في رسالة في ليلة رأس السنة، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التذكير بإنجازاته ووصفها بأنها «انتصارات تاريخية»، بينما تحدث الرئيس المنتخب جون بايدن بلهجة تفاؤل وتطلع للمستقبل.
وبعد التعهد على مدى أسابيع بالفوز في جهاده للبقاء بالمنصب، قال الجمهوري ترامب في تسجيل مصور على تويتر «ينبغي أن تتذكرونا لما أنجزناه». ولم يسلّم ترامب بعد بهزيمته في انتخابات نوفمبر أمام منافسه الديمقراطي. وقد عاد إلى واشنطن مبكرا قادما من منتجعه بولاية فلوريدا وسط معركة مع الكونجرس بخصوص مشروع قانون دفاعي وحزمة إعانات للتخفيف من أثر أزمة كورونا.
أما بايدن فأثنى خلال كلمة من ولاية ديلاوير على العاملين بقطاع الصحة وشجع الناس على تلقي التطعيم الواقي خلال ظهور قصير مع زوجته في برنامج خاص مطول على قناة إيه.بي.سي بمناسبة رأس السنة. وقال بايدن الذي يتولى الرئاسة رسميا في 20 يناير «أنا على يقين تام- على يقين- من أننا سنعود.. بل سنعود أقوى مما كنا». وكرر دعوته لتوزيع اللقاحات على نحو أسرع. وكثيرا ما هوّن ترامب، الذي أصيب بكوفيد-19 في أكتوبر تشرين الأول، من خطورة الجائحة وأشرف على أسلوب تعامل مع المرض انتقده كثير من خبراء الصحة ووصفوه بأنه يفتقر للتنظيم ويتسم بالاستعلاء ويتجاهل أحيانا العلم والمنطق وراء انتقال الفيروس.
لكن ترامب أشار في تصريحاته إلى أن الولايات المتحدة أنتجت لقاحا واقيا من كوفيد-19 في وقت قياسي وأن حدسه بحدوث ذلك قبل انتهاء العام كان صحيحا. والولايات المتحدة من أكثر الدول تضررا بالجائحة وتتصدر قائمة الوفيات الناجمة عنها إذ تجاوز العدد بها 340 ألفا. وكان من المقرر في الأصل أن يمضي ترامب ليلة رأس السنة في منتجعه في مار الاجو.
ولم يقدم البيت الأبيض سببا لعودة ترامب المبكرة إلى واشنطن، لكنها تتزامن مع معركته مع الكونجرس لاستخدامه حق النقض (الفيتو) لحجب مشروع قانون دفاعي رئيسي ومطلبه زيادة إعانات تخفيف آثار كوفيد-19 إضافة إلى تصاعد التوتر مع إيران.
كان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد وجه يوم الأربعاء لطمة قوية قد تقضي على محاولات ترامب رفع قيمة الإعانات للمتضررين من كورونا، إذ أحجم عن تحديد موعد لإجراء تصويت عاجل على مشروع قانون لرفع مبلغ الإعانة إلى 2000 دولار أمريكي بدلا من 600 وذلك ضمن حزمة مساعدات بقيمة 892 مليار دولار أقرها الكونجرس هذا الشهر.
كان الجمهوريون في الكونجرس مساندين لترامب بشكل كبير خلال سنوات حكمه الأربع، لكنه انتقدهم في الأيام الماضية لعدم إبداء دعم كامل له فيما ردده بلا سند عن تزوير الانتخابات ورفضهم مطلبه القيام بمراجعة أكبر.
ورفض ماكونيل مجددا أمس الخميس التصويت على مشروع قانون يزيد من الإعانات المالية للأمريكيين وقال إنه يخدم الأغنياء ووصفه بأنه «طريقة سيئة للغاية لمساعدة الأسر التي تحتاج المساعدات حقا». وأقر مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون مشروع القانون يوم الاثنين. وقال ماكونيل أيضا إنه يجب ألا يكون هناك ما يثير الجدل في إقرار ميزانية السياسة الدفاعية التي تصل إلى 740 مليار دولار والتي اعترض عليها ترامب لأنها لا تلغي حمايات قانونية محددة لشركات التكنولوجيا.
وتعهد الجمهوري جوش هولي عضو مجلس الشيوخ يوم الأربعاء بأن يطعن في فوز بايدن بانتخابات الرئاسة عندما ينعقد الكونجرس يوم السادس من يناير كانون الثاني لإحصاء أصوات المجمع الانتخابي رسميا، وهو ما قد يطلق جدالا مطولا في مجلس الشيوخ وإن كانت فرص إبطال النتيجة تبدو منعدمة.
وكان بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين قد أيدوا زيادة المدفوعات بمن فيهم ديفيد بيردو وكيلي لوفلر اللذان يواجهان انتخابات إعادة في ولاية جورجيا في الخامس من يناير ستحدد الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ في عهد بايدن. وفي غضون ذلك، تصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة مجددا.
واتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أمس الخميس الولايات المتحدة بمحاولة إيجاد ذريعة لشن هجوم على بلاده وتعهد بأن تدافع طهران عن نفسها رغم أنها لا تسعى للحرب. وقال ظريف في تغريدة على تويتر «الرئيس دونالد ترامب وحاشيته يهدرون مليارات لإرسال طائرات بي-52 وأساطيل إلى منطقتنا. المعلومات القادمة من العراق تشير إلى مخطط لاختلاق ذريعة للحرب».
وكانت قاذفتا قنابل أمريكيتان من طراز بي-52 قد حلقتا فوق الشرق الأوسط يوم الأربعاء فيما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه رسالة ردع لإيران قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائدها العسكري البارز قاسم سليماني بضربة من طائرة أمريكية مسيرة في الثالث من يناير 2020.