اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن «ما حدث في مصر قبل عامين لم يكن ثورة بقدر ما كان (لعبة كراس موسيقية)»، بحسب قول الصحيفة.
ورأت الصحيفة في تعليق على موقعها الإلكتروني، السبت، أن «ما حدث هو أن الجيش استخدم حماس التظاهرات التي يقودها الشباب بميدان التحرير لإقصاء مبارك، ثم جاءت جماعة الإخوان المسلمين فأقصت الجيش، والآن تسعى المعارضة لإقصاء الإخوان».
واتهمت الصحيفة كافة الأطراف بـ«انتهاج السياسات القديمة التي تقول باستحواذ الفائز على كل شيء وخروج الخاسر صفر اليدين».
أضافت أن أي فريق من الثلاثة الشباب والجيش والإخوان يظن نفسه قادرًا على الانفراد بحكم البلاد وإقصاء الآخرين، فهو إنما يخدع بذلك نفسه»، موضحة أن «مصر تمر بأزمة شديدة تتطلب إصلاحات مؤلمة لن تتأتي إلا بمشاركة الجميع في تحمل مسؤولية الانتقال عبر اتئلاف وحدة وطنية».
وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين في حاجة ماسة إلى «اتفاقية سلام ليس مع إسرائيل ولكن مع بعضهم البعض»، معتبرة هذه الاتفاقية بمثابة «الثورة الثقافية الحقيقية التي تحتاجها مصر لتنتعش من جديد، لا سميا وأنها تتفجر بالمواهب الشابة التي تدرك الحاجة لمثل هذه الاتفاقية الشاملة طويلة الأجل، وأنه بدون هذا الفكر فإن كل ما يحدث ليس سوى مجرد لعبة (كراسي موسيقية).
وتطرقت «نيويورك تايمز» إلى رصد الواقع الاقتصادي الصعب التي تعيشه مصر وقد نفذ ما لديها من عملة صعبة ولم تعد تستطيع شراء ما يكفي من «الجازولين والديزل» لتشغيل محطات القوى الكهربائية.
وأشارت الصحيفة إلى شيوع ظاهرة الطوابير سواء أمام المخابز أو أمام محطات الغاز، بالإضافة إلى تواتر انقطاع الكهرباء بحيث أصبح الأمر عاديًا، منوهة عن أن معظم هذه المشكلات نشأت على مدار أعوام كثيرة.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن مصر لم يكن ينقصها من الأزمات غير الأزمات الطبيعية فيما يتعلق بالمناخ والماء والطعام وزيادة السكان لتتحد جميعا مع الأزمات السياسية والاقتصادية على نحو يتحدى أفضل القيادات التي تفتقر إليها مصر في الوقت الراهن.
ورصدت الصحيفة إحباط الكثيرين في مصر، لاسيما غير المحسوبين على التيارات الإسلامية، من رد فعل الحكومة إزاء سد النهضة الإثيوبي، وقالت إنه «بات الآن من السهل لدى الحديث مع هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم (عاصري الليمون) من ليبراليين ومحافظين وقوميين، الوقوف على مدى ما يحملونه من كراهية ملموسة لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية الشعور بالسطو على السلطة بإقناع الفقراء بالتصويت لمرشحيها).