ألقى الشيخ عبدالناصر بليح، خطبة الجمعة بمسجد الإيمان بأبوزيادة بمركز دسوق، بعنوان «الصلابة في مواجهة الوباء والبلاء».
وقال في خطبته إن الله جعل الدنيا دار ابتلاء واختبار وليست دار راحة وطمأنينة، «وخلاصة القول إن الإنسانَ ما خُلق إلا ليُبتلى وليس من عوفي من البلاء فقد رضي الله عنه وأحبه كما يظن الجاهلون من الخلق فالابتلاء سنة كونية وعلى أهل الإيمان الصبر ولزوم الطاعة وحسن الظن برب العالمين يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:»يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ».
وأضاف في خطبته: «مهما كنت قوياً غنيا فأنت بدون اللجوء إلى الله فقير وهناك عبادات وأسلحة يتسلح المسلم بها على رفع البلاء والوباء، ومنها: تقوى الله تعالى، فهي عبادة مأمور بها المسلم، حيث جعلها الله -تعالى-سبباً للفرج بعد الشدّة وكشْفاً للكرب بعد الضّيق، حيث قال:«وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًاوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا»(الطلاق/3). فجعل الله -تعالى- دفع البلاء وكشف الهمّ للأتقياء من عباده.:«إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وقال إن الدّعاء مخ العبادة والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل«.
والدعاء والتضرع إلى الله عزوجل وقت الرخاء ينفع في وقت الشدة فمن سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وأضاف أن من الأسلحة لمواجهة البلاء كثرةُ الاستغفار؛قال تعالى:»وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ«(الأنفال/33). فكان الاستغفار أماناً من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه.والاستغفار والاعتراف بالذنب نجي الله به يونس في بطن الحوت، ومن أسلحة مواجهة البلاء أيضا أن يؤدي المؤمن الصّلاة بخشوع وحضور؛قال تعالي:»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ«(البقرة/153).
ومن أسلحة رفع البلاء أيضا حُسْن الظّن بالله إنّ أخطر ما يُصيب الإنسان عند وقوع البلاء أن يسيء الظّن بالله -تعالى- فييأس ويقنط ويعتقد أنّ هذا البلاء حلّ عليه دون حِكمةٍ وسبب، أو أنّه سيُلازمه لبقيّة حياته، والحقيقة أنّ العبديتقلّب في معيّة الله ولطفه كلّ حين حتى وقت اشتداد البلاء، فموسى عليه السّلام- وقومه حينما ظنّوا أنّ البحر من أمامهم وفرعون من خلفهم فيأس بعضهم وقال:«قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ» فقال موسى عليه السّلام- وهو في غاية الثقة بالله -تعالى-وحُسْن الظّن به:«قَالَ كَلَّاإِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ»(الشعراء/62).فنجّى الله -تعالى- برحمته موسي ومن معه.. ونجي نوح عليه السلام من الغرق.