x

العواصف والأمطار الغزيرة تشرد ضحايا «الرصاص المصبوب» من جديد فى غزة

الأربعاء 11-11-2009 00:00 |

تحولت الخيام التى أقامتها المؤسسات الدولية والمحلية للمشردين الفلسطينيين جراء عدوان «الرصاص المصبوب» إلى ركام فى أكثر من تجمع فى قطاع غزة، نتيجة الأمطار الغزيرة التى سقطت خلال اليومين الماضيين ومازالت.

«المصرى اليوم» تجولت فى بقايا مساكن وخيام المشردين فى عزبة عبدربه شمال القطاع، إذ تبدو الخيام الممزقة هى المشهد الأساسى فى صورة مأساة التشريد لعشرات الآلاف من الذين هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلى منازلهم مطلع العام الجارى، وحالت الظروف السياسية دون إعادة إعمارها.

تساءل الحاج جمال عبدربه، 65 عاماً، عن المسؤول عن هذا الوضع المزرى الذى يعيشه مع أكثر من 25 فرداً من عائلته مشردين بين الخيام والبيوت المؤجرة؟.. وقال: «تشردنا ثلاث مرات خلال هذا العام، أولاها عندما هدم الاحتلال منزلنا، وثانيتها عندما أطاحت الأمطار بخيامنا، وها هى المرة الثالثة التى نتشرد فيها بعد أن أصبحت خيامنا ممزقة من جديد».وأضاف: «لا يستطيع أحد تصور معاناتنا، فالبرد يتسرب إلى خيامنا ثم الأمطار ثم تنهار ونحاول البحث عن ملجأ جديد نأوى إليه».

ويشهد قطاع غزة موجة أمطار غزيرة وعواصف قوية، تعرضت خلالها الخيام وبعض الغرف الصغيرة المصنوعة من «الزينكو» للتدمير، الأمر الذى جدد مأساة كثير من الذين هدمت قوات الاحتلال منازلهم.

وشكلت عملية إعادة الإعمار مأزقا جديدا للفلسطينيين فى ظل حالة الانقسام بين السلطة الفلسطينية فى رام الله التى تحظى بدعم وتأييد عربى ودولى، وبين الحكومة المقالة التى تقودها حركة «حماس» فى غزة، إذ يحول الانقسام دون وصول المخصصات المالية لإعادة الإعمار التى وصلت إلى 4.5 مليار دولار فى مؤتمر شرم الشيخ الذى عقد فى (مارس) الماضى.

وتحت زخات المطر المتواصل تأبى الحاجة زاهرة زعنونة (73 عاماً) أن تغادر منزلها محاولة الاحتماء بما تبقى من خيمتها الممزقة، على أمل أن يراها العالم ويساعدها فى إعادة بناء منزلها. قالت: «أحاول أن أوصل رسالة للجميع، أننا نعيش مأساة يجب أن تنتهى سريعاً، فنحن ليست لنا علاقة لا بالسياسة ولا بالحرب، فقط نريد العودة إلى منازلنا».

وأوضح مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الحصار الإسرائيلى على غزة المستمر منذ ثلاثة أعوام، أدى إلى أزمة إنسانية مطولة ونتائج إنسانية سلبية، مؤكداً أن هذه الأزمة أدت إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان وزوال سبل المعيشة وتدهور فى البنية التحتية ونوعية الخدمات المقدمة مثل المياه والصحة والصرف الصحى والتعليم.

ولفت إلى أن الحصار الذى فرض بعد استيلاء حماس على السلطة فى غزة فى (يونيو) 2007، يشمل فرض القيود على الواردات الصناعية والزراعية ومواد البناء وتعليق كل الصادرات.

وفى صورة أعادت سيناريو المأساة الفلسطينية إلى بداياته، سارت الحاجة زاهرة بين بقايا الركام الذى لم يزل بعد، ودخلت فى موجة من الحزن الذى سيطر عليها وهى تبكى مصوبة ناظريها إلى أحفادها قائلة: «كنت أعتقد أن ذكريات النكبة عام 1948 لن تمر بأولادنا وأحفادنا، لكن الاحتلال يأبى إلا أن يذكرنا دوما بأن إجرامه يستخدم فى كل زمان ومكان». وتمنت ألا يتكرر المشهد الحزين الذى تعيشه الآن خلال العام المقبل، لأنها لن تحترم أى مسؤول فلسطينى عندها، وسيحاسبون أمام الله على هذه المأساة.

وتمنع إسرائيل إدخال مواد البناء المتعددة، فى ظل الحصار المطبق لقطاع غزة منذ سنوات، رغم المناشدات التى أطلقتها مختلف الجهات الحقوقية الدولية والمحلية لإنقاذ الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب الأخيرة على غزة وتقطعت بهم السبل.

وحذر وزير الأشغال العامة والإسكان فى الحكومة المقالة فى غزة، يوسف المنسى، من تعرض آلاف الأسر للتشريد من جديد مع بداية فصل الشتاء، داعياً الجهات الدولية إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلى للسماح بإدخال مواد البناء للبدء فى إعادة الإعمار.

وأكد أن وزارته أعدت خطة عمل متكاملة لمختلف مراحل إعادة الإعمار وشرعت فى تنفيذ أجزاء منها، خصوصاً المتعلقة بإزالة ركام المبانى والمؤسسات التى تعرضت لقصف جوى إسرائيلى مكثف مطلع العام الجارى، لافتاً إلى أن الأمر كله مناط برفع الحصار الإسرائيلى.

وذكر المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان فى غزة أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة، خلفت أكثر من 20 ألف منزل مدمر فى قطاع غزة، مشيراً، فى تقرير له، إلى أن قوات الاحتلال دمرت 2400 منزل بشكل كلى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية