروس أدهانوم: «أود أن أطمئن الأشقاء والشقيقات في مصر بأننا سنتعامل مع مخاوف الأمن المائي لمصر والسودان، ونقوم بذلك في إطار التعاون والمنفعة المشتركة».
وأكد وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره تادروس أدهانوم، الثلاثاء، قوة العلاقات بين مصر وإثيوبيا، التي تعود إلى عقود طويلة، مضيفًا أن المناقشات أجريت بروح التعاون والصداقة، وفي إطار الرغبة المشتركة في تحقيق المنافع للجميع، مشيرًا إلى قول وزير الخارجية الإثيوبي إن «النيل يتعين أن يربطنا معًا ولا يفرقنا».
وأضاف «عمرو»: «نتطلع إلى موقف يحقق مكاسب للجميع، ونحن مع التنمية في إثيوبيا، وعلى استعداد لتقديم المساعدات في ذلك، واستثمارات القطاع الخاص المصري في إثيوبيا بلغت حاليًا نحو ملياري دولار»، وتابع: «إننا على يقين من أن الأشقاء هنا في إثيوبيا يتفهمون ويقدرون ذلك، ويواصلون دائمًا الحفاظ على تدفق النيل إلى مصر».
وأعاد الوزيران التأكيد على التزامهما بدعم العلاقات الثنائية بين بلديهما، وتنسيق جهودهما للوصول إلى تفاهم إزاء جميع المسائل العالقة بين البلدين في إطار من الثقة والانفتاح، وأكدا رغبتهما في تعميق الحوار بينهما حول عدد من التحديات، التي تواجه القارة الأفريقية بوجه عام، خاصة إقليم حوض النيل.
وعبر وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدهانوم عن «تقديره العميق» للجانب المصري، مشيرًا إلى أن المباحثات خلال اليومين الماضيين مع وزير الخارجية والوفد المرافق له تركزت حول العلاقات الثنائية بين البلدين وحول المسائل المتعلقة بسد النهضة، وأنها اتسمت بالصراحة، وكانت بناءة وودية للغاية، ووصف هذه الاجتماعات بأنها كانت ناجحة للغاية.
وأشار «أدهانوم» إلى أن رئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي كان قد اقترح تشكيل اللجنة الثلاثية للتعامل مع مخاوف مصر والسودان، بهدف بناء الثقة بين الدول الثلاث، ودراسة منافع السد والأضرار المحتملة له، مشيرًا إلى أن عملية بناء السد تجري بطريقة تراعي شواغل الأمن المائي لمصر والسودان، وأن الجانب الإثيوبي يتفهم شواغل مصر والسودان بشكل تام.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي: «أود أن أطمئن الأشقاء والشقيقات في مصر بأننا سنتعامل مع مخاوف الأمن المائي لمصر والسودان، ونقوم بذلك في إطار التعاون والمنفعة المشتركة»، مشيرًا إلى قول رئيس الوزراء الراحل «زيناوي» «إننا أمام خيارين، وهما إما السباحة معا أو الغرق معا، وأعتقد أننا علينا أن نسبح سويًا».
وفيما يخص سد النهضة الإثيوبي، اتفق الوزيران، وفقًا لمراجع الإسناد الخاصة بلجنة الخبراء الدولية، على البدء فورًا في المشاورات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول كيفية المضي قدمًا في تنفيذ توصيات اللجنة، بما في ذلك الدراسات التي تمت التوصية بإعدادها، ورحب وزير الخارجية الإثيوبي بالمبادرة المصرية لبدء المشاورات بين وزراء الموارد المائية والخارجية في البلدان الثلاثة على المستويين الفني والسياسي، لضمان تنفيذ التوصيات المشار إليها.
وفي هذا السياق، قبل وزير الخارجية الإثيوبي دعوة نظيره المصري لزيارة القاهرة في المستقبل القريب.
وفي رده على سؤال حول التصريحات الإعلامية الأخيرة قال محمد كامل عمرو: «الجانب الإثيوبي يعرف المشاعر الحقيقية للشعب المصري، وإننا في مصر نعرف المشاعر الحقيقة للشعب الإثيوبي، وإذا خرجت كلمة من هنا أو هناك في لحظة معينة أو بسبب الانفعال يتعين إلقاؤها خلف ظهورنا».