مساء الأربعاء، سمع شهود عيان دوي انفجار قرب قصر «المعاشيق» الذي نقل إليه مجلس الوزراء اليمني، بعد الهجوم الذي استهدف مطار عدن، صباح اليوم.
«المعاشيق»، منطقة يمنية اكتسبَت أهميتها بداية منتصف القرن الـ18 الماضي، بعد احتلال بريطانيا لعدن وجنوب اليمن، عندما أقام الإنجليز فنارًا لإرشاد السفن في الجزء المواجه للبحر من المنطقة.
«المعاشيق»، اسم يُطلق على هضبة جبلية متوسطة الارتفاع وقمتها أرض منبسطة تقدر مساحتها بأقل من كيلومترين مربعين، وتعد الهضبة هي آخر امتداد للسلسلة الجبلية المعروفة في عدن واليمن بسلسلة جبل شمسان، والتي يحدها من جهة معاشيق بحر حقات الذي تطل عليه «معاشيق» من ثلاثة اتجاهات، بينما الاتجاه الرابع يطل على اليابسة في حقات، أما السلسلة الجبلية «شمسان»، تمُر بمدن كريتر والمعلا والقلوعة، وتمتد حتى الساحل الذهبي في نهاية مديرية التواهي.
يقول التاريخ اليمنّي إنه بعد استقلال الجنوب وجلاء القوات البريطانية، 30 نوفمبر 1967، وضعت الحكومة الوطنية بعد الاستقلال يدها على بعض الفيلات في المعاشيق، والتي كانت ملكاً لمسؤولين بريطانيين، حتى جاءت قرارات التأميم الشهيرة التي أعلنتها الحكومة الوطنية في الجنوب عام 1969، وأممت بموجبها كافة المصارف والشركات الكبيرة الأجنبية بمختلف أنشطتها وقد غادر بعدها أصحاب وملاك ومديرو تلك المصارف والشركات البلاد.
بمرور الوقت، تحوّلت الفيلات في المعاشيق بعد ذلك إلى بعض كبار رجال الحكومة، وتم تخصيصها لاستقبال وإقامة الوفود الحكومية أو الحزبية التي تزور البلاد، منذ بداية سبعينيات القرن الـ20 الماضي وحتى منتصف ثمانينياته.
وبعد 1986، تسلّم على سالم البيض رئاسة الدولة والأمانة العامة للحزب الحاكم آنذاك، واختير أحد المباني في المعاشيق، ليصبح قصرًا للرئاسة كسكن ومقر للرئيس.
ولأن الأيام دُوَلٌ، تم تدمير القصر خلال الحرب في اليمن، وبعد تحرير عدن، تكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة تأهيل القصر.
يُذكر أن دار الرئاسة الرسمي ليس القصر الرئاسي في معاشيق، بل قصر «الفتح»، القابع بمدينة التواهي، والذي كان في عهد الحكم البريطاني مقرًا رسميًا للمندوب السامي البريطاني، والذي تم أيضاً تطويره وعمل العديد من الإضافات عليه.