لا حديث يعلو فوق التحور الجديد لفيروس كورونا المستجد «كوفيد -19» وسرعة انتشاره بشكل مرعب عالميًّا، حتى أصبح الجميع فى مصر يستشعرون الخطر الحقيقى، وباتت كل عائلة قاب قوسين أو أدنى من الإصابة بالفيروس، الذى لا تزال لقاحاته تخطو الخطوات الأولى، من بينها اللقاح الصينى الذى حددت وزارة الصحة عدة شروط وفئات لتناوله أولًا. المثير أن درجة الحرارة التى كانت أحد أهم مؤشرات الإصابة بالفيروس، لم تعد عرضًا أساسيًّا، وحل محلها الإرهاق والضعف الشديدان، بجانب الأعراض التنفسية.
وفقًا للدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العينى جامعة القاهرة، فإن فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» يضم حاليًا 4 سلالات فى مصر، ويتحكم حجم الفيروس فى مدى خطورة وصعوبة الأعراض التى تنتج عن الإصابة به، موضحًا أن عائلة فيروس كورونا تضم نحو 7 أخوات آخرها «كوفيد -19»، والذى يشبه بشكل كبير أعراض الإنفلونزا.
وقال سالم لـ«صحتك بالدنيا»: «بالنسبة لأعراض الإصابة فى الموجة الثانية لجائحة كورونا، وفقًا للمصابين وتوصيات منظمة الصحة العالمية، فهناك تغيرات فى الحالة المزاجية، مع الإرهاق والضعف الشديدين، ولابد أن تكون مصحوبة بأعراض تنفسية، لتشخيص المريض أنه مصاب بالفيروس، مع التأكيد بأن الإصابة فى أغلب الأحيان لا تصاحبها مشكلة الأرق، بل على العكس فمصاب كوفيد -19 غالبًا ما تزيد حاجته للنوم، نتيجة الإرهاق الشديد الذى يعانيه جراء الإصابة». و«قد لا يصاحب الإصابة، ارتفاع فى درجات الحرارة، كما كان شائعًا فى الموجة الأولى، حيث تم رصد حالات إصابة مؤكدة بالفيروس ولم ترتفع درجة حرارتها».
وشدد «سالم» على أن الراحة والسوائل والنوم بشكل كاف، عوامل تساعد فى زيادة مناعة الجسم، موضحا أنه بدأ التركيز على علاج الفيروس عن طريق بلازما الدم والأجسام المضادة وكذلك الأدوية المضادة للالتهاب.
وحذر من حالة التراخى وعدم الاهتمام بالتعليمات الطبية للوقاية من الفيروس، حرصًا على عدم توغله وسط المصريين وحدوث كارثة إنسانية، مستدركًا أنه من المتوقع زيادة العدوى بفيروسات الجهاز التنفسى، سواء بفيروس كورونا أو غيره فى فصل الشتاء حاليا، لأن هذه الفيروسات تنشط فى الأوقات الباردة.
وأوضح الدكتور أيمن السيد سالم أن اللقاح الصينى أثبت فعالية بنسبة 86% فى الوقابة من فيروس كورونا، حيث اعتمد على التقنية التقليدية المعروفة على مدار 90 عامًا، نافيًا أن يكون اللقاح مسببًا حدوث تورم، وإن تورم موضع تلقى اللقاح أمر طبيعى فى حالات التطعيمات المختلفة، وغالبًا ما يكون هناك رد فعل موضعى لمدة يوم واحد، بسبب دخول الجسم لقاحًا جديدًا، إلى جانب عرض آخر وهو ارتفاع درجة الحرارة.
وأكد أنه لا مانع من تطعيم أصحاب الأمراض المزمنة (الضغط والسكر والربو والحساسية)، باللقاح الصينى وهى الفئات المهددة بزيادة مضاعفات أعراض فيروس كورونا، ولكن حال إصابتهم بأدوار حادة مثل وجود أزمة ربوية عارضة، يجب انتظار انتهائها أولًا، ويمكن استبعاد الذين تعرضوا للإصابة بالفيروس بالفعل، لأن أجسامهم تكون قد أنتجت أجسامًا مضادة، بعد حصولهم على ما يعرف بـ«العدوى المنضبطة» داخل الجسم، موضحًا أنه يجب على من يتناول اللقاح ألا تكون درجة حرارته مرتفعة.
وكشف سالم أنه حتى الآن لم يتم رصد عيوب كبيرة للقاحات كورونا على المستوى الزمنى القليل، وتحديدا على مدار 3 أشهر من البحث العلمى حولها، لافتًا إلى أن النسبة المسجلة بالوفيات عالميًّا بسبب كورونا تتراوح بين 2 و5%، والتوقعات العالمية تشير إلى القضاء على الفيروس بحصول 60% من سكان العالم على المصل أو من تمت إصابتهم به، وتم شفاؤهم بالفعل، حيث يتم إنتاج أجسام مضادة للفيروس فى أجسامهم مما يطلق عليه «مناعة القطيع»، وتصبح لديهم مناعة ضد العدوى مرة أخرى، وبالتالى فإن المستهدف من سكان العالم بإعطائهم اللقاح هم الأكثر عرضة للإصابة، مثل كبار السن، والعاملين فى القطاع الطبى، ويستبعد منهم من سبق إصابتهم وشفاؤهم من الفيروس.
وأوضح أستاذ أمراض الصدر أنه بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، فإن هناك تشابهًا فى أعراض فيروس كورونا، والإنفلونزا الموسمية، ولكن الأخيرة عدوى فيروسية حادة يسببها أحد فيروسات الإنفلونزا، وتبدأ أعراضها برشح أو زكام أو انسداد فى الأنف وربما يكون عطسًا متكررًا واحتقانًا بالحلق، مع أعراض عامة فى الجسم مثل: ارتفاع فى درجة الحرارة قد تصل إلى 38 درجة مئوية، وقد يصاحبها أيضا تكسير بالجسم وإرهاق عام، ونلاحظ أن «السعال» ليس أساسيًّا فى عدوى الإنفلونزا، وهذا يظهر بعد أعراض الأنف والحلق، فى حين أن فيروس كورونا المستجد يستهدف خلايا الرئتين، وليس الجهاز التنفسى العلوى.
وأشار الدكتور أيمن السيد سالم إلى أن اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، حدثت مؤخرا بروتوكول العلاج للمرة الرابعة، وذلك ناتج عن فهم سلوك الفيروس، فهناك تغيرات كثيرة عن البروتوكولات القديمة، حيث تم إدراج ما استجد من أدوية بعد نتائج الدارسات العالمية والمحلية التى تمت الفترة الماضية، وتضمن تغييرًا فى طريقة العلاج، إضافة إلى تعريف الحالات المصابة، وتصنيفها كما يضمن سرعة العلاج التى تصل من 7 إلى 10 أيام، موضحا أن بروتوكول علاج مصابى كورونا فى مصر مكون من مضاد للفيروسات، ومضاد الملاريا، ومضاد حيوى، فضلا عن أدوية لرفع المناعة، ويختلف بروتوكول العلاج من مريض لآخر حسب شدة الإصابة، لافتًا إلى أن علاج أعراض نزلات البرد يكون دائمًا بالمضادات الحيوية، وأقراص منع الاحتقان والمسكنات، أما بالنسبة لكوفيد -19، فيتم الالتزام ببروتوكول العلاج الجديد، الذى وضعته اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس.
وطمأن سالم المصريين بأن السلالة الجديدة من كورونا المكتشفة فى بريطانيا لم تصل لمصر بعد.