x

تكريم الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي في «بيت الشعر» بالأقصر

الإثنين 28-12-2020 12:40 | كتب: محمد السمكوري |
تكريم الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى ببيت الشعر تكريم الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى ببيت الشعر تصوير : آخرون

في بادرة جديدة لتكريم الرموز الثقافية والإبداعية في مصر، أقام بيت الشعر بالأقصر، ندوة للاحتفاء بتجربة الأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، ابن الأقصر وأستاذ الأدب الشعبي، وذلك بإلقاء الضوء على إسهاماته الثقافية والإبداعية الرائدة في مجالات الأدب الشعبي والمسرح الشعري والدراسات النقدية والأدبية حول الأسطورة والسيرة الشعبية وروايته الفريدة (سيرة الشيخ نور الدين) وغير ذلك، وذلك في حوار مفتوح معه، يحاوره أستاذين جليلين من أهم تلامذته النابغين: الأستاذ الدكتور تامر فايز، أستاذ الأدب الحديث والمقارن المساعد بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة القاهرة، وسيتناول «محور الأسطورة في كتابات أحمد شمس الدين الحجاجي»، والأستاذ الدكتور سامي سليمان، أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة القاهرة، ويتناول «قراءة النص عند أحمد شمس الدين الحجاجي: المنطلقات والآليات والتجليات».

وقدم الأمسية الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، والذي طوَّف حول السيرة الإبداعية للأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، والوقوف على أهم محطاتها المضيئة وإسهاماته في مجال الأدب والنقد، ثم بدأ الحوار بالدكتور تامر فايز، أستاذ الأدب الحديث والأدب المقارن، قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، حيث قدَّم دراسته بعنوان «الأسطورة في كتابات أحمد شمس الدين الحجاجي- مقاربة وصفية»، والتي تحدث فيها من خلال عناصر محددة عن الدافع وراء دراسة الأسطورة عند الحجاجي، ومن هذه العناصر وأهمها هي سياقات النشأة والتكوين وعلاقتها بماهية الأسطورة، حيث لعب المكان الذي نشأ فيه الحجاجي دورًا فاعلًا في اهتمامه بالأسطورة ودراستها، حيث نشأ في بيئة ضاربة في التراث والتاريخ هي الأقصر المدينة المعروف تاريخيًا بما تحويه من آثار شاهدة على التاريخ، أيضًا كان الرحيل إلى القاهرة عتبة أساسية في تجربته، حيث التقى بشخصية مثل سهير القلماوي، وريثة عميد الأدب طه حسين، ثم الرحيل إلى كوريا وأمريكا واشتغاله بالتدريس هناك حيث اكتسب هناك المثير من المعارف التي عززت علاقته بالأسطورة، كل ذلك وغيره كان له أكبر الأثر في التوجه الذي اتخذه الحجاجي في دراسته للأسطورة في المسرح.

ثم تحدث الأستاذ الدكتور سامي سليمان، أستاذ النقد العربي الحديث، عن العلاقة بين قراءة الحياة وقراءة النص الأدبي عن أحمد شمس الدين الحجاجي، كما احدث أيضًا عن العلاقة التي ربطته بأستاذه الحجاجي الذي درَّس له عام ١٩٨٣، حيث اختزن الكثير من المواقف واصطحبه في رحلته إلى أمريكا وقبلها بسنوات في ألمانيا، ثم تحدث أيضًا عن حب الحجاجي للحياة والإنسان وقدرته الهائلة على التعاطف مع البشر وسلوكهم وهذه هي القيمة التي تتجلى في كل ما كتب وكل ما يقوم به من مواقف حياتية، ومحبة الحياة عند الحجاجي قيمة أساسية والتي تدفعه باستمرار للتعبير عن هذه المحبة في التعامل مع تلاميذه وعارفيه، وهي القيمة التي وصفها الدكتور سامي سليمان بالفناء الصوفي، والتي ستجدها متجلية في أعماله وإبداعاته، وفي بحثه عن مواقف المؤلفين من الحياة وصورة الحياة في مؤلفاتهم وما وراء هذه الصورة من دلالة، والمثال على ذلك تجده حاضرًا فيما كتبه الحجاجي عن الأسطورة عند نجيب محفوظ، وترتبط محبة الحياة عن الحجاجي بقيمة الإخلاص، وهناك الكثير من المظاهر لهذا الإخلاص في شخصية الحجاجي والتي ساق بعضًا منها الدكتور سامي سليمان في مواقف نادرة شهدها وشاهدها مع أستاذه الجليل.

وفي نهاية الندوة، تحدث الأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي شاكرًا لبيت الشعر بالأقصر هذا الاحتفاء وللأستاذين الدكتور تامر فايز والدكتور سامي سليمان حديثهما، ومرحبًا بجمهور الحاضرين، واصفًا نفسه أنه واحدٌ منهم ليس أكثر، قد لا يكون أكبر من أحدهم وقد يكون أقل، ثم تحدث عن نفسه قائلًا: «أنا ابن امرأة من قنا تزوجها شيخ من شيوخ الحجاجية، هذه المرأة الأمية حرصت أن يتعلم أبناؤها، وبذلت في سبيل ذلك كل غال ورخيص، وكان أبوه شيخًا من شيوخ الحجاجية وفي وسط هذا الجو الصوفي نشأ العلامة أحمد شمس الدين الحجاجي، مرتبطًا بهذا الجو الروحاني، ثم أخذ بسرد بعض المواقف والأحداث من طفولته مع أبيه ونشأته في مدينة الأقصر وبعض المواقف التي عاشها وتعلم منها والتي غزَّت فيه حبه للأسطورة والانغماس فيها، حيث قصص ألف ليلة وليلة وقصص الجنيات ثم حبه للشعر حينما ذهب لأبيه ينشده أحد الأبيات الشعرية التي قام بتأليفها ليقول له والده «لن تكون شاعرًا إذا لم تكن الأول»، وكان النموذج الأول بالنسبة لوالده هو الشاعر أحمد شوقي، ثم التحاقه بكلية الحقوق التي لم يكمل فيها إلا شهرًا واحدًا ليتركها ويلتحق بعد ذلك بكلية الآداب، ثم دراسته للأدب وسفره متنقلًا بين دول العالم وكواليس كتابة روايته الفريدة «سيرة الشيخ نور الدين».

وفي الختام كانت فقرة التكريم وتقديم درع بيت الشعر بالأقصر وسط محبة وتصفيق الحاضرين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية