شىء يحتاجه مدبولى
سليمان جودة
السبت 26-12-2020 04:00
شىء واحد يحتاجه الدكتور مصطفى مدبولى، وهو يتابع بنفسه مشروع التحول من الرى التقليدى إلى الرى الحديث فى أنحاء البلد!.. هذا الشىء هو العمل بالتوازى من جانب الحكومة، على زرع معنى هذا المشروع فى خلايا عقل كل مواطن، لعله يصبح شريكًا مع حكومته فى إنفاق كل قطرة متاحة لنا من الماء فى مكانها الصحيح!.
إننى أتابع ما يقوم به الدكتور مدبولى لتنفيذ المشروع الضخم مع الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الرى، والسيد القصير، وزير الزراعة، على اعتبار أنهما مسؤولان عن إنجاز المشروع، وتحويله من فكرة مجردة إلى واقع حى يراه الناس فى المحافظات!.
وأنا أستخدم كلمة «إنجاز» لأن المشروع حين يكتمل سوف يستحقها.. وإلا.. فهل هناك مسمى آخر لبرنامج عمل حكومى يستهدف تحويل خمسة ملايين فدان من أرض مزروعة بالغمر إلى أرض نزرعها بالرى الحديث، الذى يجرى إما بالرش، أو بالتنقيط، كما رأيته بنفسى ذات يوم فى أرض الصالحية؟!.
وهناك كلام فى الفترة الأخيرة عن نظام رى أحدث يتم بالرشح.. لا بالرش، ولا بالتنقيط!.. والهدف هو حُسن توظيف كمية الماء المتاحة لنحصل من ورائها على ضعف ما ننتجه بها هى نفسها.. وربما الحصول على ما هو أكثر من الضعف!.
وحسب ما هو معلن، فإن العمل يجرى حاليًا فى مليون فدان من الملايين الخمسة، ثم يجرى أيضًا فى تبطين سبعة آلاف كيلو متر من الترع، على أمل الوصول بها إلى عشرين ألف كيلو متر فى النهاية!.. والهدف كذلك هو منع إهدار الماء الجارى فى الترع، والحفاظ على كمياته كاملة لاستخدامها فى زراعة مساحات أوسع!.
لا علاقة لذلك بسد النهضة، ولا بغير سد النهضة.. فنحن نعرف كيف نحصل على حصتنا غير منقوصة فى ماء النيل.. وإنما العلاقة هى بالاستخدام الأفضل للمياه عمومًا فى حياتنا.. ويبقى أن يصل هذا المعنى إلى المواطنين جميعًا، وأن نظل نلح عليه فى الإعلام، وفى المدرسة، وفى الجامع، وفى الكنيسة، وفى كل منصة نخاطب من فوقها المصريين، وأن يكون الهدف هو تحويل المشروع من برنامج عمل حكومى على مستوى الأرض المزروعة، إلى «ثقافة» يتصرف بها كل واحد فى حياته كلما ضبط نفسه متلبسًا بإهدار الماء!.
