x

القبقاب.. فن للعرائس ونفحة رمضانية وصدقة للمساجد

الجمعة 13-11-2009 00:00 |

من يراه منكفئاً بتركيز، يعمل بمنتهى الدقة على إنهاء صناعة قبقاب ممسكا به بين يديه، لا يشك لحظة واحدة أنه صانع ماهر إن لم يكن فناناً، نظراته المتأملة فى قطعة الخشب تشعرك وكأن بين يديه لوحة أو تمثالاً.

25 عاماً من عمر الأسطى عبدالعظيم محمد عبدالعظيم (58 عاماً) قضاها فى صناعة القباقيب والأحذية فى ورشته الصغيرة، التى كثيراً ما تتحول إلى سكن كامل، يقضى فيها معظم وقته، وبها -على حد وصفه- يجد متعته فى أحلى «نومة عصارى» عندما ينتهى من صناعة الأحذية الجلدية اليدوية، التى تشكل مهنته الأساسية قبل أن يدخل عليها تعديلات بتصنيع القباقيب.

سبب التعديل يرويه قائلاً: اتجهت لتصنيع القباقيب منذ 25 عاماً، بعد أن كانت صنعتى الأساسية هى الأحذية عندما شعرت بالإقبال عليها وكان الناس يشترونها لـ«حمامات المساجد» وأحياناً كثيرة للمنازل، وكانت الفرصة مناسبة لتصنيعها، لأن الطلب عليها كان كبيراً، والذين كانوا يصنعونها «قابلوا وجه كريم»، فدخلنا الكار، ومع مرور الأيام أصبحت هذه الصنعة لا تفتح بيتاً بعد أن تراجع الطلب على شراء القبقاب عكس زمان فكانت العروس تشتريه فى جهازها والسيدات والأسطوات.

صناعة القبقاب ليست بمثل بساطة شكله، فهى مراحل -كما يقول عم عبده: البداية مع تقطيع الخشب وتبليطه، وبعدها يدخل فى صفيحة الدوران وتكون الخشبة «حتة واحدة» ثم تشق نصفين متساويين بالمنشار، ويثبت به «كاوتش السيارات» والمسامير والصفيح، ونعتمد فى صناعتنا على الفن «يعنى العملية مش تركيب وخلاص»، لأننا نحاول التنويع فى الحجم، كبير، وسط، وصغير، أو فى الشكل ونجمله باستخدام الصفيح ومنه مثلاً القبقاب أبو 3 سنون،

وللعلم أى قبقاب صعب ومتعب فى صناعته إنما «مافيش حلاوة من غير نار» وبصراحة أصبح الفن شبه غائب فى صنعتنا الآن، فلا الذهن صافٍ ولا الوقت كافٍ، فما يضيعه الصنايعى من الوقت فى تصنيع القبقاب وتزيينه يمكنه خلاله تصنيع حذاءين أو ثلاثة.

وأضاف: لـ«القباقيب» موسم بيع يبدأ مع شهر رجب، لأن أهل الخير يشترونها لتقديمها كـ«نفحة رمضانية» وصدقة للمساجد لأنها الأصل، ولو علم الناس الذين يشترون «الشباشب البلاستيك» للمساجد والمنازل بوجود القباقيب لاشتروها على الفور، ولكنهم يعتقدون أن المهنة ماتت، وهى بحق تحتضر، لأن الورش التى تصنعها أغلقت، ومن أبقى عليها يمارس بجوارها نشاطاً آخر، لأنها «مابتوكلش عيش حاف» فسعر القبقاب يصل فى أفضل الأحوال إلى خمسة جنيهات، وبرضه الناس بتفاصل فيه.

وبلهجة الواثق من صنع يديه، يؤكد الحاج عبده: لو الناس عارفة أن القباقيب موجودة ستتهافت على شرائها لأنها صحية «بتشد الضهر» وأيضاً لا تسبب نجاسة للمتوضئ لارتفاعها بقدمه عن الأرض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية