أم محمد صالح قصة من الممكن أن تشاهدها فقط في عمل درامي أو سينمائي أو من خلال عدد من القصص الخيالية والتي تجذب الانتباه إليها منذ البداية حتي النهاية السعيدة التي ينتظرها جميع من يسمع مثل هذا النوع من القصص والتي يغلب عليها الطابع الإنساني الممتزج بالعديد من الشحنات والمشاعر والتي يتمنى سامع القصة النهاية السعيدة لأبطالها
أم محمد صالح سيدة مصرية بسيطة حالها مثل أحوال العديد من الامهات المصريات والمعروف عنهم التضحية بسعادتهن الشخصية في سبيل توفير الراحة والسعادة لأبنائها حيث كانت بمثابة «عمود الخيمة» بعد أن توفي عنها زوجها منذ 33 عاما قضتها في تربية أولادها الثالثة، عملت خلال تلك الفترة باجتهاد وكد ولم تدخر جهدا لتوفير لقمة العيش لأبنائها من خلال امتهان العديد من المهن والحرف فكانت من خير الصابرين حتي جاءتها البشارة من السماء بما هو بعيد عن الاحلام وفاق التوقعات إلا في القصص الخيالية
الغردقة ...ليل داخلي
حفيد أم محمد صالح ذاك الطفل الصغير والذي اشتهت نفسه أن يأكل الحلوى مثل أقرانه في مثل سنه، ومن منطلق المثل المصري «أعز من الولد.. ولد الولد» سارعت أم محمد صالح في تلبية طلب حفيدها الصغير قامت بشراء علبة حلاوة طحينية له، لم ينظر الحفيد المتهافت على أكل الحلاوة، إلى العلبة المغلفة إلا بعد يومين من شرائها، وهنا تأتي اللحظة الحاسمة ليرى الطفل الصغير ورقة مغلفة بها كود من أرقام، لم يفطن لها ليسرع داخل المنزل البسيط، مناديا على «خالته» ويروى لها ما رأت عيناه
التفكير ... الدهشة ... الأمل
في البداية لم تصدق الخالة رواية الطفل حتى التقطت الورقة الصغيرة والتي تخبرها بأنها فازت بكوبون بقيمة 250 جنيه وبالفعل قامت باستبدال هذا الكوبون بأحد المنتجات من «بي تك».
المفاجأة
مرت الايام سريعا لم يلتف أفراد العائلة إلى الموضوع أو يأخذ جزءً من اهتمامه حتى جاء صبيحة احد الايام لتجد أم محمد صالح هاتفها يشير إلى مكالمة واردة وما ان اجابت حتى وجدت احد مسئولي شركة البوادي هو من يقف على الجهة الأخرى من الهاتف معلنا لها فوزها بالجائزة الكبرى وهي سيارة «تويوتا كورولا» نتيجة السحب الذي تم تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، لم تصدق السيدة أم محمد صالح المفاجأة التي وقعت على مسامعها وأخذت تردد بفطرة الست المصرية البسيطة:«يا ابني أنا ست كبيرة متضحكش على».. ليرد الهاتف:«لا ياحاجة مش بنضحك عليكي انتي كسبتي الجائزة والعربية»، ليبلغها بموعد الاستلام.
لحظات فارقة
السيدة لازالت غير مصدقة لما سمعته بالرغم من التأكيد مرارا وتكرارا بأن هذا واقع وحقيقة وليست من قبيل المزاح أو التهويل وبالرغم من ذلك تجهزت السيدة للسفر إلى القاهرة مع مسؤول البوادى لاستلام الجائزة وعقلها في حالة من عدم الاستيعاب، حتى حانت اللحظة الفارقة والتي تبدل فيها كل شيء عندما وصلت معرض تويوتا مصر بالتجمع وشاهدت السيارة بالفعل وكاد قلبها أن يتوقف من شدة الخفقان فرحا واستبشارا وسط حالة من الذهول وعدم اليقين لها ولباقي افراد العائلة حتي تسلمت مفتاح السيارة وانهاء اجراءات التسليم وأصبح ملك يمينها وسط فرحة غامرة من أحفادها وجميع الحاضرين من البوادى وتويوتا.
ترخيص أجرة
قامت الشركة بشحن السيارة للحاجة أم محمد صالح إلى الغردقة حيث مكان اقامتها، وما ان وصلت الغردقة حتي وجدت احتفالا وسط مشاركة العائلة والجيران فرحتها بالجائزة التي حصلت عليها، وقد طلبت أم محمد صالح من الشركة الحصول على ترخيص السيارة اجرة لتكتسب لقمة العيش.